المال مقابل الجبن تبدو أشبه بنكتة، ولكن في بعض مناطق ايطاليا انها حقيقة واقعة، فـ “البارميزان” الشهيرة ثمينة حتى أن بعض البنوك على استعداد للحفاظ على الجبن كضمان مقابل قروض للمنتجين المحليين .
قام البنك اميليانو كريديتو الذي يمتلك مئات الفروع وآلاف الموظفين في جميع أنحاء وسط وشمال إيطاليا بتجهيز جل مكاتبه لتبدو كأية مؤسسة مصرفية أخرى بأحدث الكاميرات في جميع الزوايا وتأمين جل الأبواب، وإذا ما وصلت للجزء الخلفي فلن تجد الماس أو العملة الصعبة المخزنة هناك، وإنما هناك مئات الآلاف من “بارميجيانو ريجيانو” (عجلات الجبن) وضعت بعناية على الرفوف العملاقة، فالبنك يأخذ “البارميزان” من المنتجين المحليين كضمانة للحصول على قروض رخيصة، ويتقاضى كفائدة %3 ويجب التأكد بأن الجبن ينضج بشكل صحيح في بواسطة مكيفات الهواء، فبنك “كريديتو إيميليانو” يتعامل بالجبن كأنه الذهب ولما لا فمجموع ثمن الجبن الذي يمتلكه في رفوفه يبلغ 200 مليون دولار .
فلقد واجهت إيطاليا أسوأ ركود اقتصادي منذ الحرب العالمية الثانية وساعدت البنوك مثل “كريديتو ايميليانو” العديد من منتجي “البارميزان” للحفاظ على مقاولاتهم وشركاتهم بعيدا عن الإفلاس، والمشكلة في هذا الجبن الإيطالي التقليدي أنه يستغرق عامين من أجل أن يكون جاهزا للتسويق، ويجعل من الصعب على المنتجين والتجار شراء المزيد من الحليب ودفع أجور الموظفين، وبالتالي فإن البنك يأخذ الجبن كضمان للحفاظ على إنتاجية مستمرة، فهذه الطريقة هي التي تحافظ على صناعة “البارميزان” على قيد الحياة خلال الأوقات الصعبة، والمنتجين يكونون سعداء للحصول على ما يصل إلى 80٪ من قيمة الجبن بسعر فائدة صغيرة، ولا مخاطر على البنك بحيث إذا تخلف العميل عن دفع ديونه فإنه يبيع الجبن وبالتالي سيجني الأرباح .