عاجلغرائب وطرائف

حنة “منوفى ” اتكلفت 150 ألف جنيه والأوبن بوفيه 6 ساعات

سيل من الخيل تنزل من عربات نصف نقل فى حركات أوتوماتيكية تبهر الناظر لها بسرجها القطيفة ذى الألوان المبهجة من الأحمر والأزرق، والمرصعة بالاكسسوارات الذهبية التى تزيدها جمالًا ودلالًا، وأضواء ممتدة تخطفك بمجرد رؤيتها، وسيارات فارهة مصطفة على جانبى الطريق، لتقع فى حيرة كبيرة عما خلف هذا المشهد الجليل، إلا أنك إذا نظرت على يسارك فستجد شادر كبير مغمور بأضواء فضية، وراقصة تنبؤك بأنك أمام حنة أحد أبناء عائلة زيدان.

العائلة الأكبر فى قرية كفر البتانون بمحافظة المنوفية، والتى لها طقوسها الخاصة فيما يتعلق بليلة الحنة، فلا يمكن أن يمر ذلك اليوم مرور الكرام بل لابد من إبهار أهل القرية والقرى المجاورة بفرحة العريس ومشاركته ليلة الحنة.

وفى الشادر الكبير كان هناك عالم آخر مصنف إلى عدة جوانح الجناح الأكبر بها لاستعراض عروض الخيل، وتخصيص مكان محدد لها لينتظر كل حصان دوره فى حلبة الرقص، ويلتف من حولها أهل القرية على الترابيزات البيضاء فى شكل أشبه باللوحة الفنية، أما الترابيزات المخصصة لتقديم الطعام فهى بمثابة أوبن بوفيه عرض مستمر بداية من الساعة السابعة مساءً وحتى الواحدة منتصف الليل ليتناول الجميع ما يحلو لهم، وشيف بفريق عمله فى خدمتهم.

لتصبح أغنية ” إدلع يا عريس الليلة ليلتك، وعروستك إديها كل اللى حيلتك”، لسان حال أهل القرية فى تلك الليلة، فيدفع العريس الغالى والنفيس فى فرحة العمر التى تبدأ من ليلة الحنة، تلك الليلة المقدسة والتى لها هيبتها ولا يمكن التنازل عن إظهارها بشكل يرفع الرأس أمام أهل القرية والقرى المجاورة، دون النظر لما كلفه الأمر من أعباء مادية وبدنية قد تحتاج لـ ” تحويشة العمر”، للظهور بشكل مشرف.

ففى الوقت الذى لا تعترف به المدن وفى مقدمتها القاهرة بحنة العريس تتجاوز تكلفة حنة عريس فى إحدى قرى محافظة المنوفية 150 ألف جنيه، وتشارك ” اليوم السابع “، العريس فرحته لنرى سر دفعه ذلك المبلغ على ليلة واحدة قد لا يضعها البعض فى اعتباراته كما هو الحال فى القاهرة.

وتحدث الحاج السيد زيدان، والد العريس أحمد زيدان، ليكشف أهمية ليلة الحنة فى قريتهم، وتكاليفها وكم من الوقت استغرق إعدادها، ليقول ” عندنا الواحد ممن يقطع من قوت يومه ويستعد طول عمره عشان الليلة دى، وبعدين أحمد آخر العنقود وكان لازم له احتفال يليق بالعيلة بعد ما عملت لأخواته عمرو ومحمد ليالى تشرف، عشان كده الليلة دى اتكلفت 150 ألف جنيه غير المجاملات”.

ويواصل والد العريس حديثه، لولا المجاملات لتكلفت ليلة مثل هذه أموال كثيرة، فعلى سبيل المثال كل الخيل الذى أمامكم ما هو إلا مجاملات من مختلف أنحاء الجمهورية، بحيث يأتى هواة الخيل ويعدونها للرقص لتقدم فقرة راقصة فى الحنة على المزمار والطبل البلدى مجاملة لى، فهو واجب ومتبادل بيننا كهواة للخيل، وهذا الواجب مكلف جدًا فسرج الحصان وعدة تزيينه تتجاوز العشرة آلاف جنيه، وقيمة الخيل التى تحيى الحنة الليلة تقدر بثلاثة ملايين جنيه.

ويواصل والد العريس كلامه، ليسرد تكاليف الفرح قائلًا ” الـ 150 ألف جنيه ليس كثير على ما هو أمامكم فى الحنة اليوم، ولكن حب الناس وتعاونهم معى جعلها اقتصرت على تلك القيمة، فأجرة عمل يد الطباخ وفريق عمله تكلفت 15 ألف جنيه، أما الدبايح فبـ 70 ألف جنيه، هذا غير الأطعمة التى تم إعدادها، فأقل شىء لا يمكن أن يتصور أحد أن يكلف أموال كثيرة السكر، فالحنة استهلكت  100 كيلو سكر، أما الإضاءة فتجاوزت الـ 20 ألف جنيه، إضافة إلى استهلاك 18 اسطوانة غاز لطهى الطعام والظهور بصورة حسنة، وغيرها مصاريف كثيرة لفرحة آخر العنقود ” .

 

زر الذهاب إلى الأعلى