الأطفال هم ضمانة المستقبل الواعد، وبالتالي من الواجب العناية جيداً بصحتهم. ولكن للأسف فإن قلة الوعي في مجتمعاتنا اليوم تؤدي الى تزايد الأمراض بين الأطفال، ويعتبر تسوس الأسنان من أكثر هذه الأمراض انتشاراً.
انتشار مرض تسوس الأسنان
كما سبق وذكرنا، يعتبر تسوس الأسنان من أكثر الأمراض المزمنة انتشاراً بين الأطفال في عصرنا هذا. ووفقاً للأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، فهو خمس مرات أكثر شيوعاً عند الاطفال من الربو وسبع مرات أكثر شيوعاً من الحمى الناتجة عن الحساسية. وأظهرت دراسة طبية أجريت مؤخراً أن تسوس الأسنان يتزايد بنسبة هائلة بين الاطفال الرضّع وهو يعتبر من أخطر انواع التسوس ويتسبب أيضاً بدخولهم الى المستشفى لتلقي العلاج. فضلاً عن ذلك، يضطر الكثير من الاطفال الى التغيّب عن المدرسة بسبب آلام أسناهم.
التسوس التدريجي
من أخطر أنواع التسوس هو التسوس الذي يصيب الأطفال الرضّع الذين تلجأ أمهاتهم إلى إعطائهم الحليب أو الماء أو العصير بواسطة الزجاجة، حيث تتعرض أسنان الطفل للسوائل التي تحتوي على السكر لفترات طويلة ومتكررة في اليوم. في هذه الحالة فإن الأم تمنح الجراثيم الفرصة المناسبة لمهاجمة أسنان طفلها من كل الجهات لأنها تكون محاطة بشكل كامل بالسوائل السكرية. وتجدر الاشارة إلى ان التسوس يبدأ أولاً من دون ألم ويحصل بشكل تدريجي ويؤدي إلى تلف جميع الأسنان عامة حتى يصل الى الأسنان الأمامية إذا لم يتم اكتشاف الحالة وتقديم العلاج المناسب بأقصى سرعة ممكنة.
لماذا يجب الاهتمام بتسوس الأسنان؟
يجب على الأهل أن يعوا أن تسوس الأسنان عند الأطفال يؤثر على مجمل أعضاء جسمهم ويؤدي الى أمراض مزمنة خطيرة، لذلك من الأفضل تقديم العلاج المناسب بأسرع وقت ممكن. وتشمل بعض آثاره السلبية ما يلي:
- تسوس السن بكاملها ما يؤدي إلى فقدانها
- امتداد التسوس الى الأسنان المحيطة
- بطئ في عملية النمو
- ظهور خراجات على شكل انتفاخ في اللثة ناتجة عن انتشار البكتيريا في الأسنان
- امتداد الالتهاب إلى الأنسجة المحيطة أو عظم الفك
- امتداد الالتهاب الى أنحاء اخرى من الجسم مثل الرقبة أو الدماغ
أهمية الوقاية من التسوس
بالرغم من خطورة هذا المرض، يمكن للأهل أن يحموا طفلهم 100% من التسوس من خلال المحافظة على نظافة فمه وزيارة طبيب الأسنان بشكل روتيني. وتشمل هذه الخطوات ما يلي:
- التأكد من زيارة طبيب الأسنان للمرة الأولى عند إكمال عامه الأول
- الإسراع في تأمين الوقاية المناسبة. فعندما يبلغ الطفل عامه الثاني يكون الأوان قد فات لتقديم بعض التدابير الوقائية
- عدم الخوف من طلب الرعاية المناسبة
من واجب الأهل أيضاً أن يتأكدوا من أن طبيب العائلة أو طبيب الأطفال يقوم بالكشف والفحوصات الدورية اللازمة لأسنان طفلهم، وان يطلبوا منه احالتهم إلى طبيب أسنان مختص في حال اكتشف أي حالة من التسوس.
ما هي الخطوات المتبعة لحماية أسنان طفلك؟
لا يجب على الأهل اهمال الأسنان اللبنية لمجرد اعتقادهم الخاطئ أنها ستسقط في ما بعد، بل عليهم الاعتناء بنظافتها لأن أي اصابة في جذورها قد تسبب بيئة غير ملائمة لظهور الأسنان الدائمة. توجد العديد من الطرق يضمن من خلالها الأهل صحة أسنان أطفالك:
- اطلبوا منه تنظيف أسنانه بواسطة فرشاة ذات شعيرات ناعمة، لأن الشعيرات القاسية يمكن أن تؤذي اللثة وتسبب الإلتهابات عند الأطفال
- تأكدوا من أنه يستخدم كمية بحجم حبة البازلاء من معجون الأسنان، لأن الكمية الزائدة من الفلورايد قد تكون ضارة
- تأكدوا من أن الطفل يشرب ما يكفي من المياه لأنها تحتوي على كمية قليلة من الفلورايد من شأنها أن تحمي الأسنان
- لا تدعوا الطفل يشرب بالزجاجة أو أكواب المص، لأنها تسمح للمشروبات السكرية مهاجمة الأسنان من الخلف.