بدأ منذ قليل، أعضاء المجلس التنفيذى لليونسكو الجولة الثالثة من التصويت لاختيار المدير العام الجديد للمنظمة فى الانتخابات التى تجرى بمقر اليونسكو بالعاصمة الفرنسية باريس، حيث يخوض غمار المنافسة خمسة مرشحين على رأسهم المصرية مشيرة خطاب، بعد انسحاب مرشح فيتنام فى اللحظات الأخيرة.
وسيدلى أعضاء المجلس التنفيذى البالغ عددهم 58 دولة بأصواتهم، ويحتاج الفائز الحصول على 30 صوتا، وهو من المستبعد حدوثه فى هذه الجولة، ومن المتوقع ان يخوض المرشحين الجولة الرابعة غدا الخميس.
وكان مرشح فيتنام كفام سان شاو قد أعلن انسحابه قبل بدء عملية التصويت بنصف ساعة، وهو ما أحدث ارتباكا فى المشهد الانتخابى، حيث حصل فى الحولة الثانية على خمسة أصوات، ويسعى بقية المرشحين للحصول على هذه الأصوات.
وقبل دقائق من بدء التصويت فى الجولة الثالثة لانتخاب المدير العام لليونسكو، عقد مرشحا قطر حمد الكوارى، وفرنسا اودريه ازولاى لقاء مريبا داخل أحد غرف المنظمة، وتحدثت مصادر باليونسكو أن هناك تنسيقا بين قطر وفرنسا فى الانتخابات، لإثناء المرشحة المصرية السفيرة مشيرة خطاب عن خوض الانتخابات.
وكشفت الساعات الأخيرة ونتائج الاتصالات التى تمت وما أسفرت عنه الجولتان الأولى والثانية من انتخابات المدير العام الحديد لليونسكو، والتى حصل خلالها المرشح القطرى على عدد من الأصوات فاق كل التوقعات، عن انه ربما تكون هناك صفقة متعمدة قامت بها دول كبرى لها مرشحيها، ودوّل عظمى من ورائها، سعت إلى حشد الأصوات للمرشح القطرى بهدف إثناء مصر عن الاستمرار فى خوض غمار الانتخابات، خشية حصول قطر على المنصب، وبالتالي تصل الى مرحلة ينحصر فيها التنافس بين مرشح قطر ومرشح او مرشحة دولة كبرى تخطط منذ البداية لتنفيذ هذا السيناريو.
وقالت مصادر من داخل اليونسكو ومطلعة على سير التربيطات السياسية التى تتم حاليا، ” يبدو ان عملية انتخابات اليونسكو هذا العام ستكشف عن مكائد سياسية واهداف تتجاوز بكثير مسألة المنافسة على مقعد مدير عام المنظمة”، مضيفة ” يتناسى هؤلاء ان اعتلاء مرشح قطرى قمة هرم المنظمة الدولية المعنية بالثقافة والعلوم والسلام والحضارة والحفاظ على التراث التاريخى سوف تكون وصمة عار على جبين المجتمع الدولى باكمله، لاسيما الدول الكبرى التى طالما نادت بضرورة عدم تسييس عمل المنظمة، وضرورة احترام المبادئ الانسانية التى تدعو لها”.
وأضافت المصادر: “ربما يكون من المفيد أن تسفر تلك الانتخابات عن فوز مرشح قطر، كى يتأكد امام الجميع مدى انتهازية بعض الدول، وان يعيد أعضاء المنظمة النظر فى جدواها وجدوى ما تضطلع به اليونسكو من مهام او أنشطة”، موضحة انه حال حصول المرشح القطرى على المنصب او حتى مرشح اخر وفقا للسيناريو الذى تم الإعداد له من جانب الدول الكبرى، سيتأكد بما لا يدع مجالا للنقاش ان اليونسكو تحولت الى منظمة سياسية بالدرجة الاولى، ومن غير المجدى الحديث عن إصلاحها او العمل على تطوير ادائها بشكل يخدم القضايا الانسانية التى انشأت المنظمة لتحقيقها والحفاظ عليها”.
كان تصويت الجولة الثانية أمس الثلاثاء شهد تغيرات طفيفة فى الأصوات التى حصل عليها كل مرشح، فقد حصلت السفيرة مشيرة خطاب، مرشحة مصر والقارة الأفريقية، على عدد أصوات أكبر من الجولة الأولى بحصولها على 12 صوتا، وهو ما حدث مع المرشح القطرى حمد الكوارى الذى حصد 20 صوتا، فيما انخفضت أصوات مرشحة لبنان فيرا خورى لاكوريه لتصبح 3 أصوات، بعدما حصدت ستة أصوات فى الجولة الأولى، ورفع مرشح فيتنام فام سان شاو رصيده من صوتين فى الجولة الأولى بـ5 فى الثانية، فيما حافظ مرشحا فرنسا والصين على الأصوات التى حصلا عليها فى الجولة الأولى، بواقع خمسة لـ”كيان تانج” الصينى، و13 للفرنسية أودريه أزولاى.