بولت… أسطورة لن يطمسها الوداع الحزين
A A أوسين بولت وطريقة احتفاله المعهودة بعد الفوز بذهبية 200 م في ريو (أ.ب) ربما لو عاد الزمن بالعداء الجامايكي الأسطورة أوسين بولت عاما واحدا، لقرر الاعتزال بعد انتهاء أولمبياد ريو دي جانييرو، مكتفيا بثلاث ميداليات ذهبية ينهي بها مسيرته الأسطورية.
وكان العداء الذهبي قد أعلن أنه سيعتزل عقب بطولة العالم لألعاب القوى التي تستضيفها لندن حاليا، لكن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن، بعدما أخفق الجامايكي في الفوز بذهبية سباقي 100 متر لصالح الأميركي جاستن غاتلين و400 متر تتابع مع منتخب بلاده إثر إصابة ألمت به.
وانتهى الظهور الأخير للأسطورة بولت على المضمار بشكل مؤلم أمس (السبت) إذ توقف العداء الجامايكي عن الركض في الجزء الأخير من نهائي سباق التتابع أربعة في 100 متر ببطولة العالم لألعاب القوى بينما تغلبت بريطانيا على الولايات المتحدة لتحصد ذهبية مفاجئة.
وكان بولت، الذي اكتفى بميدالية برونزية في سباق 100 متر الفردي، يسعى لإنهاء مسيرته في ألعاب القوى بقيادة جامايكا لخامس لقب على التوالي في التتابع لكنه كان يعاني بالفعل في المركز الثالث عندما تسلم العصا.
وأثناء محاولة تعويض الفارق توقف بولت وسقط أرضا بسبب معاناته من إصابة في عضلات الفخذ الخلفية.
ولم يستوعب نحو 60 ألف متفرج بالملعب حضروا لوداع أعظم رياضي ما حدث على الفور بينما كان التاريخ يكتب فصلا جديدا داخل المضمار عن طريق فوز أصحاب الضيافة باللقب.
وتوقف عداد بولت هكذا عند 14 ميدالية في بطولة العالم (11 ذهبية وفضيتان وبرونزية) و8 ذهبيات في الألعاب الأولمبية (حرم من ذهبية التتابع في بكين 2008 بسبب تنشط زميله نيستا كارتر)، وكلها في سباقات السرعة.
وبولت هو حامل الرقم القياسي العالم في سباقي 100 و200 م، بعدما استطاع الفوز بسباق السرعة الأول في زمن 9.58 ثواني في بطولة العالم لألعاب القوى في برلين، وبعدها سباق 200 م في 19.19 ثانية في البطولة ذاتها، وهما رقمان يصعب الوصول إليهما على المدى القريب.
وقاد الأسطورة المنتخب الجامايكي لكسر الرقم القياسي العالمي لسباق التتابع 4*100 في زمن 36.84 ثانية، خلال أولمبياد لندن.
وكان بولت جريئا في كل شيء حتى عندما وصف نفسه بأنه «الأعظم!» في تاريخ العاب القوى، أما رئيس الاتحاد الدولي البريطاني سيباستيان كو المعروف بندرة اشادته للعدائين فوصفه بأنه «محمد علي العاب القوى (الملاكم الأميركي الراحل)».
كما جمع بين شراسة المضمار وشخصية استثنائية ممزوجة باستعراض فطري، فهو يختلف بولت عن كل عدائي العصر الحديث الذين يحسبون ألف حساب لتصرفاتهم داخل وخارج المضمار.
وبحسب تصنيف 2017 للرياضيين الأعلى دخلا الذي أجرته مجلة «فوربس» الأميركية، حل بولت في المركز الـ23 مع 34.2 مليون دولار كأرباح سنوية، يعود 94 في المائة منها من الشركات الراعية له. جامايكا