شهدت العاصمة ( باماكو ) مظاهرة ضخمة أمس بعد أن رفض ائتلاف معارض للرئيس ” أبو بكر كيتا ” تنازلات قدمها ” كيتا ” على أمل تسوية أزمة سياسية مستمرة منذ أشهر ،
واحتشد آلاف المتظاهرين في ساحة ( الاستقلال ) بالمدينة وهم يحملون لافتات ويرددون هتافات تطالب الرئيس بالتنحي في ثالث مظاهرة حاشدة في الأسابيع الماضية ..
من جانبه ألقى الرئيس ” كيتا ” خطاباً تليفزيونياً صباح اليوم أكد خلاله إنه يعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية وتغيير أعضاء المحكمة العليا وحل البرلمان ،
إذا لم يتسبب ذلك في أزمة جديدة ، وطالب بضرورة إجراء حوار مجتمعي مع المعارضة ،
كما أكد على إصلاح المحكمة الدستورية في محاولة لاسترضاء المتظاهرين ، بسبب نتائج انتخابات تشريعية في مارس الماضي عارضها عشرات المرشحين ..
من جانبهم قام بعض المتظاهرين بتطويق طرق وحرقوا إطارات في العاصمة ( باماكو ) .
مراحل تطور الأزمة وخلفيتها
- شهدت مالي حالة من عدم الاستقرار ( الأمني / السياسي ) عقب الإعلان عن فوز الرئيس ” بوبكر كيتا ” بالإنتخابات الرئاسية
- وتنصيبه رئيساً للبلاد لولاية جديدة مدتها (5) سنوات خلال شهر أغسطس 2018 ،
- والتي حصل فيها الرئيس ” كيتا ” على نسبة (67.17 %) من الأصوات مقابل (32.83%) لزعيم المعارضة ” سومايلا سيسيه ” ..
- وشهدت العاصمة ( باماكو ) حينها احتجاجات كبيرة وأعمال عنف قام بها مناصرو زعيم المعارضة ” سومايلا سيسيه ” ،
- اعتراضاً على تنصيب ” كيتا ” رئساً للبلاد ،
- معتبرين أن نتائج الانتخابات التي أسفرت عن إعادة انتخابه لم تكن نزيهة ،
- وأن عمليات تزوير واسعة تمت لصالحه ، واصفين النتائج بأنها غير قانونية ..
- ومن جانبها قامت قوات الأمن بأستخدام القنابل المسيلة للدموع لتفريق المشاركين في المظاهرة
- التي أشارت السلطات أنه تم رفض ترخيصها نظراً للاستعداد للاحتفال بذكرى عيد الاستقلال الوطني في البلاد ،
- فيما قام المحتجون بإضرام النار والاشتباك مع وحدات مكافحة الشغب .
- تصاعدت حدة الأزمة على خلفية نتائج الانتخابات التشريعية التي تم الإعلان عنها في مارس 2020 ،
- والتي أظهرت فوز ( التجمع من أجل مالي – الحزب الرئاسي – ) بـ(51) من أصل (147) مقعد في البرلمان ،
- حيث يرى المتظاهرون أن الحزب الرئاسي عومل بتحيز على حساب باقي الأحزاب ،
- بمنحه (8) مقاعد إضافية خلال جلسات المحكمة الدستورية ،
- إثر طعون اعتبرها المحتجون عارية عن الصحة ، وبهذا الرصيد يكون الحزب الرئاسي قد فاز بالانتخابات ،
- دون حصوله على أغلبية مطلقة ، إضافة إلى تزايد أعمال العنف من جانب متشددين ، وتفاقم الأزمة الاقتصادية ،
- وخرجت مظاهرات حاشدة أيضاً تطالب باستقالة الرئيس ” أبو بكر كيتا ” .
- وفي تطور للأحداث احتشد يوم (5 ) يونيو الماضي عشرات الآلاف من المتظاهرين في ساحة الاستقلال في باماكو عاصمة مالي ،
- استجابةً لدعوات التظاهر التي أطلقها تحالف يجمع بين القوى السياسية والدينية والمجتمع المدني ،
- وعلى رأس هذا التحالف تأتي دعوة رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في مالي سابقًا
- ( تنسيق الحركات والجمعيات والمتعاطفين مع الإمام محمود ديكو ) ،
- والذي يعد من أهم الزعامات الدينية والسياسية في البلاد ، وقد احتشد المتظاهرون
- ساحة الاستقلال والشوارع المحيطة بها ، للمطالبة باستقالة الرئيس ” كيتا ” ،
- وإسقاط نظامه الحاكم الذي فشل في إدارة الأزمات المتعددة الأبعاد في البلاد منذ وصوله إلى سُدة الحكم في عام 2013 حتى الآن ..
- جدير بالذكر أن هذه الأزمة أحدثت قلقاً كبيراً لدى دول الجوار والقوى العالمية ، خوفاً من زيادة الاضطرابات في البلاد .