على الرغم من أن هناك العديد من التقارير العالمية، التي أشارت إلى أن العدوان الثلاثي على سوريا- فجر السبت الماضي- بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا- حققت العديد من النجاحات، أبرزها تحقيق استفادات لإسرائيل، إلا أن هناك آراء أخرى داخل دولة الاحتلال ترى عكس ذلك تماما، حيث لفتت وسائل إعلام عبرية إلى أن نتائج الضربة جاءت مخيبة لآمال القيادة الأمنية والسياسية بتل أبيب؛ كونها أصبحت وحدها في المعركة ضد إيران.
عملية عسكرية
وعلي الرغم من إعلان أطراف العدوان الثلاثي عن تحقيق مكاسب عدة جراء الضربة، كونها استهدفت مواقع لتصنيع الأسلحة الكيميائية، إلا أن مراقبين داخل دولة الاحتلال، يرون أن ترامب العازم على سحب قواته من سوريا، ليس معنيا بخوض عملية عسكرية واسعة، قد تؤدي إلى إبقاء القوات الأمريكية في سوريا التي تشهد حربا.
المواجهة مع إيران
“الهجوم أمس عقاب رمزي حذر” هذا ما وصفه الكاتب الإسرائيلي يردين ليخترمان في مقاله تعقيبا على الضربة، مشيرا إلى أنها لم تتميز بالمخاطرة خشية من التعرض لمواجهات مع روسيا، بالمقابل، ظلت إسرائيل معرضة للمواجهات المتنامية مع إيران.
قوة الأسد
وفضلا عن الصراع الذي ظل مستمرا عقب الضربة مع إيران، إلا أن الرئيس السوري بشار الأسد ما زال يحتفظ بقوته بعد الهجوم الجوي الأمريكي، البريطاني، الفرنسي، بل على العكس، عزز هذا الهجوم الدعم الروسي لنظام الأسد.
رغم أن القدرات الكيميائية لدى النظام السوري تضررت، إلا أنها ما زالت قائمة ويمكن استغلالها في المستقبَل القريب، وذلك ما لفتت إليه التقارير الإسرائيلية، مشيرة إلى أنه ليس هناك ما يمكن أن يعيق الأسد من اتخاذ هذه الخطوة، وخطط المسئولون للهجمات، بحيث لا تترك ضررا غير قابل لإعادة إصلاحه في وقت لاحق، وشُنت هجمات الصواريخ دون أن تهدف إلى الإضرار كليا بمنظومة الدفاع الجوية السورية والروسية، ولم يشن الهجوم ضد أي موقع مرتبط بقدرات النظام للإضرار بالمواطنين، باستخدام السلاح غير التقليدي.
عدم الإضرار بالسلاح السوري
ورأى المحلل الإسرائيلي، أنه خلال السنوات السبع الماضية، كان الغرب قادرا على تنفيذ عملية جوية واسعة للإضرار كليا بقواعد سلاح الجو والمدفعيات السورية، كان يفترض أن تؤدي عملية كهذه إلى تحليق الطائرات في مناطق محظورة خاضعة للثوار، تتضمن منازل، مدارس، ومستشفيات، كانت تتعرض للهجمات يوميا، كان يمكن إطلاق تهديدات ضد الأسد والمطالبة بمحاكمته بتهمة ارتكاب جرائم حرب، ولكن هذا لم يحدث.
تهديدات ترامب
وفي هذه المرة أيضا، أطلق ترامب تصريحات لاذعة وتهديدات خطيرة ضد السوريين والروس، ولكن الضرر الذي تسبب به هجوم العدوان الثلاثي كان ضئيلا، وإذا لم يكن كل ذلك كافيا، حيث لفت ليخترمان خلال مقاله إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية أطلقت بيانا مخجلا: يجري الحديث عن ضربة واحدة، أي أنه حتى لم تدمر المواقع المستهدفة، لا تنوي أمريكا شن هجوم ثان ضد هذه المواقع، فالنتائج لا تهمها، وشنت هذا الهجوم لتأدية الواجب فحسب.
انتقام إيران
بدأت إسرائيل تستعد لأن يهدد الإيرانيون بالانتقام ضد مقتل سبعة نشطاء كانوا مسؤولين عن تشغيل طائرة مسيرة أثناء الهجمة الإسرائيلية ضد قاعدة التيفور في سوريا، قبل أسبوع، وكما تشعر أنها تواجه التمركز الإيراني في سوريا وحدها في المستقبل، حيث توعدت طهران على لسان متحدثها بهرام قاسمي- تل أبيب بالرد على قصف مطار «تيفور» العسكري السوري في ريف حمص، مؤكدة أن إسرائيل ستلقى ردا مناسبا على ذلك عاجلا أم آجلا وستندم على فعلتها هذه؛ إذ لا يمكنها القيام بإجراء مماثل وتكون بمنأى عن العقاب.