أدانت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح ” بشدة ما أطلق عليه مؤتمر “الشتات الفلسطيني”، والذي عقد مؤخرًا في مدينة إسطنبول التركية، وكل ما صدر عنه من مواقف وبيانات وقرارات.
وحسب وكالة “وفا” الفلسطينية، أكدت “فتح” أن عقد هذا المؤتمر بهذا التوقيت وهذه الكيفية هو خدمة لحكومة اليمين المتطرف الإسرائيلي بزعامة نتنياهو، وكل أولئك الساعين إلى تصفية القضية الفلسطينية في هذه المرحلة التاريخية العصيبة التي تمر بها الأمة العربية.”
واعتبرت “فتح” في بيان صادر عنها مساء اليوم الأحد، أن عقد هذا المؤتمر الانشقاقي ما هو إلا استمرار لنهج الانقسام الذي تقوده حركة حماس وتكرسه وتريد تعميمه اليوم على الساحة الفلسطينية والشعب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده، وهو محاولة للالتفاف وضرب مكانة منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني، وضامن لهويته وانجازاته الوطنية.
وذكرت حركة فتح أن حماس والأطراف المتورطة معها في عقد هذا المؤتمر إنما هي بالأساس قد طرحت نفسها منذ البداية لتكون بديلا عن المنظمة وذلك في تساوق مشبوه مع المخططات الإسرائيلية المتواصلة لتصفية الكيانية الوطنية الفلسطينية المتمثلة بمنظمة التحرير.
وقارنت “فتح” بين عقد هذا المؤتمر والمؤتمرات الشبيهة التي ترعاها قوى إقليمية لتفتيت الأمة العربية وشعوبها وتمزيقها، وأن لا تفسير لعقد مؤتمر “إسطنبول” إلا هذا التفسير.
وقالت: “إن من يتباكى اليوم على الهوية الوطنية في مؤتمر إسطنبول هو ذاته لا يؤمن بها ولا يؤمن بالقرار الوطني الفلسطيني المستقل الذي دفعنا من أجله كل التضحيات، لأن هذه الجهات هي جزء من الحركة العالمية لجماعة الإخوان المسلمين، التي لا تؤمن بالوطن أو بالوطنية، مذكرة بأن من أعاد هذه الهوية وأعاد صياغتها على أسس وطنية كفاحية هي منظمة التحرير الفلسطينية وفصائلها وفي مقدمتهم حركة فتح صاحبة الرصاصة الأولى ومطلقة الثورة الفلسطينية الحديثة.
وأضافت “فتح”، أن من يتسترون اليوم وراء الحرص على حق العودة المقدس، إنما هم في تحركهم الانشقاقي الانفصالي يسهمون بتصفية هذا الحق وكافة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، ويسهمون في تصفية القضية الفلسطينية برمتها.
وأكدت “فتح” أن للشعب الفلسطيني عنوانًا واحدًا وممثلا وحيدا هي منظمة التحرير الفلسطينية وقيادتها الوطنية الشرعية ممثلة بالرئيس محمود عباس “أبو مازن”، وأن الطريق لإصلاح المنظمة وإنهاء الانقسام لن يتم إلا عبر الحوار الوطني الداخلي برعاية عربية، ولن يتم من خلال عقد مؤتمرات انشقاقية من شأنها تعميم حالة الانقسام على الكل الفلسطيني.