تحقيقات و تقاريرعاجل

تقرير … إيران وحزب الله ينتجان أسلحة في لبنان…إسرائيل أمام خيارين

في ردهما على حظر فرضته إسرائيل على نقل أسلحة متطورة من إيران إلى حزب الله في لبنان، كان من المتوقع أن تقرر طهران وحزب الله إنتاج تلك الأسلحة في الداخل اللبناني، بدلاً من شحنها.

تبدو إسرائيل اليوم أمام خيارين، فإما تطبيق فكرة ردع حزب الله عن استخدام مثل تلك الأسلحة المتطورة، أو توجه ضربة وقائية ضد منشـاته الخاصة بتصنيع أسلحة وبحسب ما عرضه آري هايستاين، مساعد خاص لمدير معهد الأمن القومي، في مجلة “ناشونال إنترست”، يقال أن الأسلحة المعدة للإنتاج تشمل صواريخ دقيقة أرض- أرض طويلة المدى، وقادرة على إيقاع ضرر كبير بالقوات والبنية التحتية الإسرائيلية، وبالتالي تجاوز خط أحمر إسرائيلي.

وسائل ديبلوماسية

وتفضل إسرائيل، برأي الكاتب، منع حزب الله من إنتاج أسلحة متطورة في لبنان عبر وسائل لا تعني بالضرورة المخاطرة بإشعال حرب. ولذا تكمن المشكلة التي تواجهها حالياً في كيفية ضمان عدم تجاوز خطها الأحمر، مع التقليل، في ذات الوقت، من خطر تصعيد خارج عن السيطرة.

ويشير الكاتب إلى استخدام إسرائيل عدة وسائل ديبلوماسية من أجل إيصال رسالة تفيد أنها لن تقبل بإنتاج حزب الله لأسلحة متطورة في لبنان. ومن وراء الكواليس، طلب مسؤولون إسرائيليون من ديبلوماسيين أوروبيين تمرير تحذير تل أبيب بشأن خطها الأحمر في لبنان إلى إيران، والتي ترعى وتدير مشروع الأسلحة هناك.

وعلى المستوى الدولي، تعاونت إسرائيل مع الولايات المتحدة في العمل ضمن هيئات دولية ومنتديات عامة، والدعوة لبذل جهود متعددة الطرف لمنع مواصلة حصول حزب الله على أسلحة متقدمة.

تهديدات

ويلفت هايستاين لعدم التفات إيران لأية تهديدات أو تصريحات، وأنه لن يثنيها شيء عن مواصلة تسليح حزب الله، ولكن إسرائيل اختار قنوات ديبلوماسية قبل اللجوء لتصعيد عسكري.

وإلى جهودها الديبلوماسية، يشير الكاتب لتأكيد إسرائيل عزمها على منع حزب الله من حيازة أسلحة متطورة عبر ضربها قوافل محملة بأسلحة خاصة بالحزب، دون أن تخل”بقواعد اللعبة”.

فبحسب تفاهم حالي، يستدعي أي هجوم إسرائيلي ينفذ على الأرض اللبنانية، رداً عسكرياً من قبل حزب الله، فيما الهجمات ضد قوافل تحمل أسلحة في سوريا لا تتطلب مثل ذلك الرد. ويفيد ذلك في إظهار تصميم إسرائيل على فرض خطها الأحمر (في سوريا على الأقل)، مع تجنب رد فعل من قبل حزب الله قد يقود لتصعيد غير منضبط.

خياران

ويقول الكاتب إنه في حال لم تنجح إسرائيل في إقناع حزب الله وإيران بالتراجع عن مشروعهما لإنتاج أسلحة في لبنان، فقد تواجه خيارين. فإما تعمل إسرائيل على توجيه ضربات وقائية ضد منشآت إنتاجية داخل لبنان، وخرق “قواعد اللعبة” وتبعاتها التي يصعب توقعها، ومنها سوء حسابات قادت في حرب 2006 لوقوع قتلى على طول الحدود، وإما ضرب حزب الله في هذا الوقت بالذات، حيث تدرك أنه لا يرغب بالقتال على جبهة ثانية مع إسرائيل، بعدما تورط في الحرب السورية.

دعم أمريكي

وبرأي الكاتب، قد يترجم موقف الرئيس الأمريكي ترامب الداعم بقوة لإسرائيل، وسياسته العدائية حيال إيران، إلى دعم على المستويات الثنائية والمتعددة الطرف في مواجهة المحور الذي تقوده إيران، وهو ما قد لا يتحقق مع إدارة أمريكية مقبلة.

كما تدرك إسرائيل أن هجوماً تنفذه لمنع حزب الله من إنتاج أسلحة متطورة، لن يواجه بهجوم مضاد خطير قبل تمكن الحزب من بناء أسلحة جديدة.

في المقابل، تبدو إسرائيل اليوم أمام خيارين، فإما تطبيق فكرة ردع حزب الله عن استخدام مثل تلك الأسلحة المتطورة، أو توجه ضربة وقائية ضد منشـاته الخاصة بتصنيع أسلحة مع توضيح أنها مستعدة، ولا تسعى، لحرب أوسع.

ويعتقد هايستاين أن ضربة إسرائيلية موجهة لها تكاليفها الأولية، ولا تضمن عدم سعي حزب الله لإعادة بناء منشآته، ولكن عدم التحرك سيقود لدفع ثمن أكبر عند وقوع حرب جديدة.   

زر الذهاب إلى الأعلى