مع اقتراب فصل الصيف، بدأت درجات الحرارة بالارتفاع في أوروبا، ويتطلع المواطنون لعطلاتهم بعد قضاء أشهر في المنزل في ظل قيود الإغلاق.
والأسبوع الماضي، كشف الاتحاد الأوروبي عن خطة “لمنح الأفراد فرصة للحصول على قسط من الراحة التي يحتاجون إليها، والاسترخاء، والحصول على الهواء النقي”.
وتتضمن التوصيات فتح الحدود الداخلية، وإحياء خطوط السكك الحديدية وغيرها من طرق المواصلات لإعادة تنشيط قطاع الضيافة، وتعزيز السياحة.
ولكن تعاني السلطات بالفعل في التعامل مع تدفق السياح والسكان المحليين إلى واحدة من أكثر الوجهات المرغوبة، أي: الشاطئ.
وبعد عدة أيام فقط من تخفيف قيود الإغلاق في فرنسا الأربعاء، وافتتاح مئات الشواطئ، أغلقت مقاطعة موربيهان في بريتاني 5 شواطئ بسبب ظهور “سلوك غير مقبول”، وفشل الالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي.
المزيد من القواعد خلال الصيف
رجال شرطة في إسبانيا يطلبون من الأشخاص الذين كانوا يستلقون تحت الشمس على شاطئ في برشلونة مغادرة المكان في 20 مايو من عام 2020 خلال الساعات التي سمحت بها الحكومة الأفراد بممارسة الرياضة.
وقال خبير السفر، توني جونستون لـCNN إن السلطات تحتاج إلى تحضير استراتيجيات واضحة للتعامل مع تدفق السياح والازدحام مع بدء موسم العطلات.
ولكن، بدلاً من فرض حظر شامل على السياحة، قال جونستون إن السلطات ستبذل جهدها لتشجيع السلوك الجيّد على الشاطئ، مشيراً إلى أن عمليات الإغلاق “ستدفع المشكلة إلى مكان آخر”.
وبدأت السلطات المحلية في بعض البلدان بالفعل بوضع إرشادات حول كيفية إعادة فتح الشواطئ المزدحمة. وأعلن مسؤولون في بلدة كانيت دين بيرينغير، وهي بلدة متوسطية تقع شمال فالنسيا، عن سماحها بدخول 5 آلاف شخص إلى الشاطئ المحلي يومياً، أي نصف عدد المرتادين المعتاد.
وفي سانخينخو في منطقة غاليسيا، ستكون أدوات التنظيف مشهداً مألوفاً على الشواطئ، وسيتم تطهير الحمامات العامة ومناطق الاستحمام بانتظام.
تغير في السلوك
ومع ارتفاع حرارة الطقس، يقلق الخبراء من أن الالتزام بإرشادات التباعد الاجتماعي في طريقه للاختفاء بالفعل.
وفي دراسة لا تزال مستمرة، وجد باحثون من كلية لندن الجامعية أن أقل من 50% من المشاركين تحت عمر الـ30 عاماً، كانوا يلتزمون “بشكل كامل” بقواعد عملية الإغلاق.
وقالت أستاذة علم النفس الصحي في جامعة كاليفورنيا، سوزان ميتشي، لـCNN إن الأدلة من حالات الحجر الصحي طويلة المدى حول العالم أظهرت أن عدم الإمتثال بالأوامر يكون عادةً نتيجة الملل، والإحباط، والاكتئاب، والقلق.
خطر حصول موجة ثانية من فيروس كورونا
ورغم أن وفيات فيروس كورونا تنخفض يومياً في العديد من الدول الأوروبية، إلا أن الخبراء يحذرون من أن القارة قد تخاطر بحصول موجة ثانية من الإصابات إذا لم تتوخ الحذر.
وقال أستاذ حماية الصحة في جامعة “إيست أنجيليا” في إنجلترا، بول هانتر، لـCNN إن خطر انتقال الفيروس في الهواء الطلق لا يزال منخفضاً، ولكنه شجع على الالتزام بالتباعد الاجتماعي والنظافة، والحرص على غسل اليدين.