أخبار عالمية

بوتين يهدد أمريكا بالرد على «وقاحتها»

بوتين يهدد أمريكا بالرد على «وقاحتها»

أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين أن روسيا ملتزمة بالصبر وضبط النفس في مواجهة التصرفات الأمريكية تجاهها، لكنها ستكون مضطرة للرد على "الوقاحة من قبل الولايات المتحدة".

وقال بوتين "إننا نتعرض ومنذ فترة طويلة لأعمال استفزازية مستمرة… وقاموا بطرد عدد كبير من دبلوماسيينا دفعة واحدة ومن دون توضيح أي أسباب، وثم صادروا ممتلكاتنا الدبلوماسية، الأمر الذي يخرج عن المنطق لأنه يتناقض مع جميع مبادئ القانون الدولي في مجال العلاقات الدبلوماسية… والعقوبات الجديدة أيضا تعد غير شرعية على الإطلاق من وجهة نظر القانون الدولي، وهي تنتهك مبادئ التجارة الدولية وقواعد منظمة التجارة العالمية.. إننا ملتزمون في تصرفاتنا، كما تعلمون، بأقصى درجات ضبط النفس وبصبر كبير، لكننا سنكون مضطرين إلى الرد في لحظة ما، ليس من الممكن أن نتسامح مع الوقاحة إزاء بلادنا".

وأشار الرئيس الروسي إلى أن شكل هذا الرد وتوقيته يتوقفان على الصيغة النهائية لمشروع القانون حول العقوبات الجديدة ضد روسيا، الذي يجري حاليا بحثه في الكونجرس الأمريكي.

وقال "لم نر بعد الصيغة النهائية للوثيقة، ولذا ليست لدينا أي مواقف نهائية منها".

وشدد بوتين على أن تبني السلطات الأمريكية مشروع القانون هذا سيمثل محاولة واضحة لاستفادة الولايات المتحدة من مواقعها الجيوسياسية "لضمان تنفيذ مصالحها الاقتصادية على حساب حلفائها".

واعتبر أن هذه الخطوة ستثير، حال اتخاذها، أسفا كبيرا لأنها تمثل عملا يجري تنفيذه "في ملابسات مشددة وبتعال خاص".

وكان مجلس النواب الأمريكي قد تبنى في 25 يوليو الحالي، مشروع قانون ينص على توسيع العقوبات، التي سبق أن فرضتها الولايات المتحدة على روسيا. ومن المقرر أن تتم إحالة الوثيقة قريبا إلى مجلس الشيوخ، ليجري، حال مواقفته عليها، تسليمها للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.

وفي حال تبني المشروع بشكله الحالي، ستصبح الحزمة الجديدة من العقوبات الأمريكية ضد روسيا الأوسع نطاقا منذ العام 2014، فهي ستطال، على سبيل المثال، مشروع "السيل الشمالي 2" لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا، إضافة إلى إضفاء صفة القانون على العقوبات السابقة، التي تم فرضها بأوامر تنفيذية صادرة عن الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما.

وكانت موسكو ووسائل إعلامها والعديد من ساستها ومحللوها السياسيين يشككون لآخر لحظة في إمكانية أن يستجيب الرئيس ترامب لمجلس النواب والشيوخ. ولكن مصادر غربية أكدت مؤخرا أن ترامب سيوافق على قرارات مجلس النواب بفرض المزيد من العقوبات على روسيا وإيران وكوريا الشمالية، ما دفع الخارجية الروسية مؤخرا إلى الإدلاء بتصريحات حادة وتهديدات بردود عنيفة.

وبعد تصريحات بوتين بساعات أعلن البيت الأبيض أنه سوف يواصل دعم قرارات مجلس النواب بقوة لتوسيع العقوبات ضد موسكو وطهران وبيونج يانج، ما فسره الخبراء بأن الإدارة الروسية، على عكس وسائل الإعلام والمحللين والخبراء الروس المنفصلين عن الواقع، كانت تعرف جيدا الخطوة المقبلة للإدارة الأمريكية.

من جهة أخرى تحاول موسكو الوقيعة بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين بشكل فردي أو في إطار الاتحاد الأوروبي.

وتواصل وسائل الإعلام الروسية تزييف المعلومات والأخبار لإعطاء انطباع بوجود خلافات حادة بين واشنطن والعديد من العواصم الأوروبية المتنفذة ما قد يتسبب في انهيار حلف الناتو والاتحاد الأوروبي، وأن هناك دولا أوروبية تساند روسيا وترفض العقوبات الأمريكية عليها. هذا على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي نفسه، وبالإجماع، أعلن مؤخرا عن تميد عقوباته ضد روسيا لعام إضافي.

زر الذهاب إلى الأعلى