أكد المركز الفلسطينى للتنمية والحريات الاعلامية “مدى” أن النصف الأول من العام 2018 شهد ارتفاعا ملحوظا فى عدد الانتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلى ضد الحريات الاعلامية مقارنة بذات الفترة من العام الماضى 2017.
وقال المركز – فى تقريره نصف السنوى الذى يرصد ويوثق الانتهاكات ضد الحريات الاعلامية فى فلسطين خلال النصف الاول من العام الجارى 2018 – أن ” إجمالى عدد الاعتداءات الإسرائيلية والفلسطينية ضد الحريات الاعلامية فى الضفة الغربية وقطاع غزة (بما فيها مدينة القدس المحتلة) بلغ ما مجموعه 277 انتهاكا، ارتكب الاحتلال الاسرائيلى 208 اعتداءات منها، (ما نسبته 75% منها)، بينما ارتكبت جهات فلسطينية مختلفة فى الضفة وقطاع غزة ما مجموعه 69 انتهاكا، اى ما يوازى 25% منها”.
وأضاف “أن الأرقام والمعطيات تشير إلى اتساع ملحوظ ومتواصل فى دائرة الاعتداءات التى تستهدف الحريات الإعلامية فى فلسطين لا سيما وان النصف الأول من العام الماضى 2017، شهد هو الأخر ارتفاعا بلغت نسبته 15%” مشيرا إلى أن “عدد الانتهاكات الاسرائيلية ارتفع فى النصف الأول من العام 2018 بنحو 64% عما كان سجل من اعتداءات اسرائيلية خلال ذات الفترة من العام 2017 والتى كان بلغ عددها 127 اعتداء إسرائيليا”.
وقال المركز الذى يعنى بالدفاع عن الحريات الاعلامية فى تقريره “ان جريمتى قتل جنود الاحتلال الإسرائيلى الصحفيين ياسر عبد الرحمن مرتجى وأحمد حسن أبو حسين اثناء تغطيتهما مسيرات العودة السلمية شرق غزة، كانتا الاشد خطورة وجسامة خلال النصف الاول من العام 2018، والاكثر وضوحا على الطريقة التى تتعامل بها قوات وسلطات الاحتلال الاسرائيلية مع الصحفيين ووسائل الاعلام وحدود ما يتعرض له الصحفيون من مخاطر، لا سيما وان مختلف المعطيات والشهادات تدل على أن هاتين الجريمتين ارتكبتا بشكل متعمد ومباشر هدف القتل، حيث قضى الصحفيان مرتجى وابو حسين فى حادثين منفصلين جراء استهدافهما برصاص الاحتلال النارى المتفجر”.
وأوضح أن “الاعتداءات (الاسرائيلية والفلسطينية) طالت ما مجموعه 200 صحفي/ة، (منهم 168 صحفيا و 32 صحفية)، علما بأن عددا آخر من الاعتداءات استهدفت مجموعات أخرى من الصحفيين والصحفيات، فضلا عن تلك الاعتداءات التى طالت مؤسسات إعلامية أو لم تكن متصلة مباشرة بأفراد أو أشخاص محددين”.
وحسب التقرير، فإن “الانتهاكات الإسرائيلية شكلت خلال السنوات الماضية نحو ثلثى مجموع الانتهاكات المسجلة، ولكنها قفزت خلال النصف الاول من العام الجارى لتشكل ثلاثة أرباع مجموع الانتهاكات (75% منها) اى أن ثلاثة من كل اربعة اعتداءات ضد الحريات الاعلامية وقعت فى فلسطين خلال النصف الأول من عام 2018 ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي”.
وأوضح أن ما مجموعه 128 من الاعتداءات الاسرائيلية التى سجلت خلال الشهور الستة الاولى من العام الجارى وقعت فى الضفة الغربية و 80 اعتداء منها فى قطاع غزة، “علما بأن اعتداءات الاحتلال فى قطاع غزة كانت الأشد جسامة وخطورة حيث أن معظم ضحاياها من الصحفيين/ات تعرضوا لإصابات جسيمة أدت لاستشهاد اثنين منهم وتسببت بإصابات بليغة لعشرات آخرين.
وقال “تركزت معظم الاعتداءات الاسرائيلية التى جاءت ضمن 11 نوعا فى الاعتداءات الجسدية التى شكل ما نسبته 57% من مجمل الاعتداءات الاسرائيلية التى رصدها ووثقها مركز مدى خلال النصف الاول من العام 2018”.
وأدان مركز “مدى” فى تقريره الاعتداءات التى تستهدف حرية الاعلام والتعبير فى فلسطين، وجدد مطالبته المجتمع الدولى بالتحرك الجاد من أجل محاسبة مرتكبى هذه الجرائم والاعتداءات، والضغط على حكومة الاحتلال الاسرائيلى لوقف انتهاكاتها المتواصلة للمواثيق والقوانين الدولية التى تضمن حرية التعبير.