«بيتكوين».. عمله ثمنها 80 ألف جنيه للتجارة في المجهول
«بيتكوين» هذا الاسم يطلق على أغلى عملة "افتراضية" في العالم، وهي العملة التي أثارت ولا تزال تثير جدلاً واسعاً دولياً ومحلياً، مابين دول اعتمدتها بشكل رسمي في التداول داخل نظامها المصرفي، ودول أخرى تحفظت على التعامل بها وتركت مواطنيها لخوض التجربة، ودول أخرى منعت وتحذر من تداولها مطلقاً.
البيتكوين عبارة عن عملة مشفرة يتم استبدالها بالعملات الرسمية كالدولار واليورو، ويتم التعامل بها عبر شبكة الإنترنت من خلال محفظة مالية يمتلكها المتعامل بهذه العملة، ويكون له السيطرة الكاملة عليها عن طريق اسم مستخدم ورقم سري خاص وبذلك يضمن عدم قدرة الآخرين على التعامل بها أو التحويل منها إلا عن طريق هذا الرقم.
ولا تمتلك عملة البيتكوين رقمًا متسلسلا ولا أي وسيلة أخرى كانت من أي نوع تتيح تتبع ما أنفق للوصول إلى البائع أو المشتري، مما يجعل منها فكرة رائجة لدى الخارجين عن القانون مثل القراصنة وتجار المخدرات عبر الإنترنت.
وجاءت فكرة البتكوين من شخصية افتراضية على الإنترنت تسمى "ساتوشي ناكاموتو"، حيث وصفها بأنها نظام نقدي إلكتروني يعتمد في التعاملات المالية على مبدأ الند بالند، وهو مصطلح تقني يعني التعامل المباشر بين مستخدم وآخر دون وجود وسيط، وأن الهدف من هذه العملة هو تغيير الاقتصاد العالمي بنفس الطريقة التي غيرت بها الويب أساليب النشر.
4500 دولار للبيتكوين الواحد
وظهرت هذه العملة عام 2009 وليس لها وجود مادي مثل النقود او الذهب، ولكن من خلالها يمكن إتمام عمليات بيع وشراء عن طريق الإنترنت، وكانت في بداية ظهروها تباع مقابل بضعة دولارات، إلا أن قيمتها بدأت تتزايد بشكل كبير خلال سنوات معدودة، حتى قفزت بشكل ملحوظ خلال الشهور الأخيرة، فبدلاً من أن كانت لا تجاوز قيمة العملة الواحدة 240 دولارا في شهر أغسطس الماضي يبلغ سعر العملة الواحدة منها اليوم نحو 4500 دولار أي مايقارب 80 ألف جنيه مصري.
كثير من المتعاملين في البيتكوين يعتبرونها وسيلة آمنة جداً لتحويل الأموال، حتى إنهم يستطيعون إرسال واستقبال وتحويل البيتكوين من خلال الكمبيوتر أو الهاتف دون أي تكاليف تحويل التي تتحصل عليها البنوك التقليدية، خاصة أن التعامل بالبيتكوين يتبع نظام تشفير قويا جداً يصعب معه الاختراق، حيث إن من يمتلك عملات البيتكوين، هو الوحيد القادر على التحويل منها كما أنه هو من يسمح للآخرين بالتحويل إليه.
ماذا فعلت في مصر
في يونيو من العام الماضي، أعلنت وزارة الداخلية المصرية إلقاء القبض على طبيب أسنان بدعوى الاتجار في عملات «بيتكوين»، وقالت في بيانها إن المعلومات وتحريات الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات أكدت انتشار عملة إلكترونية وتسمى "البيتكوين".
ومع انتشار هذه العملة بشكل كبير في الفترة الأخيرة اتجه كثير من المهتمين بالتطور التكنولوجي نحو البحث عن تفاصيل تجارة هذه العملة، أصدر البنك المركزي المصري أمس للمرة الثانية بياناً رسمياً ينفي فيه ما يتردد حول السماح بالتعامل بعملة الـ "بيتكوين.
وأكد مصدر مسئول بالبنك المركزي أنه لم يتم إصدار أي تعليمات للقطاع المصرفي المصري للبدء في تداول العملة المذكورة وأن التعامل يتم بالعملات الرسمية فقط، وأن تلك العملة الافتراضية غير مضمونة من الجهاز المصرفي أو البنك المركزي ويتم التعامل بها على مسئولية المتعاملين بها.
ولكن ماهي الأسباب التي تدفع البنك المركزي لإصدار بيانان رسميان للتأكيد أن تلك العملة غير مصرح بتداولها في مصر؟، الجواب الوحيد على هذا السؤال أن هذه العملة فرضت نفسها دولياً ومحلياً وكثرة الحديث عنها بالتزامن مع ارتفاع قيمتها جعلها فرصة مغرية للكثير من الراغبين في الثراء السريع، لاسيما وأن قيمتها تتزايد بشكل يومي.
المثير في الأمر أن "التحرير" علمت من مصادر مطلعة في القطاع المصرفي المصري، أن هناك بعض شركات الأدوية العالمية -التي لها مكاتب في مصر- تتعامل بالبتكوين في تجارتها، موضحة أنه غير مستبعد أن يكون في مصر كثير من التجار يتعاملون بها في عمليات استيراد أو تصدير خاصة أنها لا تخضع لأي رقابة من القطاع المصرفي أو البنك المركزي.
خارج سيطرة الحكومات
ليس لها إطار قانوني لتنظيم التعامل بها، بمعنى أنه لا يوجد أحد يتحكم في سعرها سواء بالارتفاع أو الانخفاض، وتعد ألمانيا أول دولة تعترف بها وبعدها جاءت الولايات المتحدة الأمريكية لتعترف بها أيضا، وهناك بعض دول في آسيا تعتمدها في المعاملات التجارية، كما أن العديد من المتاجر الإلكترونية تتيح التعامل من خلال بيتكوين، مثل متجر مايكروسوفت وجوجل وباي بال وأمازون.
مزايا البيتكوين
– الرسوم المنخفضة والسرعة:
فبدلاً من الحاجة إلى وسيط بينك وبين التاجر لنقل المال، وهذا الوسيط يخصم نسبة من المال، مع وجود عملة البيتكوين، هذه العملية غير موجودة، لأن العملة لم تنتقل، بل كود العملة هو ما خرج من محفظتك ودخل إلى محفظة التاجر، وهذه العملية تتم بينك وبين التاجر دون وسيط وتسمى بـ P2P أو الند بالند.
– السرية:
عمليات البيع و الشراء لا يمكن مراقبتها أو التدخل فيها وهذه نقطة إيجابية لمن يحب الخصوصية كما أنها تقلل من سيطرة الحكومة والبنوك على العملة.
– العالمية:
فهي لا ترتبط بموقع جغرافي معين فيمكن التعامل معها وكأنها عملتك المحلية، وأهم شيء في هذه العملة أنه ليس لها (رقيب)، فهي تلغى سيطرة البنوك المركزية على طبع الأموال الذي تسببت بالتضخم وارتفاع الأسعار، والسبب الذي يجعل هذه العملة محمية من التضخم هو عددها المحدود فقد وضع ساتوشي ناكاموتو خطة على أن يتم إنتاج 21 مليون عملة بحلول عام 2140.
سلبيات البيتكوين
– تسهيل العمليات المشبوهة:
أول سلبياتها هى سرية العملة وتشفيرها، فهذه كما أنها ميزة إلا أنها تنعكس ببعض السلبيات في أنها تعطي بعض السهولة للعمليات المشبوهة على الإنترنت وبخاصة في الشبكة العميقة وأفضل مثال هو موقع silkroad الذي كان يتاجر بالمخدرات ولكن يجب أن نضع في الحسبان أن هذا الموقع كان في بداية عمر العملة كما أن إغلاقه لم يشكل خطراً كبيراً على العملة لكنها تظل مشكلة.
غموض حول مؤسس العملة:
– الشكوك حول عملية "تعدين العملة" فلا أحد يعرف ما هي المعادلات التي يقوم الجهاز بحلها مما جعل البعض يشك في وجود منظمة تعمل في الخفاء لحل معادلات قد تحتاج إلى مئات السنين في وقت قصير عن طريقة تجزئة المعادلات على السيرفرات لكنها تبقي مجرد شكوك.
وأكد خبير تقني أسترالي متخصص فى علوم الكمبيوتر،مايو 2016، أنه مبتكر عملة البيتكوين الإلكترونية، منهيًا بذلك الجدل المستمر منذ سنوات حول هوية المبرمج.
ولا أحد يعرف كم يمتلك الخبير من العملات أو إذا كانت دولة ما تتخفى خلف هذه الشخصية وتملك النصيب الأكبر منها فسيتسبب ذلك في تغير مراكز القوى على الخريطة.