وقع أكثر من 36 ألف شخص على عريضة تطالب بعودة الانتداب الفرنسي للبنان بالتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أعقاب الانفجار الذي هز العاصمة بيروت وأسفر عن مقتل 154 شخص وإصابة ما لايقل عن 5000 آخرين، ونرصد فيما يلي تاريخ العلاقات بين البلدين:
الاستعمار الفرنسي
عقب نهاية الحرب العالمية الأولى بفترة وجيزة، وبعد تقسيم الإمبراطورية العثمانية في عام 1920، تم وضع المناطق العثمانية المفككة ومن ضمنها لبنان تحت الانتداب الفرنسي.
واستمر الانتداب الفرنسي على لبنان لمدة 25 عاما، وبعد صراع سياسي ومطالبات شعبية أعلن اللبنانيون استقلال بلادهم تحت اسم الجمهورية اللبنانية في عام 1943.
وفي يناير 1944 وافقت فرنسا على نقل السلطة إلى الحكومة اللبنانية وبالتالي منح الإقليم الاستقلال.
سياسة الاحتلال الفرنسي بلبنان
أثناء سيطرة فرنسا على لبنان، اشترطت باريس توزيع مقاعد البرلمان اللبناني بنسبة ستة إلى خمسة لصالح المسيحيين، وتم توسيع هذا لاحقًا ليشمل المكاتب العامة الأخرى.
كما كان يجب أن يكون الرئيس اللبناني مسيحيًا مارونيًا، ورئيس الوزراء مسلمًا سنيًا، ورئيس مجلس النواب مسلمًا شيعيًا.
انفجار بيروت
عقب الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت بنحو 48 ساعة، وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان، ليصبح أول رئيس دولة يزور بيروت عقب الفاجعة الأليمة.
وتباينت الآراء حول هذه الزيارة، إذ وصفها البعض بمحاولة للإصلاح السياسي والقضاء على الفساد في البلاد، فيما أشار آخرون إلى أنها تعتبر عودة للوصاية الفرنسية، ومحاولة لربط تقديم مساعدات مشروطة بمصالح استعمارية.
وانتقد العديد من المحللين والمراقبين تصريحات ماكرون، لافتين إلى أنه خرج عن القواعد الدبلوماسية، إذ شرع الرئيس الفرنسي في إطلاق التصريحات العاطفيه للمواطنين اللبنانيين، متجاهلاً الإدارة السياسية للبلاد.
وأضاف المحللون أن ماكرون حرص على إطلاق الوعود الزائفة للشعب اللبناني، لافتين إلى مقاطع الفيديو التي انتشرت لزيارة الرئيس الفرنسي لموقع الحادث، وطريقة تعاملة مع الحشود اللبنانية، مؤكدين أنه ظهر كمسئول محلي أو بطل شعبي.
العلاقات الفرنسية اللبنانية
وتتمتع فرنسا “القوة الاستعمارية السابقة” بعلاقات ودية مع لبنان وغالباً ما قدمت الدعم للبنانيين، ويتم استخدام اللغة الفرنسية على نطاق واسع بطلاقة في جميع أنحاء لبنان ويتم تدريسها وكذلك استخدامها كوسيلة للتعليم في العديد من المدارس اللبنانية.