قام الرئيس ” أردوجان ” بزيارة يوم (29) سبتمبر الجاري لمدينة سوتشي الروسية ، التقى خلالها بنظيره الروسي ” بوتين “ ، استغرقت يوماً واحداً ، حيث كان في استقباله كل من ( نائب والي منطقة كراسنودار ألكسندر روبيل / رئيس بلدية سوتشي أليكسي كوبايغورودسكي / مدير دائرة المراسم الرسمية بالخارجية الروسية إيجور بوجداشيف ) ، إضافة إلى سفير تركيا لدى موسكو ” محمد صامصر ” وقنصلها في نوفوروسيسك ” فرات بايار “ ، تم خلالها بحث
( الأوضاع في مدينة إدلب السورية / الملف الليبي / الوضع في أفغانستان / العلاقات الاقتصادية ) .. وعلى الرغم من إعلان الرئيسين ( بوتين / أردوجان ) – في ختام اللقاء – أن اللقاء كان مفيداً وبناءً ، إلا أن القمة انتهت دون عقد مؤتمر صحفي مشترك ودون الكشف عن تفاصيل كبيرة عن المناقشات التي تمت خلال اللقاء ، وهم ما تم تفسيره بأن الزيارة لم تأتي بثمارها .
جاءت الزيارة في الوقت الذي يشهد فيه الوضع الأمني في مدية إدلب السورية هجوماً مكثفاً من جانب القوات ( السورية / الروسية ) خلال الأسابيع الماضية التي تستهدف التنظيمات الإرهابية المدعومة من تركيا ، والتي أسفرت عن مقتل عدد كبير من عناصر هذه التنظيمات ، حيث ناقش ( بوتين / أردوجان ) الوضع الأمني في إدلب والتزام الجانبين باتفاقية خفض التصعيد الموقعة بين
( تركيا / روسيا ) .
في السياق ذاته ، استبعدت مصادر دبلوماسية تركية حدوث تصعيد عسكري في شمال غرب سوريا ، أو وقوع صدام بين القوات التركية وقوات النظام السوري في إدلب ، مشددة على أن هدف تركيا هو الالتزام بالاتفاقيات والتفاهمات مع ( الولايات المتحدة / روسيا ) في شمال غرب وشمال شرق سوريا ومنع موجة نزوح جديدة من إدلب إلى أراضيها ، وتوقعت المصادر أن يؤدي لقاء سوتشي إلى تهدئة الوضع في إدلب ، واعتبرت المصادر أن التحركات التركية الأخيرة وتعزيز ونشر مزيد من القوات في مناطق التماس بين قوات النظام والمعارضة في إدلب ، تستهدف منع تقدم قوات النظام وحدوث مواجهة واسعة ستؤدي حتماً إلى موجة نزوح ضخمة إلى تركيا لن تكون على استعداد لاستقبالها ، حيث عززت القوات التركية نقاطها المتقدمة على محاور القتال بنشر (37) دبابة ومدرعة ، كما رفعت عدد عناصرها المتواجدين على محاور القتال إلى الضعف بعد إدخالهم من النقاط الخلفية ، كما سعت القوات التركية خلال الفترة الماضية إلى إخلاء جميع النقاط الداخلية من محافظة إدلب ووضعها على محاور القتال والنقاط الرئيسية من خلفها في ريفي إدلب الجنوبي وحلب الغربي .
تأتي هذه الزيارة استكمالاً لعدة زيارات قام بها الرئيس ” أردوجان ” إلى روسيا خلال الأعوام الماضية ، حيث يُعد هذا اللقاء الأول من نوعه بين الرئيسين منذ عام ونصف ، كما يشار إلى أن العلاقات بين ( تركيا / روسيا ) تتطور بشكل سريع ، حيث ظهر ذلك من خلال تكثيف الزيارات بين البلدين خاصة على مستوى الرؤساء ، وأيضاً من خلال توقيع عدد كبير من الاتفاقيات على الصعيد ( السياسي / العسكري / الاقتصادي ) .
(( الوفد المرافق ))
شمل الوفد المرافق كل من ( رئيس جهاز الاستخبارات التركية هاكان فيدان / رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية فخر الدين ألطون / المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم قالن )