أخبار عربية و إقليميةتحقيقات و تقاريرعاجل

تعرف علي «علاقته بالسعودية والتدخل الإيراني».. رسائل الحريري في أول ظهور بعد الاستقالة

في أول ظهور له بعدما تقدم باستقالته يوم السبت، 4 من شهر نوفمبر الجاري، قال سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني إن ما يهمه هو لبنان، ومهمته الأساسية المحافظة على بلده وأمنها، مشيرًا إلى أن ما يجري إقليميًا خطر على لبنان. 

محاولة لاغتيال البلد وتهديد لأمني الشخصي

وأضاف الحريري، خلال حوار له مُذاع عبر فضائية «المستقبل» اللبنانية: «هناك محاولة لاغتيال البلد، وتهديد لأمني الشخصي، كان هناك خطر على شخصي حال عودتي للبنان». 

وتابع: «لا تتعرض لبنان لضغوطات من الرياض، فالسعودية تحب بيروت، ولكن لا تحبها أكثر من الرياض، أنا قدمت استقالتي، وأنا سأرجع على لبنان قريبًا جدًا، وسأقوم بالإجراءات الدستورية لتقديم الاستقالة، وأعلم أنها ليست الطريقة الصحيحة للاستقالة». 

تقدمت باستقالتى لهذه الأسباب

وأكد الحريري أن إيران تتدخل في الشئون العربية، وواجبه حماية اللبنانيين بجميع طوائفهم، لافتًا إلى إن وجود حزب الله في اليمن غير طبيعي، ولفت إلى أن الدستور اللبناني يسمح بإنشاء الأحزاب السياسية وليس لدينا مشكلة مع الأحزاب، مؤكدًا: «لست ضد حزب الله كحزب سياسي لكن عليه ألا يتسبب بخراب لبنان»، وأضاف: «السعودية لم تتخذ إجراءات ضد حزب الله إلا بعد تدخلاته في الشئون العربية وخاصةً في اليمن، والأمير محمد بن سلمان، أراد بشدة أن يكون للبنانيين دور في مشروع «نيوم»، وذلك قبل التوترات الأخيرة»، مستكملًا: «هناك أسرار أخرى أرفض كشفها الآن».

وقال الحريري: «مستعد للتضحية من أجل اللبنانيين لكن بشروط، وقدمت استقالتي حتى يكون هناك صحوة، مش معقول أنا الوحيد اللي بعمل تسويات انتقصت من شعبيتي، وسأعود إلى لبنان ولن أتخلى عن بلادي، لن أترك البلد، سأعود قريبًا جدًا، لست أفلاطون في السياسة، ولكني أقول دائمًا أن لبنان أولًا، لبنان يجب أن تكون في عيوننا، أرى دولًا تغار على لبنان أكثر من اللبنانيين»، وأكد الحريري أن استقالته كانت لمصلحة بلاده لبنان، مضيفًا: «لا مصلحة لنا كلبنانيين في إضافة عقوبات عربية علينا». 

وأضاف: «من مصلحة لبنان أن يكون هناك توحد بين جميع الطوائف المختلفة سياسيًا، السعودية تطالبنا بالحياد وأن نضع مصلحة لبنان أمامنا، لماذا لا نضع أنفسنا على الحياد؟ لدينا اختلافات جذرية مع حزب الله ووضعناها جانبًا لمصلحة البلد». وتابع: «لماذا لا يكون هناك نأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية؟ لماذا لا نراعي مصالح الإخوة الأشقاء في الخليج؟ حينما أعود إلى لبنان أرجو أن يكون هناك حوار إيجابي». 

علاقتى بالسعودية ممتازة

وأكد: «من يروّج بأن العلاقة بيني وبين القيادة السعودية سيئة يحسدونني على علاقتي الممتازة بالأمير محمد بن سلمان، أعتبر بن سلمان أخًا، وهو أيضًا يعتبرني كذلك، سعد هو محمد بن سلمان.. ومحمد بن سلمان هو سعد، المقابلات بيننا كانت أكثر من جيدة، والسعودية لا تتدخل في الشأن الداخلي اللبناني».

مجرد صدفة

وأضاف: «التزامن بين استقالتي وما حدث في السعودية من القبض على عدد من الأمراء مجرد صدفة»، مستكملًا: «محمد بن سلمان أعلم بما يقوم به، وهذا شأن داخلي».

الرغبة في التسوية مع حزب الله

وفي ختام حديثه، قال الحريري إنه يرغب في إيجاد تسوية حقيقية ونهائية مع حزب الله اللبناني، بما يحقق الاستقرار للبلاد، مؤكدًا على وجود حلول سياسية لأزمة لجوء حزب الله إلى حمل السلاح، ووجه رسالته الأخيرة للشعب اللبناني قال فيها: «هرجع على البلد، وكل همي مصلحة لبنان، لدينا أصدقاء عرب لازم نحافظ عليهم، يجب أن نستكمل المسيرة نحو مستقبل أفضل، وهي في النهاية مسيرة رفيق الحريري».

وكان زعيم حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، الجمعة، قال إن المملكة العربية السعودية، أعلنت الحرب على لبنان وحزب الله، مشيرًا إلى أنها دعت إسرائيل للاعتداء عسكريًا على بيروت، في وقت حذّر فيه وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، الدول الأخرى من استخدام لبنان ساحة لخوض نزاعات بالوكالة.  

وأشار نصر الله إلى أن رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، الذي أعلن استقالته من العاصمة السعودية الرياض، هو محتجز هناك، وممنوع من العودة إلى بيروت.  ومن جانبه أعرب الرئيس اللبناني ميشال عون، الجمعة، عن قلقه بشأن وضع رئيس الوزراء المستقيل، ودعا إلى توخي الوضوح بشأن وضع الحريري في السعودية.  

ونفت المملكة العربية السعودية وأعضاء من تيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري، أن يكون تحت الإقامة الجبرية، لكن لم يصدر وقتها أي تصريح مباشر عن الحريري نفسه.  

وقد أعلن الحريري استقالته، السبت، من الرياض، قائلًا إن مؤامرة كانت تحاك لاستهداف حياته، ومتهما إيران وجماعة حزب الله اللبنانية ببث الفتنة في العالم العربي. ورفضت إيران اتهامات الحريري ووصفتها بأنها عارية تمامًا عن الصحة، وقالت إن «استقالته ومزاعمه سيناريو آخر لخلق توترات في لبنان والمنطقة».  

وتطيح استقالة الحريري عند إقرارها، بحكومة ائتلافية كانت تضم حزب الله، كما تهدد بإعادة لبنان إلى صدارة الصراع الإقليمي، وقد تؤدي – كما يقول مراقبون – إلى نشوب أزمة سياسية وتوتر طائفي في البلاد.  وقد حضت المملكة العربية السعودية ودولتا الكويت والإمارات، الخميس، رعاياها على عدم السفر إلى لبنان، ودعت الموجودين فيه إلى مغادرته فورًا جراء الأوضاع التي تمرّ بها جمهورية لبنان. 

 

زر الذهاب إلى الأعلى