تحقيقات و تقارير

حكاية احتفال المصريين بحلوى المولد.. عادة فاطمية واحتفالات شعبية ورسمية 

الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عادة مصرية توارثتها الأجيال واحدًا تلو الآخر منذ العصر الفاطمي وحتى يومنا هذا، إذ دأب الفاطميون الذين حكموا مصر على الاحتفالات الشعبية والرسمية بالمولد في الشوارع والميادين العامة.

وكانت حلوى المولد أحد مظاهر الاحتفالات التي سنها الفاطميون في مصر، وتذكر المصادر التاريخية أن قاضي القضاة في العصر الفاطمي كان يحمل الحلوى إلى الأزهر الشريف بكميات كبيرة ثم ينطلق إلى الحاكم، ومن هنا تبدأ الاحتفالات وتوزيع الحلوى على الجميع.

وبجانب الاحتفالات الرسمية، كانت تقام احتفالات شعبية ويخرج الناس إلى شوارع القاهرة الفاطمية، مثل باب البحر، والجمالية، والأزهر، والغورية، وباب الخلق، لمدة ثلاثة أو أربعة أيام للاحتفال بالمولد النبوي الشريف.

وبصرف النظر عن الغرض الذي كان وراء احتفال الفاطميين بالمولد النبوي الشريف ومن بعده الحكام الذين حكموا مصر لاستمالة الشعب بهذه المظاهر، فإن الاحتفال بالحلوى راق للمصريين، وأصبح تقليدا يتبعوه كل عام في الثاني عشر من شهر ربيع الأول.

أما قصة العروسة والحصان وأسباب ظهورها في المولد، فتشير بعض المصادر التاريخية إلى أن الخليفة الفاطمي كان يشجع جنوده المنتصرين في الحروب على الزواج بعروس جميلة، ثم أصبح هذا العرف دارجًا في المجتمع حتى بعد زوال العصر الفاطمي، وأصبح المصريون ينصبون العرائس والأحصنة لتتهادى بها العائلات في ذكرى المولد.

وتتعدد أنواع حلوى المولد، فهي ليست على شاكلة واحدة، ويبدو أن هذا هو السر وراء انتشارها كثيرًا، ومن بين أنواعها “الفولية – الحمصية – السمسمية – الملبن”، كما تتراوح أسعارها التي تختلف من عام إلى عام وفق سياسات السوق، لتصل في هذا العام سعر الكيلو الواحد في المجمعات الاستهلاكية إلى 50 جنيهًا، بينما يتعدى ثمن العلبة الواحدة في أماكن أخرى 1000 جنيه.

ورغم مرور ما يزيد على ألف عام عن مولد النبي (صلى الله عليه وسلم)، إلا أن الاحتفال بالمولد النبوي لا يزال متبعًا وبوسائل مختفلة سواء بحلوى المولد، أو الابتهالات والحفلات الدينية التي تبثها إذاعة القرآن الكريم، وتنشد فيها ابتهالات دينية في حب ومديح النبي وآل بيته الكرام.

زر الذهاب إلى الأعلى