كان الشعب المصري على موعد مع التحرر من نظام الحكم الإخواني، الذي كان يريد تحويل مصر إلى دولة ثيوقراطية، بعيدة عن المدنية، وكل شيء مباح وذلك باسم الدين، فهناك حاكم يرفض الانتخابات الرئاسية المبكرة، خوفًا على شرعية صُنعت له من ورق، تناثرت مع أول إشراقات نهار الحرية.
البداية كانت مع حملة أطلقها الشعب للتمرد على نظام الحكم الإخواني، الذي اتخذ عدد من القرارات المغايرة لقناعات الشعب المصري بعد ثورة 25 يناير، وكادت تلك القرارات أن تقضي على طموحات الشعب.
“تمرد.. يسقط حكم الإخوان.. 30 يونيو نهاية حكم الإخوان” هذا ما حملته لافتات وملصقات ملأت شوارع القاهرة والمحافظات.
بدأت إرهاصات الحلم تتمحور في 30 يونيو 2013، عندما استيقظ الشعب المصري رافضًا دولة المرشد، وضاربًا بأوامر الجماعة للسمع والطاعة عرض الحائط، وتعالت الهتافات “يسقط يسقط حكم المرشد” وكانت الابتسامة تعلو الوجوه الرامية للتخلص من حكم الإخوان المخادع، وبدأت المسيرات.
حدد الشعب المصري مسيرات عديدة للانطلاق، بدأت في الاتحادية والمهندسين والدقي، كل المسيرات تصب في ميدان واحد “ميدان التحرير”، أو كما يطلق عليه المصريين ميدان التحرر.
كان المشهد عجيب، فالمسيرات لم تكن قاصرة على الرجال والشباب والنساء فقط، بل خرج يساندهم الأطفال والشيوخ، والأطفال يرددون شعارات التمرد على حكم الإخوان رافضين استمراره.. “ارحل يا مرسي”.
واعتلى الشباب أعمدة الإنارة عند محيط قصر الاتحادية وفي ميدان التحرير، علهم يطلعون على ما يحدث بشكل كامل، أما الوجوه فلم تكن يُرى منها سوي خطوط وألوان ترسم علم مصر وكلمة “ارحل” التي رُسمت بلون الدم، الذي أراقه الإخوان طيلة عام من حكمهم.
كان المشهد رهيبا فقد احتشد المصريين داخل كافة الميادين، وامتلأت الشوارع بأنهار بشرية قًدرت بالملايين، شارك فيها كل طوائف الشعب المصري، حتى ذوي الاحتياجات الخاصة رفضوا الوقوف مكتوفي الأيدي، وقرروا أن يصنعوا تاريخ مصر بأيديهم.
الجميع هنا يد واحدة قلب واحد وحنجرة واحدة يخرج منها طلب واحد، اجتمع المصريون على طلب واحد “يسقط حكم الإخوان”، وبالفعل كان لهم ما أرداوا.