نشرت صحيفة المصري اليوم مقالاص للكاتب حمدي رزق تحت عنوان ومتى يعتذر السَّفِلَةُ للبابا تواضروس؟ ، وفيما يلي نص المقال :
السَّفِلَةُ من الناس هم أَسافِلُهُمْ وأراذلهم وغوغاؤُهُمْ، والسَّفِلَةُ من الإخوان أساءوا إلى بابا الفاتيكان فرنسيس أثناء زيارته إلى مصر، فقررت «لندن» عقابهم على سفالاتهم، وهددتهم علانية الخارجية البريطانية.
جزعاً فزعاً هلوعاً هرع «إبراهيم منير» كبيرهم الذى علّمهم قلة الأدب إلى الاعتذار إلى مقام بابا الفاتيكان فى خطاب استرحام موجه إلى بوريس جونسون، وزير الخارجية البريطانية، الذى أشار اليهم بالإساءة التى يتنكرون لها.
نائب المرشد يطلب العفو والسماح، يبوس القدم ويبدى الندم على غلطة أَسافِلُ الإخوان فى حق بابا الفاتيكان، يحرر خطاب اعتذار أشبه بخطاب إذلال، خطاب يتعرق الأبى منه خجلاً، يطلب العفو والمغفرة من سيده الإنجليزى، ويتصدر نشرة الجزيرة بلا خجل، فعلا اللى اختشوا ماتوا عرايا.
الصفح والسماح يا ولى النعم، يتذلل إبراهيم منير، يمرّغ وجهه فى التراب تحت حذاء وزير خارجية بريطانيا، نصاً: «أتقدم إلى مقام البابا بالاعتذار عن أية إساءة صدرت من أحد يدعى أنه ينتسب إلى الجماعة».
شرّ ما فى رجل شحّ هالع وجبن خالع، والجُبْن سيد الأخلاق فى جماعة الإخوان، ومن جُبْن الإخوان استعطاف حكومة جلالة الملكة، هلعين مما ينتظرهم، يخشون من الحظر على الأراضى البريطانية بعد أن طال الحظر أذرعتهم الإرهابية وقص أجنحتهم العسكرية (حسم ولواء الثورة تم حظرهما) حكومة جلالة الملكة تتأهب لحظر الجماعة الأم على الاراضى البريطانية.
خطاب اعتذار مذل، استباقى، يستبق ما هو مقرر سلفاً، هناك من نصح ثعلب الإخوان البريطانى العجوز إبراهيم منير بتقديم الاعتذار بعد شهور من زيارة بابا الفاتيكان للقاهرة، كدنا أن ننسى الزيارة، ولكن الحكومة البريطانية لا تنسى الإساءة إذا كانت موجهة الى بابا الفاتيكان.
ما هو حادث الآن فى أروقة الحكومة البريطانية يخشاه الإخوان، وما يعتمل داخل مجلسى العموم واللوردات بشأن الحظر المقترح مخيف للجماعة التى استوطنت لندن وصارت لهم ملاذاً. تقبل حكومة الملكة الاعتذار أو لا تقبل هذا شأنهم، ولكن متى يعتذر سفلة الإخوان للبابا تواضروس الثانى بطريرك الكتيسة المصرية على إهاناتهم المستمرة كمجرور الصرف الصحى، متى يكتب الإخوان خطاب الاعتذار لقداسته، ما وجهه الإخوان لبابا الفاتيكان نقطة قذرة من بحر قاذوراتهم التى وجهوها للبابا تواضروس، ما يعتذرون عنه سطر قذر من كتاب قذر يقرأون منه كل صباح ما يسىء إلى بابا المصريين.
البابا تواضروس لا ينتظر منهم اعتذاراً، ولا يشرفه أن يعتذر السَّفِلَةُ من الإخوان، خوارج، قطعوا الحبل، لم يعد يرتجى منهم أملاً، ولو سولت لهم أنفسهم اعتذاراً، اعتذار الفجّار، واعتذار الفجّار مكيدة، وإذا اعتذروا أبد الدهر لن يغفر لهم الشعب المصرى جريمتهم فى حق الوطن، وحق الشعب، وحق أطفال مسجد الروضة وكنيسة البطرسية، دماؤهم تُغْرق وجوه الإخوان، فى رقبتهم إلى يوم الدين.
الاعتذار الإخوانى المتأخر لبابا الفاتيكان اعتراف بالسفالة واعتذار عنها، ولكن ما بين الإخوان والمصريين دم، لا يغسله اعتذار، ولا حتى تقديم الكفن فى سرادق، تاريخ الإخوان مع المصريين تاريخ من المؤامرات، ما بين المصريين والإخوان بحر من الكراهية، هم يربّون أطفالهم على كراهية كل ما هو مصرى والعلم المصرى والنشيد المصرى، والإمام المصرى والبابا المصرى.