انتهت من ساعات عملها فى منطقة التجمع الخامس، ووقفت على جانب الطريق فى انتظار الاتوبيس الذى اعتادت على استقلاله فى مثل ذلك الوقت كل يوم حتى يقلها لمنزلها، لتجد أن الانتظار على جانب الطريق ليس بالأمر الآمن عليها ، حيث وقفت سيارة سوداء أمامها يخرج من شباكها شاب فى أواخر الثلاثينات يدعوها لركوب، أخرجت هاتفها المحمول وبدأت فى تصويره، لينزل من سيارته ويتبع أسطوانته المشروخة فى الإيقاع بإحداهن ويقول الجملة التى تصدرت مواقع التواصل الاجتماعى صباح اليوم “أنا ساكن فى شارع محمد الحبوب وبسال على العنوان”، وبمجرد أن علم أنها تصوره تهكم عليها قائلًا “هتكتبى متحرش وكده؟ كان نفسى اتشهر جدًّا”.
كانت تلك هى تفاصيل الليلة التى قضتها الفتاة العشرينية” منة جبران” بعد انتهائها من ساعات عملها الرسمية، وبمجرد أن نشرت مقطع الفيديو على حسابها الشخصى على فيس بوك أصبح المتحرش الذى يسكن فى شارع “محمد الحبوب”، حديث الشباب على تويتر وفي سبوك.
ولم يكن ذلك هو الموقف الوحيد الذى تعرضت له منة ولكنها التقطت أيضًا مقطع فيديو لأحد الشباب والذى اتبع أسلوبا آخر فى معاكستها، حيث اقترب منها قائلًا “تعالى نشرب كوفى فى أون زا رن”، لتقف منة ولا تعرف كيف تتصرف وبم ترد عليه.
تسرد منة تفاصيل ذلك اليوم مندهشة: “أنا مش فاهمة إزاى أبقى واقفة فى الشارع وواحد يدى لنفسه الحق إنه يعزمنى على مشروب فى مكان، أو يفتكر إنه لما يقولى اركبى معايا العربية هركب”، مضيفة أنها نشرت مقاطع الفيديو حتى تعطى رسالة للفتيات بعدم الخوف وضرورة فضح المتحرشين فى كل مكان، مضيفة أنها لا تتعمد تصوير المتحرشين بشكل مستمر كما علق البعض، ولكنها صممت على فضحهم لشعورها بأنهم ينتهكون حريتها وحقها فى الوقوف فى الشارع دون الإحساس بالخوف.
وتلقت منة العديد من الرسائل من الشباب والفتيات الذين أشادوا بما فعلت، والكثيرات نصحوها بضرورة توخى الحذر؛ لأن هؤلاء الأشخاص بالتأكيد سيحاولون إيذاءها بعد فضيحتها لهم، وبالفعل تلقت منة تهديدات من صاحب “شارع محمد الحبوب”، وقام بسرقة حسابها الشخصى على فيس بوك وقامت باسترجاعه مرة ثانية، بالإضافة إلى مسحه لمقطع الفيديو، ولكن بعد أن تم انتشاره على أكثر من صفحة على فيس بوك.
وكعادة مواقع التواصل الاجتماعى راح الكثير من الشباب يتناولون تفاصيل مقاطع الفيديو التى صورتها منة بشكل ساخر وكوميدى مطلقين الكوميكس والنكات على الطريقة التى حاول بها هؤلاء الأشخاص فى المقاطع التحرش بمنة.