تحقيقات و تقارير

تيلرسون … أفشل وزير خارجية في تاريخ أمريكا

في تقرير أعدّه لموقع “فوكس” الأمريكي وجد الكاتب زاك بوشان أن العديد من الخبراء ينتقدون بشدة تعاطي ريكس تيلرسون داخل وزارة الخارجية التي تولى حقيبتها حوالي السنة، قبل أن يطرده منها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

فشل تيلرسون في تعيين مسؤولين في عدد من المواقع الحيوية وفشل في إمضاء وقت مع موظفيه فيما استبعد موظفين بارزين ذوي خبرة من دون بدائل واضحة يقول الباحث في السياسة الخارجية الأمريكية في جامعة ماساشوستس أمهرست بول موسغرايف للموقع نفسه إ “تيلرسون سيكون عند أو بالقرب من قعر لائحة وزراء الخارجية، لا خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية وحسب بل في سجل وزراء الخارجية الأمريكيين”.

يغادر تيلرسون المنصب دون إنجاز كبير بعدما فشل في ترك أي نفوذ خلال النقاشات داخل الإدارة في مسائل مثل كوريا الشمالية أو روسيا، وحاول تهميش الرئيس في عدد آخر من تلك النقاشات.

ولم يهتم بالعمل عن كثب مع موظفين بارزين خدموا طويلاً في الوزارة، الأمر الذي تسبب بمزيد من الأضرار. خلال ولايته، استقال 60% من أبرز الديبلوماسيين فيما تراجع عدد من تقدموا بطلب الانضمام للوزارة، إلى النصف وفقاً لإحصاء رابطة الخدمة الخارجية الأمريكية في نوفمبرالماضي.

بين الأسوأ أو الأسوأ

أثّرت هذه الأمور على بقاء عدد من المناصب شاغراً مثل منصب السفير إلى كوريا الجنوبية ما أدى إلى تأخير استجابة الولايات المتحدة لعدد من الأزمات الكبيرة وإضعاف وزارة الخارجية على مدى “جيل” كما تقول الأستاذة المحاضرة في جامعة جورج واشنطن إليزابيث ساندرز.

وإن كان لا يمكن تحميل كامل المسؤولية لتيلرسون فإنه يتحمل معظمها حسب الباحثين والخبراء في السياسة الخارجية.

“أعتقد أنه سيكون واحداً من أسوأ وزراء الخارجية الذين حصلنا عليهم” يقول إليوت كوهين، مستشار الوزارة نفسها في عهد جورج بوش الابن، لموقع أكسيوس. أما المسؤول في وزارة الخارجية إبان عهد أوباما أيلان غولدنبرغ فقال إن تيليرسون هو “أسوأ وزير للخارجية في التاريخ”.

يشير موسغرايف إلى أنه من خلال قلة حجم التأثير لدى تيليرسون على الرئيس الأمريكي ومن خلال تفكيك فريق عمل وزارة الخارجية، خلق الرجل الفوضى في الوزارة في أقصر وقت من أي وزير آخر في التاريخ.

حين أعلن ترامب عن اختياره لوزير الخارجية، أعرب الخبراء الجمهوريون في السياسة الخارجية عن سعادتهم بالاختيار.

وكتبت ترايسي ولكنسون في صحيفة لوس أنجيليس تايمز أنه بعد أكثر من شهر على ترؤس تيليرسون وزارة الخارجية، أصبح “غير مرئي” على نطاق واسع عكس جميع من سبقوه إلى الوزارة.

فشل تيلرسون في تعيين مسؤولين في عدد من المواقع الحيوية وفشل في إمضاء وقت مع موظفيه فيما استبعد موظفين بارزين ذوي خبرة من دون بدائل واضحة.

انهارت المعنويات داخل الوزارة. وبرهن الرجل لاحقاً على أنه لم يكن على تواصل مع ترامب في عدد من الملفات.

قصفت واشنطن قاعدة الشعيرات بعد أيام قليلة على قول تيليرسون إن أمريكا تقبل بوجود الأسد في السلطة. في 9 يونيو (حزيران) الماضي، دعا الوزير السعودية وحلفاءها لإنهاء مقاطعة قطر لكن ترامب وبعد أقل من ساعتين وصف قطر بـ “ممول للإرهاب على مستوى عالٍ جداً”.

وفي إحدى المرات حاول تيليرسون فتح باب التفاوض مع كوريا الشمالية فأوقفه ترامب بتغريدة. ولم يعين الوزير أحداً مساعداً له ليكون مشرفاً على مناطق حيوية مثل آسيا والشرق الأوسط، ولم يعين سفراء في دول بأهمية السعودية أو كوريا الجنوبية. هذا النوع من الشغور يمكن أن يكون قاتلاً.

وزارته شخص بلا ضمان صحي

يضاف إلى كل ذلك أن السنة الماضية لم تكن هادئة، مع التوتر بسبب برنامج كوريا الشمالية ومقاطعة قطر وتسميم روسيا المحتمل لعميل على الأراضي البريطانية.

أزال تيليرسون أقساماً بأكملها داخل الوزارة مثل تلك التي تتعقب جرائم الحرب وفرض حدوداً على بعض المناقلات داخلها وهي طريقة تتعامل من خلالها الوزارة مع نقص التوظيفات. لهذا الشغور تأثير طويل المدى على مروحة واسعة من الملفات الدولية بدءاً من بحر الصين الجنوبي وصولاً إلى الصراع العربي الإسرائيلي.

تُقارن ساندرز بين وزارة بقيادة تيليرسون وشخص لا يتمتع بضمان صحي: “حياتك جيدة على الأرجح، حتى تُصاب بالمرض”.

عذر لا يدوم طويلاً

يلوم البعض الرئيس الأمريكي على ما حصل داخل الوزارة، خاصةً أن ترامب لم يبدِ اهتماماً كبيراً بالخبرات الموجودة لدى موظفي الوزارة.

لكن هذا العذر لا يدوم طويلاً. وزير الدفاع جايمس ماتيس كان أكثر فاعلية بكثير في الدفاع عن مصالح وزارته وكسب التأثير في صنع القرار لدى ترامب. قد يقول البعض إن هذا يعود إلى احترام الرئيس الأمريكي للجنرالات أكثر من الديبلوماسيين، وهذا صحيح لكن جزئياً. فتيلرسون أزعج غالباً ترامب في المناقشات وفق صحيفة نيويورك تايمز.

وفهم ماتيس أهمية العمل عن قرب مع موظفيه في البنتاغون الأمر الذي سمح له بإبراز أفكاره السياسية في البيت الأبيض.

تقول ساندرز إن ماتيس تمتع بالخبرة في بناء الفريق عكس تيليرسون الذي لا يناسب العمل الحكومي والذي اعتمد فقط على دائرة ضيقة معزولة تتكون من عدد قليل من المقربين.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى