السياسة والشارع المصريعاجل

انطلاق المنتدى الأفريقي لمكافحة الفساد بشرم الشيخ.. الأربعاء

من المقرر أن تنطلق غدا الأربعاء، فعاليات المنتدى الأفريقي لمكافحة الفساد بمدينة شرم الشيخ، وينظم المنتدى عددا من الهيئات والجهات أبرزها هيئة الرقابة الإدارية ووزارتا الداخلية والعدل.

وتعكس استضافة المنتدى الاستعداد المصري للتعاون ونقل الخبرات للأشقاء الأفارقة في هذا المجال، ويعقد المنتدى بالتزامن مع المؤتمر الرابع لاتحاد هيئات مكافحة الفساد الذي ينعقد في مصر، وذلك تحقيقا للترابط الموضوعي وحرصا على خروج الحدثين بنتائج منسقة ومتسقة.

ويهدف المنتدى بشكل رئيسي لتشجيع الدول الأفريقية على تبني سياسات واعتماد خطط عمل وبرامج تؤدي للقضاء على الفساد وتحقيق الترابط المعرفي بين جميع أنحاء القارة حول مخاطر الفساد على جهود التنمية والتحديث.

ويمثل المنتدى ملتقى مستداما للحوار بين دول القارة وتبادل المعلومات والخبرات والتوعية بشأن التدابير والتجارب الوطنية ذات الصلة بمواجهة الفساد تنفيذا للالتزامات القارة والدولية وكيفية تنمية قدرات الموارد البشرية في مختلف أوجه مكافحة الفساد، وتعزيز التنسيق الحكومي الأفريقي المتبني في هذا المجال.

وتنبع أهمية موضوع مكافحة الفساد من كونه يخاطب شواغل العديد من الدول الأفريقية التي تواجه تحديات في كفاحها من أجل تحقيق تطلعات شعوبها نحو العيش الكريم والرخاء، وتتسق المبادرة المصرية لعقد المنتدى مع الأولوية المتقدمة التي يحظى بها موضوع مكافحة الفساد لدى مصر في إطار جهودها للإصلاح الاقتصادي والتنمية والتطوير والتحديث.

ومن المقرر أن يشارك في المنتدى وزراء العدل والداخلية ورؤساء هيئات مكافحة الفساد وأجهزة المحاسبات والكسب غير المشروع في الدول الأفريقية، ومن المتوقع حضور أكثر من ٢٠٠ مسئول أفريقي.

وأشارت التقديرات إلى أن القارة الأفريقية تخسر نحو 50 مليار دولار سنويًا نتيجة التدفقات المالية غير المشروعة ويقف الفساد عقبة أمام تحقيق أهداف أجندة التنمية ٢٠٦٣، حيث يستنزف موارد القارة ويهدر جهود تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة.

وذكرت التقديرات أن اتفاقية الاتحاد الأفريقي لمنع ومكافحة الفساد الوثيقة القانونية الأساسية للقارة الأفريقية اتصالا بالفساد وهي مشابهة لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد إلى حد كبير ودخلت الاتفاقية الأفريقية حيز النفاذ عام ٢٠٠٦ بإيداع وثائق تصديق ١٥ دولة في حينه، ووقع الرئيس عبدالفتاح السيسي على اتفاقية الانضمام على هامش قمة أديس أبابا في يناير ٢٠١٧ وصدقت مصر عليها في يوليو ٢٠١٧.

وتتضمن فعاليات المنتدى عددا من الجلسات تنقسم على يومين، اليوم الأول يتضمن الجلسة الافتتاحية وتحتوي على عرض لأغنية أفريقيا بتخلق عهد جديد، بالإضافة إلى عرض لفيلم وثائقي بعنوان أفريقيا على طريق التنمية وتختتم الجلسة بكلمة للرئيس عبدالفتاح السيسي، والجلسة الأولى بعنوان الجهود الوطنية في مكافحة الفساد لعدد من الدول الأفريقية تنفيذا للالتزامات القارية والدولية، أما الجلسة الثانية فتعقد تحت عنوان دور مكافحة الفساد في تنمية القارة الأفريقية.

كما يتضمن اليوم الثاني من فعاليات المؤتمر ٤ جلسات الأولى بعنوان آليات مكافحة الفساد على المستوى القاري والجلسة الثانية بعنوان تنمية قدرات الموارد البشرية في مختلف أوجه مكافحة الفساد بالقارة الأفريقية، والجلسة الثالثة بعنوان دعم التنسيق الحكومي الأفريقي البيني في مكافحة الفساد، وتختتم الجلسات بالجلسة الختامية تحت شعار دور الإدارة السياسية في إنجاز جهود مكافحة الفساد في القارة الأفريقية.

وحددت مصر 6 محاور رئيسية لإقامة المنتدى توافقت فيها مع الأشقاء الأفارقة هي أن التنمية تبدأ بالنزاهة، وتحقيق العدالة والأمن كأساس للتنمية، بناء آليات تعاون وأطر وضوابط لدعم مكافحة الفساد للقارة، القضاء على الجريمة المنظمة من خلال الحوكمة التشريعية والإدارية، والنهوض بالإنسان الإفريقى كأساس للوحدة الأفريقية، التكامل في التنمية نحو تكنولوجيات ديمقراطية.

وتم إعلان عام 2018 العام الأفريقى لمكافحة الفساد وجاء اختيار هذا الموضوع على ضوء مرور خمسة عشر عاما على اعتماد اتفاقية الاتحاد الأفريقي لمنع ومكافحة الفساد في قمة مابوتو في يوليو 2003 بهدف تقييم ما تم إنجازه ولتحديد الخطوات التالية لاستكمال جهود التصدى للفساد بكافة أشكاله.

كما تم تخصيص بند خلال قمة فبراير 2019 لمناقشة تقرير رئيس نيجيريا حول مكافحة الفساد في أفريقيا، على ضوء تولى الرئيس محمد بخارى ريادة تطبيق إستراتيجية الاتحاد الأفريقي لمكافحة الفساد.

وعرض الرئيس النيجيرى تقريره الذي أوضح فيه مختلف الجهود القارية والفعاليات التي تم تنظيمها خلال عام 2018 اتصالا بمكافحة الفساد، وأشار إلى وصول العدد الإجمالي للدول المصدقة على اتفاقية الاتحاد الأفريقي لمنع ومكافحة الفساد بنهاية عام 2018 إلى 40 دولة.

كما أوصى ببذل جهود أكبر في مجالات التعليم للتوعية بمخاطر الفساد وتحديد الممارسات الأفضل في مواجهته، وتشجيع الشباب على الانخراط الإيجابي في جهود مكافحة الفساد، والعمل على تعزيز التعاون بين الاتحاد الافريقى والامم المتحدة من أجل وقف التدفقات المالية غير المشروعة وتشجيع الدول غير المصدقة على الاتفاقية على التصديق عليها والدول غير الأطراف في الاتفاقية على الانضمام لها.

وانتهت التوصيات بتشجيع الدول الأعضاء على مواصلة دعم المؤسسات الوطنية لمكافحة الفساد.

وتتضمن المنتدى الأفريقى الأول لمكافحة الفساد ٥ جلسات على مدار يومين، بالإضافة للجلسة الافتتاحية والختامية، اليوم الأول يتضمن الجلسة الافتتاحية وتحتوى على عرض لأغنية أفريقيا بتخلق عهد جديد، بالإضافة إلى عرض فيلم وثائقى بعنوان أفريقيا على طريق التنمية وكلمة الوزير اللواء أركان حرب شريف سيف الدين، رئيس هيئة الرقابة الإدارية يليها كلمة لرئيس المجلس الاستشارى للاتحاد الأفريقى لمكافحة الفساد ثم كلمة رئيس اتحاد هيئات مكافحة الفساد في أفريقيا.

وكلمات لكل من الوزيرة المكلفة بالرقابة العليا بدولة الكاميرون والمدير العام للمنظمة الأفريقية للأجهزة العليا للرقابة والمستشار عبدالرحمن النمش، رئيس الهيئة العامة لمكافحة الفساد بدولة الكويت، وتختتم الجلسة الافتتاحية بكلمة للرئيس عبدالفتاح السيسي.

وتعقد الجلسة الأولى بعنوان الجهود الوطنية في مكافحة الفساد لعدد من الدول الأفريقية تنفيذا للالتزامات القارية والدولية، ويدير الجلسة المستشار أمل عمار عضو المجلس الاستشارى للاتحاد الأفريقي لمكافحة الفساد.

وتدور موضوعات الجلسة عن – مصر (من إقليم الشمال) استعراض الجهود الوطنية بصفة عامة يطرحها ممثل عن هيئة الرقابة الإدارية ثم كلمات من ممثلى دول كينيا – غانا- بوروندى – زيمبابوى.

أما الجلسة الثانية فتعقد تحت عنوان دور مكافحة الفساد في تنمية القارة الأفريقية، وتدير الجلسة الدكتورة أمانى الطويل المدير المساعد لمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية وتناقش الجلسة الفساد كعقبة أمام نجاح أجندة 2063 التنموية للاتحاد الأفريقى.

كما تناقش الجلسة استدامة موارد القارة الأفريقية لخدمة أهداف التنمية المستدامة وتحدث في هذا الملف د. أمير طاهر ممثل عن هيئة الرقابة الإدارية في مصر ورئيس الهيئة العليا لتجنب ومكافحة الفساد بتوجو ورئيس مفوضية مكافحة الفساد بدولة سيراليون.

ويتضمن اليوم الثانى من فعاليات المؤتمر ٤ جلسات الأولى بعنوان آليات مكافحة الفساد على المستوى القارى ويديرها السفير أشرف راشد رئيس اللجنة الوطنية في إطار آلية مدير الجلسة الأفريقية لمراجعة النظراء وتناقش الجلسة عرض الرؤية والجهود القارية لمكافحة الفساد ومقدم الفكرة المستشار هشام بدوى رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات ووزير العدل بدولة لبوركينا فاسو.

والجلسة الثانية بعنوان تنمية قدرات الموارد البشرية في مختلف أوجه مكافحة الفساد بالقارة الأفريقية،ويدير الجلسة رئيس المكتب الوطنى لمكافحة الفساد بالسنغال وتدور موضوعات الجلسة حول سبل التدريب والمساعدة الفنية لضبط مكافحة الفساد والفكرة مقدمة من القائم بأعمال رئيس الأكاديمية الدولية لمكافحة الفساد ود. محمد صالح هاشم عميد مركز التدريب بأكاديمية السادات، عضو مجلس أمناء الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب.

والجلسة الثالثة بعنوان دعم التنسيق الحكومى الأفريقى البينى في مكافحة الفساد، ويدير الجلسة أمين عام دول شرق أفريقيا باتحاد هيئات مكافحة الفســــاد وتناقش الجلسة تعزيز التنسيق والتعاون لمكافحة الفساد ماليًا وقانونيًا وأمنيًا في أفريقيا ومقدمو الفكرة المستشار أحمد سعيد خليــــــل رئيس مجلس أمناء وحدة مكافحة غسل الأموال ووزير العدل بدولة تشاد ومدير عام مكتب مكافحة الفساد مالوى.

وآليات وتجارب استرداد الأموال مقدمة من المستشار عادل السعيد رئيس جهاز الكسب غير المشروع ووزير العدل بدولة الكونجو الديمقراطية، ومكافحة الفساد وصور الجريمة المنظمة الاتجار في البشر والاتجار في الأعضاء والفكرة مقدمة من أحمد عادل باشا ممثل عن هيئة الرقابة الإدارية والسفيرة نائلة جبر رئيس اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، والسكرتير الدائم ممثل لوزارة الداخلية نيجيريا والمراجع والمراقب العام بدولة تنزانيا يعقب ذلك نقاش مفتوح لمدة 20 دقيقة.

وتختتم الجلسات بالجلسة الختامية تحت شعار دور الإدارة السياسية في إنجاز جهود مكافحة الفساد في القارة الأفريقية ويلقى كلمات الختام كل من الوزير اللواء أركان حرب شريف سيف الدين رئيس هيئة الرقابة الإدارية وزيرة العدل والمدعى العام بدولة غانا ووزير الأمن بدولة اليمن يعقب ذلك إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارات وتوصيات المنتدى.

زر الذهاب إلى الأعلى