تمكن مشروع علمي من جمع أشد الخصوم عداوة في الشرق الأوسط، إذ اتفقت إيران ومصر وإسرائيل وتركيا والأردن والبحرين وفلسطين وقبرص وعدد كبير من الدول تشغل صفة المراقب، كالصين والبرازيل والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، على سبر أغوار المادة، من خلال بناء أكبر مُسَرِّع إلكتروني بالمنطقة.
ويقول تقرير نشره موقع فرانس 24: إن مشروع المُسرِّع الضوئي الخاص بأبحاث العلوم التجريبية والتطبيقية في الشرق الأوسط «سيزام»، هو أول مركز أبحاث دولي يشيد في الشرق الأوسط، ويجمع دوله حول أهداف علمية بحتة، تساهم في نشر السلام، وخلق مستقبل أفضل لشعوب المنطقة، بعيدا عن الخلافات السياسية الطاحنة.
ويستخدم المشروع الجديد الحزم الضوئية للإلكترونات المسرعة، في دراسة وفهم المخطوطات والبرديات من الحضارات القديمة، وكيف تشكلت، وما هي الحيوانات والنباتات التي استخدمت في صناعتها، والمواد الأولية التي ساهمت في عملها وحفظها، كما يقول «يان جونفيج» 77 عاما، الباحث والمتخصص في دراسة مخطوطات البحر الميت، في الجامعة العبرية بالقدس، في تصريح لجريدة «لوموند» الفرنسية.
ويقع مقر هذا المركز العلمي بالقرب من مدينة السلط الأردنية. وتأسس المشروع الذي يفتتح في 16 مايو 2017، على شاكلة «المركز الأوروبي للأبحاث النووية» في سويسرا، وبرعاية اليونسكو.
وأكد التقرير أن الدول المشاركة التي بين بعضها «مصانع الحداد»، قررت بناء هذا المشروع العملاق والمكلف، بهدف وحيد، يتمثل في سبر أغوار المادة.
ويوشك المشروع أن يكتمل إنجازه، بحسب المعلومات التي تضمنها التقرير عن أقسامه وخصائصه العلمية الدقيقة، ويضم بيولوجيين وكيميائيين لا يهدفون فقط لدراسة تركيب المخطوطات، وإنما أيضا لدراسة الأمراض المستعصية وإنتاج الأدوية، فهناك الباحثة المصرية جيهان كامل، مسئولة وحدة «الأشعة تحت الحمراء» بالمشروع.
وآخر فلسطيني: أحمد بصلات، يرغب في تتبع آثار ملوثات المياه الجوفية في الأراضي الفلسطينية، وتحليلها، والتي تسمم هذه المياه، وتمنع الاستفادة منها، وهناك الكيميائي الإيراني الشاب: مايديه دارزي، الذي يحلم بتطبيق التقنية الجديدة على مخطوطات متحف طهران، يقول: «أريد مقارنة الوسائل والتقنيات بين الثقافات المختلفة، من مخطوطات القرآن إلى مخطوطات التوراة، ما هو المشترك وما هو المختلف؟ وإنشاء قاعدة معلومات أساسية وضرورية للعمل؛ ولبحث الأركيولوجي».
والفيزيائي الإسرائيلي: أليعازر رابينوفيتشي، والذي يعد نائب رئيس المشروع، ويقول: «طوال حياتي تربيت على فكرة ضرورة بناء وتحقيق السلام مع جيراننا، ومن هذا المنطلق جاءت فكرة السنكروترون، عصر يوم داخل مقهى.. أثناء احتسائي القهوة مع أحد زملائي، سيرجيو فوبيني، الذي اقترح إنشاء وحدة تعاون علمية للشرق الأوسط».