تحقيقات و تقاريرعاجل

حماس تبحث عن وسائل جديدة لفك عزلتها

رأت مجلة “إكونوميست” البريطانية أن الفلسطينيين في غزة ينوون إشعال انتفاضة أخرى في وجه الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة بعد خروج مسيرات عدة في القطاع، في ذكرى يوم الأرض في 30 مارس . 

وتلفت المجلة لما شهدته أجواء الضواحي الشرقية من مدينة غزة، حيث ضاقت سماؤها بطائرات مسيرة أطلقها الجيش الإسرائيلي، في 30 مارس لمراقبة عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين ساروا باتجاه الحدود، ولإسقاط قنابل مسيلة للدموع على من يقتربون بشدة من سياج يفصل بين إسرائيل والقطاع. 

تحد جديد
وتقول “إكونوميست” إن الفلسطينيين يدعون للخروج في “مسيرة العودة العظيمة”، كتحية لمنازل عاش فيها أجدادهم، عبر الحدود، قبل أن يهربوا أو يطردوا منها من إسرائيل الوليدة. وهم يعدون بأن يواصلوا مسيراتهم طوال ستة أسابيع، على الأقل.
وتشير المجلة إلى اعتبار إسرائيل لتلك المسيرات بمثابة “أعمال إرهابية”، تهدف لتخريب السياج الحدودي، وبأن حركة حماس دبرتها. ولكن منظمي المسيرة يقولون إنهم لا يمثلون أية حركة، وأنهم يتظاهرون احتجاجاً على وضعهم الدائم كلاجئين وضد الحصار المفروض عليهم منذ 2007، بعدما استولت على القطاع إثر فوزها في انتخابات جرت قبل عام.
تراجع القضية الفلسطينية
ونتيجة اضطرابات شهدها العالم العربي طوال السنوات السبع الأخيرة، تراجعت القضية الفلسطينية من سلم الأجندة الدولية. وتدعم اليوم إدارة الرئيس الأمريكي ترامب إسرائيل بقوة، وكان رد الفعل الدولي على عمليات قتل نفذها جنود إسرائيليون عند الحدود مع غزة، صامتاً نسبياً. وحتى أن عواصم عربية لم تصدر سوى تصريحات باهتة. 
تصميم
ولكن، برأي المجلة، يبدو الفلسطينيون مصممين على لفت أنظار العالم. وقد حددت مواعيد المسيرات بتواريخ رمزية. فقد تزامنت المسيرة الأولى مع احتفالهم بيوم الأرض، إحياء لذكرى احتجاج دموي تم في 1967. ومن المتوقع تنظيم عدد من المسيرات الأخرى، خلال الأسابيع المقبلة، وستتوج بمسيرة “يوم النكبة”، في 15 مايو، فيما تحتفل إسرائيل بالذكرى السبعين لإنشائها. وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، من أن” كل شخص يقترب من السياج يعرض حياته للخطر”.
اعتراف
وتنقل “إكونوميست” عن عصام حماد، أحد منظمي المسيرة، اعترافه بأنها سوف تنجح فقط في حال تمكنا من حشد فلسطينيين من مناطق أخرى، مع عرض قضية اللاجئين الفلسطينيين في وسائل إعلام دولية. وهو يدرك أن العالم لم يعد مهتماً بقضيتهم. ولكن غزة تمثل رصيد حماس الوحيد، ولذا هي تستخدمها في سعيها لتزعم القضية الفلسطينية، فضلاً عن استعراض تحديها لإسرائيل.
تعديل تكتيكات
ويعتقد محللون في الاستخبارات الإسرائيلية أن حماس عدلت من تكتيكاتها، إن لم يكن من إيديولوجيتها. فبعد عشر سنوات أمضتها الحركة في تعزيز قدرتها العسكرية، بآلاف الصواريخ، وشبكة من الأنفاق تستطيع مهاجمة إسرائيل من خلالها، يدرك اليوم قادة غزة أن أسلحتهم لم تعد فعالة. فقد تم اعتراض صواريخ أطلقت ضد إسرائيل بواسطة نظام دفاعي صاروخي يعرف باسم “القبة الحديد”. كما تقوم إسرائيل بتدمير الأنفاق بشكل روتيني.
وهكذا، تقول المجلة، تبحث اليوم حماس عن وسائل أخرى لفك عزلتها، عوضاً عن إشعال جولة أخرى من القتال، وتحميل الغزاويين للحركة مسؤولية معاناتهم.

زر الذهاب إلى الأعلى