دعا خبراء وباحثون فرنسيون، أمس، إلى مواجهة الدعم القطري للإرهاب وتنظيم الإخوان، خلال مؤتمر عقد في العاصمة الفرنسية باريس، وشارك في المؤتمر، الذي جاء بعنوان «قطر والإخوان ورعاية الإرهاب»، مجموعة من الباحثين والسياسيين الفرنسيين والعرب، الذين نشر العديد منهم أبحاثًا ووثائق تربط بين الدوحة وتمويل تنظيمات إرهابية، وشرح المشاركون في المؤتمر العلاقة بين الإخوان والفكر المتطرف الإقصائي، الذي يؤدي بالكثير ممن يحملونه إلى تنفيذ أعمال إرهابية.
وكشف المؤتمر عن دور النظام القطري في إلحاق الضرر والتخريب في العالم؛ حيث يشارك في المؤتمر عدد من رؤساء الجمعيات والمؤسسات الأكاديمية والسياسية الفرنسية وكتاب ومثقفين.
ومن أبرز المشاركين في المؤتمر المعنِي بفضح الإرهاب القطري، وذراعها الإرهابية «جماعة الإخوان» المتطرفة، مؤلف كتاب «حقيقة الإخوان المسلمين» الكاتب الفرنسي ميشيل بارازان، والرئيس السابق لوحدة مكافحة الإرهاب في فرنسا، جون ميشيل فوفرج.
كما شارك في المؤتمر أستاذ العلوم السياسية في فرنسا، ديفيد ريجوليت روزا، والكاتب الصحفي والمؤلف جورج مالبرينو، رئيس تجمع أئمة مسلمي فرنسا، ورئيس اتحاد شعوب من أجل السلام، الشيخ حسن الشلجومي، ورئيس جمعية سوريا للجميع محمد عزت خطاب.
وقال “بارزان”، خلال المؤتمر: إن قطر تستلهم مبادئها المتطرفة من تلك الجماعة الإرهابية، مشيرا إلى أن هذه الجماعات الإرهابية لديها اقتصاد يسمح لهم بضمان الأمن المالي والتمويل، عن طريق التمويل الذاتي كما لها أيضًا مصادر أخرى للتمويل، بتقديم الدعم المشبوه، لا سيما عن طريق المنظمات العملاقة لإمارة الغاز التي تستلهم مبادئها المتطرفة في إطار جماعة الإخوان الإرهابية.
وأشار بارزان إلى خلافات تلك الجماعة الإرهابية مع الحكومات المختلفة، نتيجة حصولهم على تمويل غامض بخلاف تحويلات مالية من مصادر مجهولة.
ومن جانبه، أكد رئيس مكتب فتح في فرنسا والقيادي بالحركة عادل الغول، بحسب بوابة «العين» الإخبارية أن الإرهاب في منبعه يتحرك بالأساس من الدعم المالي الذي تقدمه قطر لجميع الجماعات في العالم، لافتا إلى أن أوروبا تعاني من الإرهاب لعدم اتخاذ إجراءات ضد الدوحة في دعم الجماعات المتطرفة.
وتابع: «إسرائيل ترى في قطر ورقتها الرابحة لإفشال جهود المصالحة الفلسطينية، محذرًا من أن الإرهاب في منبعه يتحرك بالأساس من الدعم المالي الذي تقدمه قطر لجميع الجماعات في العالم، على رأسها جماعة الإخوان، الدوحة تلعب دورًا سيئًا جدًا في دعم الإرهاب على مستوى العالم بأسره، خاصة في الشرق الأوسط بمصر واليمن وسوريا وليبيا، ويضع في الدول الأوروبية التي تعاني من الإرهاب لعدم اتخاذ إجراءات ضد إمارة قطر التي تتحرك كما ترى لدعم الجماعات المتطرفة».
وطالب الغول المجتمع الدولي خصوصًا في فرنسا، أن يتحرك بشكل جاد لوقف القيادة القطرية عن استمرارها في هذا المخطط، مشيرًا إلى أن الدوحة تحاول منع أي مصالحة فلسطينية، والصحف الإسرائيلية تتحدث عن أن الدوحة هي الورقة الرابحة لإسرائيل لتخريب جهود المصالحة.
وتابع: «إذن علينا أن ننتبه، وإذا لم يتخذ المجتمع الدولي إجراء ضد الدوحة سيستمر الإرهاب حتى في أوروبا، وعلينا أن نعي أن ما توفره قطر لدعم الجماعات الإرهابية سواء داعش وجبهة النصرة وجماعات أخرى، هو ما يجلب الخراب للعالم».
ومن جانبه، أكد الكاتب والإعلامي إيمانويل رازافي، مؤلف كتاب «قطر والحقائق المحظورة» أن الأجيال القطرية الجديدة ضائعة بين حداثة أوروبا والتشدد الديني، وذلك ما رصدته بعد أن عشت عدة سنوات في الدوحة، ورصدت هشاشة المجتمع القطري وضياع الأجيال القطرية الجديدة المتخبطة.
وتابع: «تحدثت في كتابي «قطر والحقائق المحظورة» عام 2013 عن صعود الأمير الصغير الذي يدعى تميم وبسط سيطرته على جميع مؤسسات الدولة عن طريق وسائل الإعلام، والشباب القطريين الذين يسافرون إلى أوروبا أو أمريكا للدراسة، يتشبّعون بقيم الحداثة، وعندما يعودون يصدمون بالواقع في قطر».