مع تطور تقنيات التشخيص العلاجي الحديث، وظهور التصوير الشعاعي بكل أنواعه، فقد أشارت دراسات حثيثة ومتتالية إلى أنه على الرغم من الفوائد الفورية للأشعة المقطعية مثلاً، فهي عادة ما تفوق المخاطر الطويلة الأجل، فإن تقليل جرعات الأشعة المستخدمة في التصوير المقطعي أصبح حتمياً ومهماً، خاصة للأطفال حديثي الولادة، ولذلك فيجب أن تعرف الأم تأثير الإشعاع على حديثي الولادة وطرق حمايتهم منه وضررويات اللجوء إليه؛
ما هو التصوير الإشعاعي؟
- يُعتبر علم الأشعة واحداً من فروع الطب الأكثر استخداماً، حيث أصبح للتصوير الشعاعي دور مهم لدى جميع الناس في تشخيص أمراضهم وعلاجها.
- ويتم من خلال هذا الاستخدام، الكشف عن صور للأنسجة والأعضاء والعظام والأوعية الخاصة بجسم الإنسان، ويقوم أطباء وأخصائيو الأشعة بتفسير تلك الصور التشخيصية، وبالتأكيد يعتمد العلاج على مدى دقة هذه الصور.
- وقد أصبح التصوير الإشعاعي أداة تشخيصية لا غنى عنها في الطب الحديث، حيث لم يقتصر الأمر على التشخيص فحسب، بل شهدنا حالات علاجية عديدة تخص المرضى؛ كإعادة تنظيم العظام المكسورة، واكتشاف مكان القرحة في الجهاز الهضمي، وعلاج العديد من الحالات والإصابات الشديدة، والكشف عن بعض أنواع السرطانات على سبيل المثال.
- وتقوم آلات التصوير بالرنين المغناطيسي، وهي الأكثر استخداماً، وحلّت محل الأشعة السينية بإنتاج صور تشخيصية، حيث تساعد تلك الصور على تشخيص المشكلات التي تخص دماغ المولود، ولكن بحذر.
- كما تساعد آلات التصوير بالرنين المغناطيسي على تشخيص الإصابات الرياضية للبالغين والحالات الشوكية بالنسبة للأطفال.
أمراض المواليد الجُدد
مخاطر الإشعاع على المواليد
- من المعروف أن بعض أنواع الإشعاع يعرف باسم “الإشعاعات المؤينة”، إذ إنهّا تنطلق من مواد مثل اليورانيوم ومن ثم تتحلل، فإنّ التعرض للإشعاعات المؤينة يزيد من احتمالية الخطر بالإصابة بأمراض مثل السرطان، ومشاكل صحية أخرى، ولكن عند التعرض لكميات صغيرة من الإشعاع؛ تصبح احتمالية الإصابة بالسرطان ضئيلة.
- ولكن بالنسبة لحديثي الولادة، فهناك مخاطر أكبر قد يتعرضون لها في حال تعريضهم لأي نوع من أنواع التصوير الإشعاعي.
- حذرت دراسة بريطانية حديثة من أن تعريض المواليد للتصوير بالأشعة المقطعية يجعلهم عرضة للخطر ثلاث مرات من الأطفال الأكبر سناً للإصابة باللوكيميا؛ أي سرطان الدم، أو ورم في الدماغ.
- وقد وجد وجد العلماء أن الأطفال الرضع وحديثي الولادة الذين خضعوا لفحصين أو ثلاثة فحوصات بالأشعة المقطعية على الرأس؛ قد أصبحوا أكثر عرضة للإصابة بالسرطان بعد عشرة أعوام من خضوعهم لمثل هذا التصوير العلاجي أو التشخيصي.
- كما تبين أن التصوير بالأشعة المقطعية على الرأس يتضمن جرعات من الأشعة أعلى من التصوير المقطعي للجسم، ولذلك فالمخاطر التي تنتج على الرأس والدماغ تكون أكبر بالنسبة للمواليد والرضع والأطفال دون سن الخامسة عشرة عموماً.
- وقد خلص العلماء إلى أن احتمالية الإصابة بالسرطان تتراوح وتختلف تبعاً لعدة عوامل، حيث يتوقف ذلك على مصدر التعرض للإشعاعات، ومقداره، وعدد المرات، ويتوقف على عمر المريض عند التعرض للتصوير الشعاعي، ولكن وبشكل عام؛ كلما كان المريض أصغر سناً عند تعرضه للإشعاع؛ زاد خطر الإصابة بالسرطان.
مخاطر التعرض للأشعة السينية أثناء الحمل
محاذير استخدام الإشعاع لحديثي الولادة
- في بعض الحالات يتم اللجوء إلى التصوير الشعاعي للمولود في حال ضرورة قياس خطورة الإصابات الصدرية الشديدة وأمراض الرئة الأخرى التي قد يولد بها المولود، أو قد يصاب بها بسبب مشاكل الولادة، مثل نقص الأكسجين على رئة المولود.
- كما أشار باحثون، من جامعة نيوكاسل البريطانية، إلى أنه ينبغي استخدام التصوير الشعاعي لحديثي الولادة فقط؛ عندما يكون هناك مبرر سريري كامل؛ أي أن الفحص السريري للمولود يستوجب خضوعه لتصوير طبقي مثلاً.
- ولكن المبشر في الوقت الحالي، وعلى وجه العموم، أن جرعات الأشعة المستخدمة في التصوير المقطعي قد أصبحت أقل مما كانت في الماضي، وبالتالي فإن خطر الإصابة بالسرطان أقل بكثير عما كانت عليه في السنوات العشر السابقة.