بازلت وكوارتز وحجر رملى وأكاسيد الحديد.. الصحراء السوداء كنز الوادى الجديد

تمتاز منطقة الصحراء الغربية بكنوز طبيعية وثروات لا حصر لها بجانب المعالم البيئية التى تتفرد بها تلك المنطقة الشاسعة غرب مصر، وتقع على حدود محافظة الوادي الجديد الجغرافية وتحديدا في مركز الفرافرة والتى تمتاز بالتنوع الجيولوجي الذي صنعته القدرة الإلهية وأنتجت لوحات فنية إبداعية واهمها محميتى الصحراء السوداء والصحراء البيضاء ولكل منهما جمالها الفريد من نوعه.

الصحراء السوداء تقع فى الصحراء الغربية في المنطقة بين الواحات البحرية والفرافرة، تمتد من جنوب مركز الباويطي إلى ما يقرب من 70 كم اتجاه الفرافرة وتبعد قليلاً عن شمال الصحراء البيضاء، كما أنها قريبة من الواحات البحرية أكثر من واحة الفرافرة.

وأطلق على الصحراء السوداء هذا الإسم لوجود طبقة من المسحوق الأسود الذي يغطي جبالها وهضابها ورمالها، نتيجة عوامل التجوية القديمة وتآكل الصخور على مر السنين، صخور العصر الجوارسي لا تظهر بالمنطقة كثيرا بل تظهر صخور العصر الطباشيري، وتتباين هذه التلال في أحجامها وتكويناتها وارتفاعاتها وأشكالها وتتكون من صخور البازلت، الدلوريت، الكوارتزيت الحديدي، الحجر الرملي الحديدي وأكاسيد الحديد بألوانها المختلفة.

ومن أشهر الجبال الموجودة فى منطقة الصحراء السوداء، جبل المرصوص وهو عبارة عن فوهة يتكون من صخور الحجر الرملي تغطيها طفوح بازلتية تظهر في شكل أعمدة مرصوصة، لذا أطلق عليه أهالي الواحات البحرية اسم الجبل المرصوص وتقدر مساحته بقرابة 2كم²، وجبل البانوراما حيث اعتاد زائرو الصحراء السوداء على الصعود إليه لالتقاط صور بانورامية للصحراء السوداء من أعلى نقطة، وجبل الإنجليز ويقع في المنطقة الفاصلة بين قرية منديشة ومدينة الباويطى.

أما الصحراء البيضاء، تبعد نسبياً عن الصحراء السوداء وتختلف جذرياً في طبيعة التكوين فهي أرض طباشيرية إلى الشمال من واحة الفرافرة، وتحتوي على تكوينات الأشكال الطبيعية الصخرية الفريدة، وجرى اعتماد محمية الصحراء البيضاء من اليونسكو لتكون أول حديقة جيولوجية، حيث اختار أعضاء المكتب الإقليمي لليونيسكو، الخاص بالدول العربية، بإجماع الآراء، محمية الصحراء البيضاء، لتكون أول حديقة جيولوجية مصرية، لتوفر المعايير التي حددتها اليونيسكو فيها، حيث تقع على بعد 45 كيلو مترا إلى الشمال من واحة الفرافرة على مسافة 500 كيلومتر من القاهرة.

وتحتوي الصحراء البيضاء على مجموعة من الكثبان الرملية والوديان التي بها غطاء نباتي يحتوي على معظم الأحياء البرية التي تعيش في المنطقة، كما تحتوي على آثار وأدوات ترجع إلى عصر ما قبل التاريخ، كما يوجد بها بقايا من مقابر وكهوف نادرة ومومياوات قديمة، حيث تكونت تكلسات الصحراء البيضاء من 80 مليون سنه وتعتبر تكلساتها من النوعيات الفريدة التي تسمى الكارست وهي ظاهرة جيولوجية قديمة جدا، وقد كونت هذه التكلسات بمرور الزمن عليها كهوفا والتي تحولت بدورها بفعل عوامل التعرية إلى بلورات مرتفعة من خام الكالسيت على أشكال مختلفة مثل نبات عش الغراب وأشكال أخرى مختلفة، وأصبحت لها منطقة خاصة تسمى منطقة المشروم وهي جاذبة السياح بشدة.