وقّع الرئيس الأمريكي ” ترامب “ قانون ينص على فرض عقوبات على الشركات المساهمة في بناء خط أنبوب الغاز الروسي السيل الشمالي 2 ونورد ستريم 2 الذي يشكل محور معركة اقتصادية وجيوسياسية بين الولايات المتحدة وأوروبا ، حيث تعتبر واشنطن أن أنبوب السيل الشمالي 2 سيزيد اعتماد الأوروبيين على الغاز الروسي ويعزز بذلك نفوذ موسكو ، ومن المفترض أن تقدم وزارة الخارجية الأمريكية خلال 60 يوم لائحة بأسماء الشركات والأفراد المعنيين بهذا القانون ، وقد أُدرجت العقوبات ضمن مشروع الموازنة السنوية لوزارة الدفاع الأمريكية .
و تقضي العقوبات الأمريكية التي تستهدف السفن التي تعمل في مشروع إنشاء خط السيل الشمالي 2 و الخط الروسي التركي ترك ستريم بتجميد أصول العاملين فيه وإلغاء تأشيرات الدخول الأمريكية الممنوحة لهم .. وستسهدف هذه العقوبات خصوصاً المجموعة السويسرية أولسيز التي تملك أكبر سفينة في العالم لمد الأنابيب ( بايونيرينج سبيريت ) ، وهذه السفينة تعاقدت مع مجموعة ( غازبروم ) الروسية للغاز لبناء القسم الواقع في عرض البحر ( أوفشور ) من الأنبوب ، وقد أعلنت في بيان تعليق أعمال بناء الأنبوب ، مشيرة إلى أنها تنتظر حالياً توضيحات تنظيمية وتقنية وبيئية من قبل السلطات الأمريكية المختصة .
ردود الفعل حول القرار :
فيما يخص الجانب الروسي ..
أكدت روسيا أنها ستواصل العمل في المشروع على الرغم من العقوبات التي أعلن عنها ، كما علقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ” ماريا زاخاروفا ” قائلة (دولة لديها دين عام ضخم ، تمنع الآخرين من تطوير اقتصادهم .. هناك دولة والتي يبلغ دينها القومي 22 تريليون دولار تمنع الدول ذات الجدارة الائتمانية من تطوير القطاع الحقيقي لاقتصادها ! .. إن أيديولوجية حياة القروض الأمريكية لم تصمد أمام المنافسة العالمية ، والتي تؤكدها وزارة الخزانة الأمريكية بانتظام بإصدار مذكرة توقيف اقتصادية جديدة .. قريبا سيطالبون بالتوقف فوراً عن التنفس .. وفي واقع الأمر فإن الكثيرين سيفعلون ذلك ) .
فيما أدانت الحكومة الألمانية العقوبات الأمريكية ، معتبرة أنها تدخل في الشئون الداخلية ، وشددت الحكومة على رفضها تلك العقوبات خارج الحدود ، موضحة أنها تؤثر على شركات ألمانية وأوروبية وتشكل تدخلاً في الشئون الداخلية .
من جانبه أدان الاتحاد الأوروبي بشدة تدخل الولايات المتحدة في سياسة الطاقة التي يتبعها الاتحاد .. فيما أكدت غرفة التجارة ( الروسية – الألمانية ) أن خط الأنابيب حيوي لأمن الطاقة ، ودعت إلى الرد بفرض عقوبات مماثلة على الولايات المتحدة في حال اقرار القانون .
أبرز المعلومات المتوفرة عن خط الغاز السيل الشمالي 2
يمر أنبوب الغاز المنجز بشكل شبه كامل تحت بحر البلطيق ويلتف خصوصاً على أوكرانيا ، ويفترض أن يسمح بمضاعفة الشحنات المباشرة من الغاز الطبيعي الروسي باتجاه أوروبا الغربية عن طريق ألمانيا – أكبر مستفيد من المشروع – ، وتبلغ تكلفة الأنبوب حوالي (10) مليار يورو ، وتتولى الشركة الروسية (غازبروم) تمويل نصفها بينما يأتي النصف الآخر من (5) شركات أوروبية هي ( أو ام في / وينترشول دي/ انجي / يونيبر / شل ) ، ومنذ بداية المشروع واجه عقبات عديدة ، حيث لم توافق الدنمارك على عبور الخط من أراضيها ، الأمر الذي من الممكن أن يؤخر بدء تشغيله الذي كان مقرراً نهاية العام الجاري 2019 .