لاقى ملف المصالحة والجهود التي تبذلها مصر للتوصل إلى اتفاق بين حركتى فتح وحماس اهتمام إعلامي كبير من قبل وسائل الإعلام الإسرائيلية ، ونستعرض معاً التعليق الرسمي من قبل إسرائيل بالإضافة إلي أهم ما تناولته وسائل الإعلام الإسرائيلي حول هذا الملف :
أولاً : على المستوى الرسمي :
أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ” نتنياهو” بياناً حول المصالحة باللغة العربية أفاد بأنه يتوجب على أي مصالحة بين السلطة الفلسطينية وحماس أن تشمل التزاما بالاتفاقيات الدولية وبشروط الرباعية الدولية وعلى رأسها الاعتراف بإسرائيل ونزع الأسلحة الموجودة بحوزة حماس ـ، وأكد البيان أن مواصلة حفر الأنفاق وإنتاج الصواريخ وتنفيذ عمليات إرهابية ضد إسرائيل يخالف شروط الرباعية الدولية والجهود الأمريكية الرامية إلى استئناف العملية السلمية .
وشدد البيان أن إسرائيل تطالب بالإيفاء بتلك الشروط والإفراج الفوري عن شهيدي جيش الدفاع أورون شاؤول وهدار جولدين والمواطنيْن أفيرا منغيستو وهشام السيد المحتجزيْن لدى حماس .
وأضاف البيان أنه ما دام لم تنزع أسلحة حماس وطالما واصلت حماس مناشدتها إلى تدمير إسرائيل, ستعتبر إسرائيل حماس المسؤولة عن أي عملية إرهابية يعود أصلها إلى قطاع غزة ، وأن إسرائيل تصر على أن السلطة الفلسطينية يجب أن لا تسمح لحركة حماس بإطلاق أي عملية إرهابية من أراضي السلطة الفلسطينية في يهودا والسامرة ومن قطاع غزة إذا استلمت المسؤولية عن القطاع.
وأكد البيان أن إسرائيل ستتابع التطورات على الأرض وستتصرف وفقا لها.
من ناحية أخري وبعد قيام ديوان رئيس الحكومة بنشر بيان لائق باللغة العربية ، هاجم ” نتنياهو ” الاتفاق باللغة الانجليزية في بيان كتبه عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قال فيه أن إسرائيل تعارض اي مصالحة لا تتضمن شرط نزع أسلحة جماعة حماس الإرهابية وأن تنهي حربها التي تسعى من خلالها لتدمير إسرائيل ، مضيفاً أن إسرائيل لا تريد شيء أكثر من السلام من جيرانها لكنها ترفض أي مصالحة لا تنزع سلاح حماس ولا تنهي حربها التي تهدف إلى إبادة إسرائيل وأن المصالحة بين حماس وفتح تزيد من صعوبة اقرار السلام.. كما تساءل رئيس الحكومة ماذا عن المصالحة مع منظمة إرهابية تطمع في إبادة إسرائيل؟ وقال إن حماس تؤيد قتل الشعب وتطلق آلاف الصواريخ باتجاه مدنيين وتحفر أنفاق إرهاب وتقتل الأطفال وتقمع الأقليات وترفض جثامين الجنود الإسرائيليين للأمهات والآباء المهمومين وتعذب قادة المعارضة وتحزن على وفاة بن لادن – يجب أن تقولوا نعم للسلام ولا لمصافحة حماس.
كما أكدت عضوة الكنيست ” تسيبي ليفني ” (من حزب الحركة) أن “حكومة الوحدة الفلسطينية الجديدة ينبغي أن تنفذ المطالب الدولية وهي الاعتراف بإسرائيل والتبرؤ من الإرهاب وتنفيذ الاتفاقيات المبرمة “، مؤكدة أن هذه الشروط هي الاختبار الحقيقي للاتفاق ، مشيرة إلى وجود عنصرين إيجابيين في اتفاق المصالحة هما دخول السلطة الفلسطينية إلى أراضي قطاع غزة والمشاركة المصرية في الاتفاق .
و أعربت عضوة الكنيست ” كاسنيا سيفتلوفا ” عن تشاؤمها حيال فرص تنفيذ الاتفاق ، وحذرت من وجود وضع مثل جنوب لبنان يشهد تمركز جيش آخر داخل الدولة لا يتبع أوامر الحكومة.. وأشارت أن هاتين الحركتين تعلنان عن المصالحة مرة كل 3 سنوات تقريباً وأن إسرائيل ترى أنه ينبغي فحص الاتفاق وفق مصالحها الأمنية : ( قضية السيطرة على حدود القطاع / سلاح حماس ) وهي القضايا التي ظلت خفية .. وأضافت ” سيفتلوفا ” أنها تدعو الأسرة الدولية والقاهرة إلى عدم التنازل عن هاتين القضيتين وأن مطالب الرباعية الدولية ما زالت هامة وأن حماس تعاني من وضع عصيب ويجب استغلال ذلك لصالح إسرائيل ولصالح المنطقة كلها.
ثانياً : تناول وسائل الإعلام الإسرائيلي للمصالحة
تناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية الأخبار الخاصة بالتوصل لمصالحة وكذلك أبرز البنود التى تم الإتفاق عليها ، كما لفتت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن اتفاق المصالحة يأتي بعد 10 سنوات من الصراع بين الجانبين، وأن الوضع الاقتصادي والإنساني المتردي في غزة، كان المحرك الذي دفع حماس إلى السعي نحو اتفاق يسمح بإعادة القطاع إلي أيدي حكومة السلطة الفلسطينية ، وقد أكد موقع ” دافار ريشون ” أن الفائز في عملية المصالحة هو الرئيس ” السيسي”، حيث نجح في تحقيق التفاهم بين الجانبين، وذلك بعد فشل القادة العرب في تحقيق ذلك خلال سنوات سابقة، حيث حدد الرئيس “السيسي” هدفه المقبل بقوله أن المصالحة الفلسطينية تمهد الطريق لعملية سلام بين (إسرائيل / السلطة الفلسطينية).. فيما أكد موقع (ماكو) على أن رئيس الحكومة الإسرائيلية ” نتنياهو” كان قد حذّر قبيل المباحثات من “المصالحات المزيفة” وكرر الطلب الإسرائيلي بحل الجناح العسكري لحماس الذي أعلن من جانبه أن تسليم السلاح غير مطروح على جدول الأعمال على الإطلاق.