توترت العلاقات بين الرئيس الأمريكي ” ترامب ” وكبير مستشاريه للشئون الاستراتيجية السابق ” ستيف بانون ” إثر قيام ” بانون ” بالإداء بتصريحات للكاتب الصحفي الأمريكي ” مايكل وولف ” في كتابه الجديد بعنوان ( نار وغضب داخل البيت الأبيض لترامب ) – ولم يتم نشر الكتاب رسمياً بعد ، ولكن يتم حالياً بيعه على الإنترنت – ، وقد سعى محامو الرئيس ” ترامب ” إلى وقف نشر هذا الكتاب ، مؤكدين أن ” بانون ” انتهك واجب التحفظ المنصوص عليه في عقد العمل مع الإدارة الأمريكية عندما تحدث عن ” ترامب ” وعائلته ، وسرب معلومات سرية وأدلى بتصريحات للكاتب ” وولف ” فيها استهزاء وتشهير بالرئيس وأفراد عائلته .
من جانبه هاجم ” ترامب ” في تصريحات له ” ستيف بانون ” ، قائلاً : ( بانون لا علاقة له بي ولا برئاستي ، عندما أُقيل لم يفقد وظيفته فحسب بل فقد عقله ، ستيف كان موظفاً عندي بعدما فزت بتمثيل الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية ، متفوقاً على 17 مرشح ) ، كما جدد ” ترامب ” هجومه على مؤلف الكتاب ، حيث صرح على حسابه بموقع تويتر ، قائلاً ( مايكل وولف خاسر كلياً ، يحيك قصص من أجل البيع ، وهذا حقاً كتاب كاذب ، فلقد استخدم القذر ستيف بانون الذي بكى عندما أقلته وتسول من أجل وظيفته ) .
كما وصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض ” سارة ساندرز ” الكتاب بأنه مليء بتصريحات مغلوطة ومضللة لأشخاص ليس لهم اطلاع ولا تأثير في البيت الأبيض .
من ناحية أخري أكد مؤلف الكتاب ” مايكل وولف ” أن تركيز وهجوم ” ترامب ” يقود كتابه ليكون ضمن الأفضل مبيعاً ، فضلاً عن أنه يُثبت وجهة النظر التي يحملها الكتاب ويؤكد صحة كل ما جاء به ، قائلاً ( من غير العادي أن يحاول رئيس للولايات المتحدة منع كتاب من النشر ، هذا لا يحدث ولم يحدث من أي رئيس سابق ) ، كما أعرب ” وولف ” عن رفضه لتشكيك ” ترامب ” وحلفائه في مصداقيته ، مضيفاً أن ما كشفه الكتاب سيضع حداً لبقاء ” ترامب ” في المنصب ، قائلاً ( كتابي خلص إلى أن ترامب ليس بالشخص الكفء لتولي الرئاسة ، النتيجة التي خلص إليها الكتاب باتت رأياً واسع الانتشار ، وهو ما يُهدد بقاءه في البيت الأبيض ، الكتاب يوضح للجميع أن ترامب لا يستطيع أداء مهامه ، وهذا هو إطار الاعتقاد والإدراك ، الذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى انتهاء هذه الرئاسة ) .
هذا وقد أشار الكاتب ” مايكل وولف ” إلى أن المستشار السابق في البيت الأبيض ” ستيف بانون ” وصف اجتماع ” ترامب جونيور ” نجل الرئيس ” ترامب ” مع مسئولين روسيين بأنه خيانة ، مشيراً إلى أن المسئولين الروس عرضوا على نجل ” ترامب ” آنذاك معلومات تدمر جهود المرشحة الديمقراطية ” هيلاري كلينتون ” في الفوز بالانتخابات ، كما أوضح أن ” ترامب ” شعر بالارتباك بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية عام 2016 ، ويُعد ذلك تعارض مع ما أوردته الدوائر المحيطة بـ ” ترامب ” عن أنه وحلفاءه المقربين كانوا على ثقة بالفوز .كما أشار إلي أن ” ترامب ” كان غاضباً وغير مستمتع خلال مراسم أدائه اليمين وتشاجر مع زوجته ” ميلانيا ” .زأنه كان مذعوراً من البيت الأبيض ، ففي أغلب حياة ” ترامب ” كان يعيش وفقاً لقواعده كملياردير عقارات تسمح له ثروته بفعل ما يريد ، وكان تكييف نفسه لقواعد البيت الأبيض بمثابة صدمة له .
و نسب الكاتب ” وولف ” لـ ” بانون ” أن ” إيفانكا ” نجلة ” ترامب ” تتطلع لمنصب الرئاسة في المستقبل بناءً على اتفاق مع زوجها ” جاريد كوشنر ” ، كما أشار الكاتب إلى أن ” إيفانكا ” تسخر من تسريحة والدها ، وقد قالت لصديقاتها في السابق إن سبب هذه التسريحة عملية زرع شعر خضع لها والدها .
وأضاف الكاتب إلى أن البيت الأبيض لا يعرف ما هي أولوياته ، فقد نسب لنائبة كبير موظفي البيت الأبيض ” كيث وولش ” أنها عندما سألت كبير مستشاري الرئيس ” جاريد كوشنر ” عما تسعى الإدارة لإنجازه لم تجد إجابة . وأن ” ترامب ” يُكن احتراماً كبيراً للقطب الإعلامي ” روبرت ميردوخ ” ، والذي وصفه الرئيس الأمريكي بأنه رجل عظيم ، فبالرغم من نزاع ” ترامب ” مع شبكة فوكس نيوز المملوكة لـ ” ميردوخ ” خلال حملته الانتخابية فإن ” ترامب ” أصبح من أكبر المعجبين بها بعد توليه منصبه ، كما أشار الكاتب إلى أن ” ميردوخ ” وصف ” ترامب ” بالأحمق بعد مكالمة هاتفية بينهما تعليقاً على اجتماع له بالمديرين التنفيذيين في وادي السليكون حول قضايا الهجرة .
كما أوضح الكاتب أن مستشار الأمن القومي السابق ” مايكل فلين ” كان يعلم أن علاقاته بالروس مشكلة ، مضيفاً أن ” فلين ” كان يعلم أن قبوله مبلغ (45) ألف دولار من الروس مقابل خطاب قد يُسبب مشكلة في المستقبل ، ولكنه أوضح ( إنها قد تحدث فقط لو فزنا ) .
وأضاف الكاتب أن ” ترامب ” أخبر أصدقاءه أنه هندَس انقلاباً في السعودية مع صهره ” جاريد كوشنر ” ، وذلك بعد تولي ” محمد بن سلمان ” منصب ولي العهد في السعودية ، وأضاف أن ” ترامب ” أوضح في تغريده له ( لقد وضعنا رجلنا في القمة ) .. يُذكر أن السعودية نفت حدوث انقلاب ناعم على ولي العهد السابق الأمير ” محمد بن نايف ” ، مؤكدة أن تنازل ” محمد بن نايف ” عن ولاية العهد للأمير ” محمد بن سلمان ” كانت بموافقة الجميع ، وذلك رداً على ما زعمته صحيفة ( نيويورك تايمز ) الأمريكية آنذاك ، حيث وصفت الصحيفة ما دار في ليلة (20) يونيو 2017 بأنها الليلة التي أطاح فيها الأمير ” محمد بن سلمان ” بابن عمه الأمير ” محمد بن نايف ” من ولاية العهد في السعودية .
و تضمن الكتاب أيضاً مزاعم أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ” توني بلير ” صرح لـ ” ترامب ” في اجتماع بينهما في فبراير الماضي أن المخابرات البريطانية ربما تجسست عليه وعلى حملته الانتخابية .
وفيما يلي عرض مختصر لما ورد بالكتاب :
أولاً ما جاء بالكتاب عن ترامب داخل البيت الأبيض :
جاء بالكتاب أن حملة ” ترامب ” الانتخابية ومستشاريه ، وهو نفسه ، لم يتوقّعوا النجاح والوصول للحكم ، لكنهم حسبوا خطواتهم بدقة من أجل الخسارة ، حيث أكد مساعد حملة ” ترامب ” السابق ” سام نونبرج ” عند سؤاله لـ ” ترامب ” ( لماذا يريد أن يصبح رئيســـاً للجمهوريـــــة ؟ ) ، كانت إجابتـــه ( سأصبح أكثر الرجال شهرة بالعالم ) ، ويشير الكاتب إلى أن الترشح للرئاسة في حالة ” ترامب ” كان هو المكسب الحقيقي ، وإلى أن الخسارة كانت ستكون أيضاً مكسباً ، ففي الحالتين سيكتسب ” ترامب ” تلك الشهرة التي سعى إليها .
كما يشير الكاتب إلى أن ” ترامب ” ليس قادراً على أداء المهام الرئيسية في وظيفته الجديدة ، مُعللاً ذلك بأن عقله غير قادر على تكييف سلوكه مع الأهداف التي تتطلبها الوظيفة ، حيث يفتقر للربط ما بين ( السبب / النتيجة ) ، وأكبر دليل على ذلك هو الاتهام الذي لاحقه بشأن اتفاق ” ترامب ” مع الروس من أجل الفوز في الانتخابات الرئاسية ، مما عرضه للسخرية حتى من أصدقائه ، حتى وإن لم يتآمر شخصياً مع الروس لكسب الانتخابات ، فسعيه وجهوده المضنية لاختيار ” بوتين ” لكسب وده ستترك بلا شك ردود فعل مقلقة ، سيدفع ثمنها سياسياً في وقت لاحق ، وهو ما حذره منه صديقه القديم ” إيلز” ، دافعاً إياه إلى أن يأخذ الأمور على محمل الجد .
و كانت ” ميلانيا ترامب ” من بين أولئك الذين اعتقدوا أنَّ زوجها لن يفوز ، وفي ليلة الانتخابات كانت ( تبكي ، ولكنَّها لم تكن تزرف دموع الفرح ) .
و كان ” ترامب ” يسعى لجعل ابنيْه قطبين في البيت الأبيض ، أو على الأقل يحملان رايته في إمبراطوريته التجارية ، فواحد يحقق أمنيات الوالد ليرث المظهر الشخصي ومهارات المبيعات ، والآخر يعتمد عليه في مسائل الإدارة اليومية ، وكانت خطة ” ترامب ” في حالة حدوث الاحتمال المستبعد ( بأن يصبح رئيساً فجأة ) هو الاعتماد على صديقه الملياردير ” توم باراك ” ، وهو واحد من دائرة ” ترامب ” المقربة وأشهر العاملين في مجال العقارات ، ويُشير الكاتب إلى أن ” ترامب ” لم تكن تستهويه مسألة الإدارة اليومية ، وهو الأمر الذي لم يفصح عنه لصديقه حينذاك ، فقد كان يرغب منه العمل في إدارة البيت الأبيض ، قائلاً : ( كان باراك سيدير شئون البيت الأبيض وكما هو الحال في مجال العقارات ، سيسعى ترامب – لبيع الأمر كله – بجعل الولايات المتحدة أكثر قوة مرة ثانية ) ، إلا أن خطة ” ترامب ” قد فشلت ، إذ وبنجاحه المفاجئ في الانتخابات ، امتنع ” باراك ” عن الرد على مكالمات ” ترامب ” حتى صارحه بالنهاية بأنه لن يتمكن من إتمام الأمر ، ويُعلل الكاتب ذلك بأن ” توم باراك ” لم يكن على استعداد لتصبح حياته الشخصية في ذلك الوقت محط أنظار العالم إلى جانب ” ترامب” ، خاصة بعد زواجه الرابع .
كما كان طوق النجاة بالنسبة لـ ” ترامب ” في تلك المرحلة هو زوج ابنته ” جاريد كوشنر ” ، فأحاط نفسه بأفراد عائلته الخاصة واضعاً دوراً لكل منهم في البيت الأبيض مماثلاً لدوره في إمبراطورية ” ترامب ” ، وهو ما جعل عضوة الحزب اليميني ” آن كولتر ” والداعمة لـ ” ترامب ” تقول ( لا أحد سيقول لك هذا ، ولكن لا تعيّن أبناءك في مناصب عامة ) وهو الأمر الذي عارضه ” ترامب ” ، مُعللاً ذلك بأن من حقه طلب مساعدة أولاده وقتما احتاج ذلك ، وجاء ذلك قبل اختيار ” بانون ” ليصبح مستشاراً لـ ” ترامب ” .
أما فيما يخص علاقة ” ترامب ” بالإعلام فقد أشار الكاتب إلى أن ” ترامب ” على عداء مع كافة وسائل الإعلام ، ذاكراً حادثة قناة (CNN) واتهام ” ترامب ” لها بالترويج للأخبار الكاذبة ، مُضيفًا أن استخدامه لوسائل التواصل الاجتماعي ورده على وسائل الإعلام يتم بطريقة صادمة للعامة ، إذ لم يستطع بعدها حتى موظفوه المقربون الدفاع عنه ، وهو ما كان في رأي مستشاره السابق ” بانون ” مؤشراً لأنه لم يتغير أبداً ، كما أشار إلى أن وسائل الإعلام لم تُحب ” ترامب ” يوماً ولن تحبه ، وهو شيء غير هام بالنسبة إلى أنصار ” ترامب ” ، وما تم فعله في هذا الشأن من قبل مستشاريه هو محاولة لاحتواء أسلوب ” ترامب ” الهجومي ، وهو بحسب ” بانون ” أفضل كثيراً من محاولة تأهيله للحديث مع الإعلام .
و أكد ” بانون ” أن ” ترامب ” لا يلتزم بنص معين ، مُشيراً إلى أن عقل ” ترامب ” لا يعمل بهذه الطريقة العقلانية ، حيث يعلم ” ترامب ” جيداً أنه لن يحصل على دعم وسائل الإعلام ، وهو ما يدفعه في الأساس إلى معاداتهم .
و شن ” ترامب ” حملات هجومية ضد جميع وسائل الإعلام التي تهاجمه وخاصة قناة (CNN) ، قائلاً ( إنهم لطالما بثوا أخبار كاذبة 100% ، وكانوا يخترعون قصصاً وهمية ) ، مؤكدًا أن جميع الرؤساء الأمريكيين لم يتعرضوا لمثل هذا الهجوم من قبل وسائل الإعلام المختلفة ، حتى الرئيس الأمريكي ” نيكسون” ، لم تصل مرحلة الهجوم عليه لهذه الدرجة ، حسبما يقول ” ترامب ” .
و فيما يخص الأيام الأولى لـ ” ترامب ” في البيت الأبيض تحدث الكتاب عن تلك الأيام الأولى في البيت الأبيض ، حيث نشأت نظرية بين أصدقاء ” ترامب ” أنه لم يكن يتصرف بمفرده في الرئاسة منذ البداية ، بل دائماً ما يستعين بأصدقائه في اتخاذ قراراته ، وذلك بالرغم من إعلانه منذ الأيام الأولى على حسابه الشخصي على ( تويتر ) أنه لن يتَّبِع أي إملاءات من أحد ، وأنه لن يسلك نفس الطريق الذي سلكه الرؤساء من قبله ، وبالرغم من أن معظم الرؤساء الأمريكيين الذين وصلوا إلى البيت الأبيض من قبل كانت خلفياتهم الاجتماعية من الطبقة المتوسطة وكان معظمهم يعيش حياة بسيطة نسبياً ، ولذلك فقد شعروا بتغير مفاجئ عندما انتقلوا إلى البيت الأبيض وتفاجؤوا بالخدم والأمن المُشدد ، ولكن هذا لم يكن الحال مع ” ترامب ” فحياة البيت الأبيض ومميزاتها لم تكن تختلف كثيراً عن حياة ” ترامب ” في بُرجه (Trump Tower) ، بل إن حياته قبل الرئاسة كانت أكثر رفاهية من تلك التي في البيت الأبيض ، ولذلك لم يشعر بأي تغير فيما يخص ذلك ، ولكنه ظل يتصرف كما هو ، فلم تكن الرئاسة تحولاً كبيراً أو مكسباً فيما يخص الجوانب المالية له .
وأوضح الكتاب أن التفاصيل داخل البيت الأبيض في الأيام الأولى لـ ” ترامب ” غريبة ، فقد طالب أن تكون له غرفته الخاصة المستقلة ، حتى بدون وجود ” ميلانيا ” فيها ، وأمر بتجهيز غرفة خاصة لها غير غرفته ، وهي المرة الأولى منذ أيام حكم ” كيندي ” التي يكون فيها الرئيس وزوجته في غرفتين منفصلتين ، على الرغم من أن ” ميلانيا ” كانت تقضي أياماً قليلة في البيت الأبيض ، والغريب أيضاً أن ” ترامب ” طالب بوجود شاشتي تلفاز في غرفته الخاصة بالإضافة إلى شاشة ثالثة موجودة هناك أساساً وأمر بإغلاق الباب عليه وعدم دخول أي شخص عليه عندما يكون في الداخل ، وهو ما أحدث مشكلة بينه وبين عناصر الأمن الشخصي الذين أكدوا أن لهم الحق في دخول غرفته في أي وقت لتأمينه .
كما فرض ” ترامب ” مجموعة من القواعد الجديدة في البيت الأبيض ، فلا أحد يلمس أي شيء يخصه ، فقد كان دائماً مهووساً بالخوف من التسمم ، وهذا سبب تردده الدائم على المطاعم المختلفة ، نظراً لأنهم لن يعرفوا بقدومه ، مما يقلل فرص تجهيز أي محاولات لاغتياله وتسميمه .
” ترامب ” كان دائماً يظل جالساً مع ” ستيف بانون ” ، وإن لم يكن يفعل ذلك فإنه يكون في غرفته وحيداً محاطًا بـ (3) شاشات تلفاز يأكل شطائر البرجر مع الجبنة ، ويجري عدداً من المكالمات الهاتفية بمسئولين أو بعدد صغير من أصدقائه منهم صديقه ” توم باراك ” الذي كان يخبره دائماً بمستويات شعبيته وتراجعها أو تقدمها بمرور الوقت ، وإن لم يكن ” ترامب ” مع ” بانون ” أو يجري مكالمة هاتفية في غرفته فإنه يتصفَّح وسائل التواصل الاجتماعي ، حيث كان الهاتف هو وسيلة اتصاله الحقيقية مع العالم الخارجي .
وتعرض الكتاب لما وصفه بصراع الأعراق والنفوذ داخل أروقة البيت الأبيض حيث سلَّط الكتاب الضوء على التوترات الداخلية في البيت الأبيض بعيداً عن ” ترامب ” ، والذي تحوَّل من مقر للرئاسة إلى حلبة للصراع بين ( اليهود / غير اليهود ) – حسب وصف الكاتب – ، حيث قام الكاتب بتقسيم العاملين في البيت الأبيض إلى جبهتين ، جبهة ” بانون ” وأتباعه ومؤيديه داخل البيت الأبيض ، وجبهة ” جافانكا ” وهو الاسم الذي يُطلق للتعبير عن تحالف ” جاريد كوشنر ” صهر ” ترامب ” ، وزوجته ” إيفانكا ترامب ” ، وأكد الكاتب أن هناك صراع طويل بين الجبهتين خلال العام الماضي الذي حكم فيه ” ترامب ” الولايات المتحدة ، الأمر الذي وصفه الكاتب بالتوترات العرقية والدينية التي سكنت البيت الأبيض بين الجبهتين ، مستعينًا بكلمات ” هنري كيسنجر” وزير الخارجية الأسبق في عهد الرئيس ” نيكسون ” ، والتي أكد فيها أن العداء بين ( كوشنر / بانون ) هو كالحرب بين اليهود وغير اليهود .
ويتوقّع ” ترامب ” أن تكون الأمور دوماً سهلة ، فعندما حذره ” بانون ” من رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ” جيمس كومي ” كان رد ” ترامب ” بسيطاً وهو ( لا تقلق أمسكت به ) ، مُعتقداً أن القليل من التودد لشخص كرئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي يُمكن أن يُغير موقفه ومشاعره تجاه ” ترامب” .
و يشير الكتاب إلى أن ” ترامب ” في (27) يناير 2017 طلب من ” كومي ” أن يظل معه في المكتب بعد إخراج الجميع منه ، حيث عرض عليه أن يظل في منصبه مديراً للمكتب الفيدرالي ، وبمنطقه البسيط في فهم الأمور ، واعتقد أنه بهذا العرض السَخي – أي تركه ” كومي ” في منصبه – سيدفع ” كومي ” لترك تحقيقاته بشأن التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية ، فكما سانده ” ترامب ” سيُسانده هو بالمُقابل ، وفي البداية كان ” بانون ” يدفع لطرد ” كومي ” لكن ” ترامب ” تجاهله تماماً ، إلا أن خروج قصة التدخل الروسي في الانتخابات للعلن أدى إلى غضب ” ترامب ” ، ففي أحد الاجتماعات وصف ” كومي ” بالفأر الذي قد يُسقطه ، وفي هذه المرة اختلف موقف ” بانون ” وأخبر الرئيس أن إقالة ” كومي ” في ظرف كهذا الظرف سيُحول قصة روسيا – وهي قصة من الدرجة الثالثة حسب ” بانون ” – لأكبر قصة في العالم ، أما ” كوشنر ” خصم ” بانون ” اللدود فقد حفز ” ترامب ” لإقالة ” كومي ” .
و حاول ” بانون ” أن يشرح لـ ” ترامب ” أن التحقيق ليس تحقيق ” كومي ” وإنما تحقيق يُجريه مكتب التحقيقات الفيدرالي ، إلا أنه في (9) مايو 2017 قرر ” ترامب ” أن يُقيل ” كومي ” بشكل مُفاجئ وبقرار شخصي ، ولم يُخبر أحد سوى عائلته ( كوشنر / إيفانكا ) ، لا كبير الموظفين ولا مستشاريه ولا المتحدث الرسمي للبيت الأبيض ، ولم يُعرض الموضوع بجوانبه القانونية والسياسية المختلفة إلا على العائلة ، ثم ظهر الخبر وظن موظفو البيت الأبيض بناء على تقرير خادع أن ” كومي ” استقال ، وبعد ذلك عرف الجميع الحقيقة وأصبح السكرتير الصحفي للبيت الأبيض ” شون سبيسر ” مُلاماً ومُعاتباً لتأخره في إعداد مهرب إعلامي لإقالة ” كومي ” ، لقد كان قرار الإقالة ، حسب تأكيد الكاتب قراراً عائلياً .
بعد إقالة ” كومي ” اجتمع ” ترامب ” بشخصيات روسية مرموقة من بينها السفير الروسي ، في استفزاز لـ ” كومي ” وتحقيقه ، ولسوء حظه كشف ” ترامب ” في هذا الاجتماع عن معلومات سرية وهامة حصلت عليها الولايات المتحدة من عميل لإسرائيل ، وكانت المعلومات عن ” داعش ” وخططه لتهريب مُتفجرات في الحواسب المحمولة في الطائرات ، وأخبرهم ” ترامب ” بأكثر من اللازم ، حيث أصبح أمن المُخبر مهدداً ، وشوهت هذه الحادثة سمعة ” ترامب ” في الدوائر الاستخباراتية ، لأن القاعدة المُتَّبعة تنص على أن سرية العميل وحمايته أهم من كل الأسرار الأخرى ، وعلّق ” بانون ” على هذا الحدث بقوله ( إن ترامب يظنّ أن بإمكانه فصْل FBI ) ، وبعد قراره اعتقد ” ترامب ” أنه بطل وأنه أثبت للجميع قدرته على ممارسة سلطة الدولة واستخدامها .
” بانون ” كان يرى البلاد منقسمة إلى قسمين : نعم ولا ، فريق يفوز وفريق يخسر ، ومن يحكم يُهمّش الآخر ، وسعى ” بانون ” إلى استعادة الاتفاقيات التجارية ، وشن حروب تجارية لدعم الصناعات الأمريكية ، كما سعى للدفاع عن سياسات الهجرة التي تحفظ مكانة العمال الأمريكيين ، ومن ثمّ – في نظره – سيحفظ الثقافة والهوية الأمريكية ، ولذلك كان يرى أنه على واشنطن أن تدخل في عزلة دولية لتحافظ على مواردها وهويتها ، كان هذا جنوناً في نظر الجميع ما عدا ” ترامب ” واليمين المتطرف ، أما ” بانون ” فقد رأى في كلامه فكرة ثورية ودينية .
ومن سمات ” ترامب ” أنه يُقدر الجنرالات ، وكلما ازدادت الأوسمة على رداء الجنرال كان ذلك أفضل ، ولكن ” ترامب ” كان يكره الاستماع للجنرالات الذين يتحدثون بالمصطلحات العسكرية ويملئون حديثهم بالبيانات والمعلومات ، فكلامهم يشبه كلام مستشار الرئيس للأمن القومي ” هربرت مكماستر ” الذي يقول عنه ” ترامب ” لأصدقائه إنه ( مُمل جداً ، وسيقوم بطرده ) .
و كانت تصفيفة شعر ” ترامب ” الشهيرة مصدر سخرية الكتاب ، تحديداً من ابنته ” إيفانكا ” ، وأوضح الكاتب أن ” إيفانكا ” اعتادت وصف الطريقة التي أصبح بها شعر ” ترامب ” على هذه الشاكلة لأصدقائها ، كان برأسه رقعة خالية من الشعر تماماً ، أمَّا اللون الذي وصفته ” إيفانكا ” بأنه مضحك فهو نتيجة استعمال منتج يُدعى ( Just for Men ) يغمق لونه كلما تُرك على الرأس .
و كان ” كازوفيتز ” محامي ” ترامب ” الشخصي وأحد أعضاء الفريق المقرّب من الرئيس ، قد اقترح على ” ترامب ” أن يطرد الزوجين ( إيفانكا / كوشنر ) من البيت الأبيض بسبب تجاوزهما لصلاحيتهما وتأثيرهما سلباً على عملية اتخاذ القرار ، ليطلق بذلك رصاصة الموت على مساره المهني في الرئاسة ، فقد رتب ” كوشنر ” مجموعة من التسريبات عن حياته الشخصية متعلّقة بمشاكله مع الخمر وتصرفاته السيئة ، ليجد هو نفسه مطروداً من البيت الأبيض بدل الزوجين .
و فيما يخص إلغاء قانون ” أوباما كير ” (Obama care) ، أكد الكاتب أن القانون الذي وضعه الرئيس السابق ” أوباما ” لتوسيع التغطية الصحية للمواطنين كان أحد أكثر المواضيع التي جادل فيها ” ترامب ” ودعا إليها خلال حملته الرئاسية ، ولكن الصادم أن ابنته ” إيفانكا ” وزوجها ” كوشنر ” كانا ضد إلغاء البرنامج ، ولذلك التزم ” كوشنر ” الصمت في هذا الموضوع ، مُعتقداً أنه يجب على البيت الأبيض أن يسعى لحصد انتصارات مُمكنة وسهلة من خلال إصلاح بعض مكامن الخلل في ” أوباما كير ” بدلاً من خوض معارك صعبة الفوز أو لا يمكن الفوز فيها أصلاً .
ومن أجل احتواء الفوضى التي كانت تعم الرئاسة قرر ” ترامب ” تعيين ” جون كيلي ” الجنرال المتقاعد من الجيش الأمريكي في منصب كبير موظفي البيت الأبيض بدلاً من ” رينس بريبوس ” ، لكن بعد ذلك أكد ” ترامب ” أن أساليب الجنرال المتقاعد ” كيلي ” لا تشبه أساليب ” ترامب ” في شيء ، مما جعله يفكر ملياً إن كان قد أخطأ في هذا التعيين أيضاً كما فعل مع عشرات التعيينات التي سبقتها ، كما أن ” بانون ” أيضاً لم يُرشح له هذا الجنرال ، حيث رأى أنه لا يملك مواقف حاسمة وجريئة ، ومن المؤكد أنه ليس ليبرالياً أو يسارياً ، لكنه لا ينتمي إلى عالم ” ترامب ” ، ومحاولات ” كيلي ” في بسط شيء من الانضباط داخل المؤسسة من خلال تحجيم نفوذ ” إيفانكا ” وزوجها قوبلت باختلاف كبير في الرؤية من قبل الرئيس الذي كان يرى أن ابنته وزوجها يؤديان أدواراً جيدة ، وأن التغيير الذي يتصوره ” ترامب ” في المستقبل هو تعيين صهره وزيراً للخارجية ، وليس تحجيم دوره كما يرى كل من ( كيلي / بانون ) .
وتطرق الكتاب إلي التشكيك في صحة ” ترامب ” العقلية حيث شكك معظم مساعدي البيت الأبيض ، وحتى أفراد الأسرة الحاكمة في قدرة ” ترامب ” على تأدية عمله ، فزُعم أن ” ترامب ” مثلاً لم يستطيع التعرف على رئيس مجلس النواب الأمريكي السابق ” جون بينر ” عندما رُشح لمنصب كبير موظفي البيت الأبيض ، وأكد الكاتب أن الرئيس يكرر نفسه باستمرار وبالأخص بشأن ما يقوله عنه مذيعو الأخبار في ذلك اليوم ، وأشار الكاتب إلى أن الرئيس الذي اعتاد وضع طبقات كثيفة من مساحيق التجميل لم يستطيع التعرُّف على مجموعة من أصدقائه القدامى في أحد الاحتفالات بمنتجع ” مار آلاغو ” الأمريكي .
ثانياً : ما جاء بالكتاب بشأن الشرق الأوسط :
اختزلت الدائرة الداخلية المحيطة بـ ” ترامب ” الشرق الأوسط في (4) لاعبين هم ( مصر / إسرائيل / السعودية / إيران ) ، وتشكل لديهم الاعتقاد بأن اللاعبين الثلاثة الأوائل ( مصر / إسرائيل / السعودية ) يمكن أن يتوحدوا ضد طهران ، وكان لديهم أمل في ألا تتدخل ( مصر / السعودية ) بشكل يعارض المصالح الأمريكية طالما أنها تُركت لتتصرف مع إيران كما تريد .
ثالثاً : ما جاء بالكتاب بشأن القضية الفلسطينية:
تحدث ” ستيف بانون ” عن الخطة المستقبلية لأزمة الشرق الأوسط الكبرى في فلسطين ، قائلاً ( دع الأردن تأخذ الضفة الغربية ، ودع مصر تأخذ غزة ، لنتركْهم يتعاملوا مع الأمر ، أو يغرقوا وهم يحاولون .. السعودية ومصر كلتيهما على حافة الهاوية ، خائفتان من بلاد فارس – في إشارة إلى التوسع الإيراني في المنطقة العربية – ، إضافة إلى ما تشهده تلك المنطقة من تهديدات في سيناء واليمن وليبيا ، روسيا هي المفتاح لكل ذلك ، وإن كان الروس سيئين ، فالعالم مليء بالأشرار ) .
وكان المستشار الاستراتيجي السابق في البيت الأبيض ” ستيف بانون ” قد أخبر الرئيس التنفيذي السابق لمحطة ( فوكس نيوز ) ” روجر إيليس ” بأن ” ترامب ” كان يعتزم نقل السفارة الإسرائيلية من تل أبيب إلى القدس في اليوم الأول منذ توليه الرئاسة الأمريكية .
رابعاً : ما جاء بالكتاب بشأن فيما وصفه بالحرب بين ( بانون / كوشنر ) بشأن محادثات السلام :
كان ” ترامب ” عندما سلم صهره ” كوشنر ” ملف الشرق الأوسط يعلم أنه كان يُلقي به في المعمعة ، وقد تنبأ بذلك مذيع قناة ( فوكس نيوز ) ” تاكر كارلسون ” حينما أوضح ( أن الرئيس لم يقدم لكوشنر أي معروف ) ، فرد ” ترامب ” مستمتعاً ( أعلم ذلك ) ، وأضاف الكاتب ( اختاره الرئيس بالذات لأنه يهودي ، ولعله أراد أن يكافئه على يهوديته ، مكلفاً إياه بمهمة مستحيلة لكونه يهودياً ، ولعله كان مندفعاً بالاعتقاد بأن اليهود يتمتعون بقدرات تفاوضية خارقة ) ، وقد أكد ” ترامب ” أكثر من مرة أن ” هنري كيسنجر ” يقول إن ” جاريد ” سيكون ” هنري كيسنجر ” الجديد .
و كان ” كوشنر ” يشعر بالحيرة الشديدة إزاء سعي ” بانون ” للاستحواذ على لقب ( الأقوى بشأن إسرائيل ) ، وخاصة أن ” كوشنر ” نشأ كيهودي ملتزم ، فبالنسبة لـ ” كوشنر ” فإن منطلق ” بانون ” اليميني في الدفاع عن إسرائيل ، وهو المنطق الذي يتبناه ” ترامب ” أصبح بشكل أو بآخر سلوكاً مناهضاً للسامية وموجه ضده شخصياً .
خامساً : ما جاء بالكتاب بشأن السعودية :
كأغلب القيادة السعودية لم يتلقى ولي العهد السعودي ” محمد بن سلمان ” تعليماً خارجياً ، مما جعل ” ترامب ” وعائلته حذرين في التعامل معه في البداية ، لكن ترامب و محمد بن سلمان وجدا أنهما مُتقاربان ، وعرف ” بن سلمان ” نفسه أمام ” كوشنر ” مُخبراً إياه أنه رجله في السعودية .
وكان لوزارة الخارجية الأمريكية علاقة قوية مع ” محمد بن نايف ” المُنافس الأوّل – حينها – لـ ” محمد بن سلمان ” ، ووصلت رسائل لوكالة الأمن القومي (NSA) وللخارجية الأمريكية بأن نقاشات ” كوشنر ” وعلاقته سريعة النمو بـ ” محمد بن سلمان ” قد تكون خطراً على ” محمد بن نايف ” ، ويعتقد رجال الخارجية أن ” كوشنر ” اتبع أفكار ” محمد بن سلمان ” التي لم تُختبر بعد ، فخطة ( محمد بن سلمان / كوشنر ) كانت واضحة حسب الكاتب ، وهي ( أعطني ما أريد أُعطِكَ ما تُريد ) ، ودُعي ” محمد بن سلمان ” لزيارة البيت الأبيض واستغل تلك الزيارة داخلياً ليظهر بمظهر قوة وعلاقة وثيقة مع البيت الأبيض ، وبدأ ” بن سلمان ” بتقديم الوعود ومجموعة من الصفقات والإعلانات التي ستُربح ” ترامب ” .
و بدأ ” ترامب ” يتحدث قبل الرحلة للرياض عن الصفقات التي قد تُعقد ، وذكر أنّ السعودية ستقوم بصفقات ضخمة تشمل (110) مليار دولار فورية و(350) مليار دولار على مدى (10) سنوات .. جدير بالذكر أنه تحدث منذ ذلك الوقت عن نقل القاعدة الأمريكية من قطر إلى السعودية – ، ففي الرياض عُومل ” ترامب ” وعائلته معاملة الملوك ، يتنقلون باستخدام عربات جولف ذهبية وأُقيمت لهم حفلة بـ (75) مليون دولار على شرف الرئيس الأمريكي ، وأجلسوه على كرسي يُشبه العرش .
كانت أفعال ” ترامب ” وتوجهاته في القمة ( الإسلامية – الأمريكية ) في السعودية تُمثّل تغيراً ضخماً في السياسة والاستراتيجية الخارجية الأمريكية ، وتجاهل ” ترامب ” – أو تحدى – توصيات الخارجية الأمريكية ، ومنح السعوديين الضوء الأخضر للاحتجاج على قطر التي رأى ” ترامب ” أنها تمول الإرهاب ، مُتجاهلاً تاريخ السعودية المُشابه في هذا الشأن – حسب الكاتب – ، وفي أحد الأيام أُسقط ” محمد بن نايف ” من منصب ولي العهد ” محمد بن سلمان ” ، ليُخبر ” ترامب ” أصدقاءه أنه هو و” كوشنر ” هندسوا اللعبة ، قائلاً ( لقد وضعنا رجلنا على القمة ) .
سادساً فيما جاء بالكتاب بشأن قطر :
ذكر الكاتب أن ” ترامب ” هو الذي أعطى ولي العهد السعودي ” محمد بن سلمان ” الضوء الأخضر للتنمر على قطر وللبدء في حملة التطهير التي شنها ضد أفراد من العائلة الملكية الحاكمة وضد نخبة من رجال الأعمال السعوديين ، وأكد الكاتب قائلاً ( في تجاهل تام لنصح دوائر السياسة الخارجية ، أعطى ترامب إشارة البدء بتنفيذ خطة السعوديين للتنمر على قطر ، كانت وجهة نظر ترامب ترى بأن قطر تُقدم الدعم المالي للجماعات الإرهابية ، ولم يُبدي أي اهتمام بحقيقة أن للسعوديين تاريخاً مشابهاً .. والتبرير الجديد الذي تم اللجوء إليه يقول إن بعضاً من أفراد العائلة السعودية الحاكمة فقط هم الذين قدموا مثل ذلك الدعم ) .
سابعاً فيما جاء بالكتاب بشأن استخدام السلاح الكيماوي في مدينة خان شيخون السورية:
بعد استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي في مدينة ” خان شيخون ” السورية توتر البيت الأبيض بأكمله ، وكان توتر مجلس الأمن القومي يزداد بتأخر قرار الرئيس حول الحدث ، مما دفع ” كوشنر ” ليشتكي لزوجته عن تأخر والدها ، وحتى صعوبة اتفاقهم معه على إصدار بيان شديد اللهجة يُدين استخدام السلاح الكيماوي ، وبدا واضحاً لـ ” كوشنر ” ومستشار الأمن القومي أن ” ترامب ” مُنزعج من اضطراره اتخاذ إجراءات حول الهجوم ، لا من الهجوم نفسه والضحايا الذين سقطوا ، وهنا جاء دور ” إيفانكا” التي تعرف أن الأرقام والبيانات لا تحرك والدها ، وإنما تُحركه الأسماء الكبيرة والصور الواضحة ، إنه يعيشُ في عالم الصور لا عالم البيانات .. وفي نهاية اليوم ، وقفت ” إيفانكا ” مع نائبة مستشار الرئيس للأمن القومي ” ديانا باول ” ، وقدمتا لـ ” ترامب ” عرضاً من صور لأطفال سوريين تعرضوا للسلاح الكيماوي ، كرر الرئيس مشاهدة الصور وبدا مأخوذ لتأثره بما رأى ، ونسي كل ما كان يقوله له مستشاره ” بانون ” من أن هذا الهجوم كغيره من الهجمات ، بل بعضها كان أشد وأقسى ، والتدخل فيها أو في غيرها لا طائل منه ولا داعي له ما دامت الولايات المتحدة غير مُجبرة على التدخل ، وبعد مروره على صور الأطفال تحول موقفه ، قائلاً ( لا يُعقل أننا لا نقدر على فعل شيء ، إنهم مجرّد أطفال ) ، وانقلب ” ترامب ” تماماً من الرجل الذي لا يُعير التدخل العسكري اهتماماً إلى السؤال عن كافة الخيارات العسكرية المتاحة ، وتابع ” ترامب ” وإدارته أخبار الضربة الأمريكية لمطار ” الشعيرات ” العسكري في سوريا ، رداً على استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي ، ويظهر ” بانون ” مُنزعجاً ومُبعداً عن الصورة ، وفي اليوم التالي للضربة الجوية تمت إقالته .
ثامناً فيما جاء بالكتاب بشأنأفغانستان :
اجتمع ” ترامب ” مع عدد من المسئولين العسكريين ، حيث تم طرح حل وسط لا يرجح الكفة الأمريكية في الحرب في أفغانستان ، ولكنه يحفظ شيئاً من ماء الوجه في هذه الحرب من خلال إرسال بضعة آلاف إضافيين من الجنود ( 7 آلاف كحد أقصى ) .. وكان أمام ” ترامب ” (3) خيارات ، ( زيادة عدد الجنود بشكل كبير حتى تضمن التفوق النهائي في الحرب مع ما ستصاحبه هذه الزيادة من موجة غضب شعبية / خيار المتعاقدين الأمنيين / إرسال بضعة آلاف من الجنود ) ، هنا يذكر الكتاب أن ” ترامب ” كاد يفقد عقله غاضباً في هذا الاجتماع ، وهدد بأنه سيُقيل كل جنرالات الجيش ، فقد استغرب أنه بعد كل هذه المدة التي أعطاها إياهم ليُحضروا خطة متماسكة يتفاجأ بهذه المقترحات ، وقد انتقد كيف أن الولايات المتحدة لا تجني أية أموال من أفغانستان ، وأشار إلى الصين التي تملك حقوق استخدام المناجم الأفغانية ، بينما لا تملك الولايات المتحدة شيئاً .. ورغم الفوضى التي سادت في ذلك الاجتماع ، إلا أن وجهاً مبتسماً كان موجود داخل الاجتماع ، ورأى أنهم يستحقون هذا التوبيخ بالفعل ، وأن هذا الموقف من أهم المواقف التي اتخذها ” ترامب ” في رئاسته .
تاسعاً نبذه عن مؤلف الكتاب الكاتب الصحفي ” مايكل وولف “:
يبلغ من العمر (64) عام ، وهو كاتب سابق بمجلتي ( نيويورك / فانيتي فير ) ، كما أصدر ترجمة عن حياة ملياردير الإعلام ” روبرت مردوخ ” .
واعتمد في تأليف كتابه على حوارات أجراها مع (200) مسئول أمريكي ، من أبرزهم ” ستيف بانون ” المستشار السابق لـ ” ترامب ” .
واستغل ” وولف ” قلة تجربة إدارة ” ترامب ” ليحصل على كمية كبيرة من المعلومات عما يحدث داخل البيت الأبيض ، حيث لم يواجه أي قيود ، ولم يطلب منه عدم الالتزام بأي شيء عن كيفية عرض ما اطلع عليه .
جدير بالذكر أن الكتاب أصبح الأعلى مبيعاً على الإنترنت في الولايات المتحدة ، حيث أفادت المعلومات التي أوردتها مكتبتا ( أمازون / بارنز آند نوبل ) الإلكترونيتان بأن هذا الكتاب احتل المرتبة الأولى للمبيعات على الإنترنت في الولايات المتحدة ، حيث بدأ مخزون الكتاب ينفذ .. يُشار إلى أن ناشر الكتاب مؤسسة ” هنري آند هولت ” للنشر كانت تعتزم إصداره يوم (9) يناير الجاري ، إلا أن تهديد ” ترامب ” باتخاذ إجراء قانوني ضد هذه المؤسسة جعلها تحجب طرح الكتاب ، إلا أن الناشر سارع ببيعه يوم (5) يناير الجاري على الإنترنت قبل الموعد المقرر لنشره رسمياً بـ (4) أيام بسبب الطلب الكبير عليه .