منذ شهر بالتمام والكمال رحلت «نعيمة» آخر فيلة حديثة حيوان الجيزة، معها ثارت مشاعر العامة فور سماع تفاصيل وفاتها، كما نشر البعض ذكرياتهم معها، خاصةً وأن الجمهور ظل يشاهدها على مدار 36 عامًا.
وفي أعقاب رحيل «نعيمة»، أكد الدكتور محمد رجائي، رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان على ضرورة استقدام فيل جديد، إلى أن ظهرت مؤخرًا أنباء تفيد بقدوم واحد من الصين.
وللوقوف على تفاصيل آخر المستجدات، نفى الدكتور محمد رجائي كل ما أُثير عن استرداد فيل من الصين، منوهًا إلى أن هذه الإجراءات تتم مع دولة زيمباوبي لاستقدام نوع إفريقي جديد.
ويضيف «رجائي» أن الإدارة المركزية راسلت الجانب الزيمبابوي، وحتى الآن لا تزال في انتظار الرد، وعن آلية العمل في مثل هذه الحالات يشرح: «لدينا وحدة معلومات تتواصل مع حدائق حيوان عالمية ومحلية، ونخبر الطرف الآخر بأن لدينا زيادة في فصيلة بعينها ونحتاج لصنف آخر، هو جهد كبير نبذله في سبيل الحصول على عرض مع الجانب المقابل».
ويردف «رجائي»: «في حال التواصل مع دولة أخرى نستعرض متطلباتنا ونرصد الحيوانات التي يريدونها، ومن ثم نتشاور مع مجلس إدارة الهيئة العامة للخدمات البيطرية، والتي بدورها تبعثها إلى السيد وزير الزراعة للتصديق عليها، واتخاذ الإجراءات اللازمة».
من هذه النقطة، يبدأ المعنيون بالتفاوض في اتخاذ الإجراءات اللازمة مع الدولة الأخرى، على أن يتحملوا مصروفات النقل كافة، ومن ثم نستلم الحيوانات التي نحتجناها منهم، في مقابل الحصول على ما يحتاجونه من حدائقنا.
وعن سياسة تبادل الحيوانات وكيفية تطبيقها، يشير «رجائي» أن هذا يحدث بعد تنفيذ خطة إكثار للحيوانات (أي زيادة تكاثرها)، حتى أصبح هناك ارتفاع في أعداد بعض الحيوانات، ومنها يُمكن استغلالهم في تدبير أنواع أخرى نحتاجها.
ولجأ المعنيون إلى هذه الخطة نتيجة عدم وجود بند مالي في وزارة المالية ينص على شراء حيوانات منذ 7 أعوام، ما جعل مسؤولي الإدارة المركزية يفكرون «خارج الصندوق» حسب تعبير «رجائي».
وعدد «رجائي» الحيوانات التي تمتلكها حديقة الحيوان بكثرة، كما أنهم زائدين عن حاجتها، وهم فرس النهر (سيد قشطة)، والبجع، وهما مطلوبان في الخارج بكثرة، والبابون، والكبش العربي، وأنواع من الطيور.
يكشف «رجائي» أن الإدارة تواصلت مع جنوب إفريقيا للحصول على زرافة وحمار وحشي، أما بالنسبة للصين فما حدث هو تبادل الحيوانات معها، وحصلنا منهم على 4 من سبع البحر بواقع 2 لحديقة حيوان الجيزة و2 لحديقة حيوان الإسكندرية، مقابل حصولهم على فرس النهر.
سبق وأن كشف «رجائي» بأن فكرة استقدام فيل جديد هي مسؤولية دولة واتفاقيات يخضع لها الحيوان، فلابد من التنسيق مع السفارات: «هناك اتفاقية (سايتس) التابعة للأمم المتحدة ووقعت عليها مصر، وبموجبها تنظم الاتجار في الحيوانات المهددة بالانقراض، والفيل على رأس هذه الاتفاقية، أي ممنوع الاتجار فيها، والاستثناء الوحيد هو بغرض وضعها في حديقة الحيوان، وهناك نقاشات لشطب هذا البند».
كما أوضح: «هناك دول مسموح لها أن تصدر الفيلة منها زيمبابوي، ودول أخرى تعتبر موطنًا لهذا الحيوان لكن غير مسموح لها بالتصدير، لأن أعدادهم في تناقص كبير بسبب الصيد الجائر، فلابد أن يكون التنسيق على أعلى مستوى، عشان نجيب ذكر وأنثى، ونفس الحال بالنسبة لحديقة حيوان الإسكندرية».