أخبار عربية و إقليميةعاجل

جولة بالصحف العربية.. مصر تحارب الغلاء

 كتب الصحفي ” عبد المنعم سعيد  ” مقالاً بعنوان (مصر تحارب الغلاء ) ، وفيما يلي أبرز ما تضمنه المقال..

وعد الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” بالعمل على تخفيض الأسعار خلال شهرين ، وهذا الوعد في حد ذاته فيه الكثير من شجاعة القائد وإحساسه بمدى معاناة شعبه، كما أنه وعد شجاع لسببين:لأنه لا أحد في هذه الأيام، في مصر أو في غيرها من الدول، يمكنه الحديث، فضلاً عن الوعد، بانخفاض الأسعار؛ ولأن فترة الشهرين لا تبدو وكأنها فترة طويلة تسمح بتغييرات هيكلية في الاقتصاد تجعل سعر السلعة الضرورية في متناول اليد. لكن الوعد الرئاسي استند إلى عمل يجري على الأرض، ومشاريع يتم الانتهاء منها تنتج الأسماك والغذاء .

(الغلاء) في الأسعار يشبه ارتفاع درجات الحرارة في الطقس يظن الإنسان أنه يستطيع التعايش معها، ولكنها عند درجة معينة تصبح مستحيلة التحمل ، وكما يحدث مع المناخ من احتباس حراري، فإن الأسعار تحدث ذات الاحتباس من خلال القروض التي يسعى إليها الإنسان للتخفيف من الحالة حتى ولو لفترة قصيرة، القرض هنا يلعب دور المروحة أو حتى النافذة أو أحياناً جهاز التكييف ، لكنه دور مؤقت لأنه مع استمرار الارتفاع الحراري فإن التكنولوجيا لا تصبح مفيدة، بل أنها تكون مكلفة للغاية. النتيجة في النهاية أن كل العلاجات المؤقتة التي لا بأس بها لتجاوز اللحظة؛ لا تحقق العلاج المطلوب مع مرور الزمن ، ولا تزال نتائجها مستمرة، لابد من تفعيل كل الطاقة الإنتاجية للدولة، والتفعيل هذا يحتمل معنيين: أولهما أن تعود المصانع والمزارع والورش والمحلات إلى سابق العمل بكل طاقتها الإنتاجية؛ وثانيهما أن يعود ما توقف إلى العمل مرة أخرى. وفي بلد المائة مليون نسمة فإنه لابد من حل لأن الغلاء لم يعد نسمة عارضة، ولا هو أمر طارئ، وإنما هو حالة تسعى إلى الاستقرار حتى تصير من طبائع الأشياء.

زر الذهاب إلى الأعلى