استقبل “سامح شكري” وزير الخارجية اليوم الخميس، “مايك بومبيو” وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تأتى الزيارة فى إطار الحرص على استمرار التواصل رفيع المستوى بين الإدارة الأمريكية والحكومة المصرية، وتستهدف تعزيز العلاقات الاستراتيجية الراسخة بين البلدين، والتشاور حول كيفية التعامل مع مختلف القضايا والتحديات الإقليمية التى تعمل الدولتان على إيجاد حلول مستدامة لها لتعزيز الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط.
وصرح المستشار “أحمد حافظ” المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، بأن الوزيرين عقدا جلسة مباحثات تناولا خلالها سبل دفع وتدعيم أوجه العلاقات الثنائية، من خلال زيادة وتيرة الزيارات على المستويات السياسية والفنية وتنويع أطر التشاور والتعاون المشترك، بما فى ذلك البدء فى التحضير لعقد جولة جديدة من آلية الحوار الاستراتيجي، والمشاورات فى صيغة 2+2 بين وزيرى دفاع وخارجية البلديّن، خلال العام الجاري؛ حيث حرص “شكري” على التأكيد خلال المباحثات على ما تحظى به العلاقات المصرية الأمريكية من أهمية استراتيجية للجانبين، وهو الأمر الذى يساهم فى تحقيق الأمن والاستقرار ليس فقط فى مصر ولكن فى المنطقة بشكل عام، معرباً عن تطلع مصر إلى استمرار وزيادة دعم الولايات المتحدة لمجمل الجهود الجارية على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية.
كما أكد الوزير شكرى على تقدير مصر للمساعدات الأمريكية التى تعكس أهمية وخصوصية العلاقات المصرية الأمريكية، كما أنها تخدم مصالح الجانبين بشكل متساو، مشدداً على أهمية الحفاظ على وتيرتها بل وزيادتها على ضوء المتغيرات الجارية والتحديات المشتركة، خاصة ما يتعلق بدعم مصر فى حربها الشاملة على الإرهاب، بما يعود بمنافع مؤكدة للجانبين ويحقق مصالح الأمن القومى لكل من مصر والولايات المتحدة على حد سواء، ويسهم أيضا فى تحقيق الاستقرار والأمن الدولي.
وأوضح “حافظ” أن “شكري” أطلع نظيره الأمريكي على جهود مكافحة الإرهاب من أجل اجتثاث هذه الظاهرة من جذورها على الأراضي المصرية. كما تناول وزير الخارجية الخطوات الجريئة التي اتخذتها مصر خلال السنوات الأخيرة على طريق الإصلاح الاقتصادي، بما في ذلك خلق بيئة استثمارية جاذبة للاستثمار الأجنبي، حيث ناقش الوزيران سبل تنمية الفرص الاستثمارية الواعدة أمام الشركات الأمريكية للاستثمار في مصر، وذلك تحقيقاً للرؤية المشتركة للقيادتين السياسيتين في كلا البلدين حول سبل دفع العلاقات الثنائية ذات الأهمية الاستراتيجية الخاصة بالدولتين إلى أفاق أرحب.
من جانبه، أكد “بومبيو” على الأهمية الاستراتيجية لمصر في منطقة الشرق الأوسط، وأن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” وإدارته حريصان على الدفع قدماً بالتعاون الثنائي مع مصر في مختلف المجالات خلال المرحلة المقبلة. كما ثمن الوزير الأمريكي على الدور الذي تضطلع به مصر والقيادة السياسية في مواجهة الإرهاب، منوهاً بأهمية مواصلة العمل سويا وتقديم الدعم لمصر من أجل مواجهة هذا الظاهرة والقضاء عليها.
كما تطرق “بومبيو” إلى التعاون الاقتصادي القائم بين البلدين، مشيداً بالتقدم الذى حققته مصر على مدار السنوات الأخيرة من أجل تلبية تطلعات الشعب المصري نحو مستقبل أكثر ازدهاراً، مبرزاً الإنجازات في مجال الطاقة، ومشيراً إلى ضرورة تعزيز اطر التعاون الاقتصادي بين الجانبين، للبناء على أداء الاقتصاد المصري، الأمر الذى يسهم في تشجيع المزيد من المستثمرين الأمريكيين للتوجه نحو مصر. كما ثمّن بومبيو دعم رئيس الجمهورية للحريات الدينية، وأعرب عن تقديره للإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية فيما يتعلق بقانون الجمعيات الأهلية.
وكشف “حافظ” أن القضايا الإقليمية نالت حيزاً كبيراً من المناقشات بين الوزيرين، حيث تشاورا حول مختلف القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك وسبل مواجهة المخاطر المتعددة التي تحدق بالمنطقة، لاسيما في سوريا وليبيا واليمن، وسبل منع تدخل دول إقليمية في الشأن الداخلي العربي أو توسيع نفوذها على حساب المصالح والأمن القومي العربي أو التعدي على سيادة الدول العربية والاعتداء العسكري على أراضيها، مضيفاً أن شكري أعاد التأكيد على المبادئ الرئيسية المحددة للموقف المصري إزاء أزمات المنطقة، التي تتأسس على أهمية حماية الدولة الوطنية والحفاظ على مؤسساتها، وإفساح المجال للحلول السياسية. وفي هذا الإطار، تناول الوزيران تقييم مسار العملية السياسية في سوريا، لاسيما على ضوء التطورات الأخيرة التي شهدتها الساحة السورية والموقف الأمريكي في هذا الشأن. وحول الشأن اليمني، أبرز “شكري” التزام مصر الكامل بدعم الأشقاء اليمنيين على الصعيدين السياسي والإنساني، والعمل على إرساء دعائم الأمن والاستقرار في البلاد.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية، أن “شكري” حرص على استعراض الجهود المصرية إزاء الأوضاع في ليبيا، محذراً من خطورة استمرار مد الميليشيات بالسلاح وتأثير ذلك على استقرار دول المنطقة، مشدداً على أهمية دعم المؤسستين العسكرية والشرطية الليبية لتمكينهما من أداء مهامهما في استعادة الأمن والاستقرار والقضاء على الإرهاب. كما تباحث الوزيران بشأن حالة الجمود التي تصيب عملية السلام على ضوء التطورات الأخيرة، وأهمية إحياء جهود تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وذلك بالاعتماد على الدور الراسخ لمصر في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وأردف حافظ، أن اللقاء تطرق أيضاً إلى قضية سد النهضة الأثيوبي والجهود التي تبذلها مصر من أجل التوصل إلى اتفاق ثلاثي يضمن مصالح مصر وأثيوبيا والسودان من حيث توفير فرص التنمية لإثيوبيا دون الإضرار بمصالح مصر المائية، وتجاوز الجمود الراهن في المفاوضات.
وأختتم الوزيران اللقاء بالاتفاق على مواصلة التشاور وتبادل الرؤى بين الجانبين حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية من أجل تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.