قال الشيخ خالد الجندى، الداعية الإسلامى، إن المصريين فى الخارج يحرصون على قضاء شهر رمضان فى مصر، نظراً لطبيعة المصريين مسلمين ومسيحيين، فى أداء طقوسهم وشعائرهم الدينية التى تعتبر محل إعجاب من الجميع، وتابع “الاحتفال بشهر رمضان فى مصر لا نظير له فى العالم”، موضحاً أن الإجراءات التى تتبعها الدولة فى إذاعة القرآن الكريم بالمساجد تقطع الطريق على أعداء الوطن.
وأضاف “الجندى”، خلال اتصال هاتفى ببرنامج “التاسعة”، الذى يقدمه الإعلامى وائل الإبراشى، عبر القناة الأولى المصرية، أن جماعات الشر تشيع أن الدولة المصرية تحارب الإسلام، وتابع: “يريدون تخريب مصر وتهديد أمنها المجتمعى من وراء إطلاق هذه الشائعات”، مشيراً إلى أن الإجراءات التى تتبعها وزارة الأوقاف جيدة وتضمن عدم الفوضى، وتحافظ على صحة المصريين.
وتابع “الجندى” “القرآن الكريم هو حياة المصريين والدماء التى تجرى فى عروقهم، وفى ظل الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا ومطالب المصريين بإذاعة القرآن فى المساجد، استجابت وزارة الأوقاف لذلك ووضعت الضوابط الصحيحة التى تضمن الحفاظ على صحة المواطنين.
وكان الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف قد أكد أن القرآن الكريم هو كتاب الكمال والجمال، حيث يقول الله تعالى “إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِى لِلَّتِى هِى أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا”، ومن الهداية التى هى أقوم: “السراح الجميل”، حيث يقول الحق سبحانه: “وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا”، وهو الذى لا ظلم للمرأة معه، ولا هضم لحقوقها فيه، ويقول جل وعلا: “فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ”، فينبغى على كلا الزوجين أن يتذكرا ما كان بينهما من فضل ومن حياة ؛ تستدعى حفظ العهد لا الانتقام ولا التشفى ولا العضل ، يقول سبحانه وتعالى: “وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ”، ولو طبقنا هذه القيم بين الزوجين ما وجدنا هذا الكم الهائل من القضايا والمشاكل الأسرية.
كما بين جمعة، خلال برنامج “فى رحاب القرآن الكريم”، على القناة الفضائية المصرية وقناة النيل الثقافية وقناة نايل لايف، أن القرآن الكريم تحدث عن “الدفع الجميل” وهو مقابلة السيئة بالحسنة ، وليس مقابلتها بالسيئة ، يقول تعالى: “وَلَا تَسْتَوِى الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِى هِى أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِى حَمِيمٌ ” ، فمنزلة الصفح والعفو منزلة عظيمة وعالية ، يقول سبحانه: “وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيم”، ورمضان شهر الصفح ، وشهر العفو ، وشهر الرحمة ، وشهر المغفرة ، فليرحم بعضنا بعضا ، وليعفُ بعضنا عن بعض ، يقول الحق سبحانه فى وصف عباد الرحمن : ” وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ” ، وهذا الأدب العالى نتعلمه من خلال الصيام ومدرسته ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ، فإن ساببه أحد أو شاتمه فليقل : إنى امرؤ صائم ، إنى امرؤ صائم ” ، وفى تعبير النبى (صلى الله عليه وسلم ) بقوله : “ساببه ، أو شاتمه” بصيغة المفاعلة أى حاول أن يخرجه عن صيامه ، وعن أخلاقه ، وعن كريم معدنه إلى المساببة والمشاتمة فليتمسك بأخلاق الصائمين ، وقيم الإسلام ، وليقل : “إنى صائم”، وقال النبى (صلى الله عليه وسلم) : ” الصوم جنة ” أى وقاية من غضب الله تعالى يوم القيامة ، ووقاية من سوء الأخلاق فى الدنيا ، فالصيام يوسع الأخلاق لا يضيقها.
كما أبرز جمعة، أن حديث القرآن الكريم عن “القول الجميل”، حيث عام ٌحيث يقول الحق سبحانه و تعالى : ” وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ” أى لكل الناس، سواء أكانوا مسلمين أم غير مسلمين ، موحدين أم غير موحدين ، بل طالب القرآن الكريم أن يقول الإنسان ما هو أحسن لا ما هو حسن وفقط ، يقول تعالى : ” وَقُل لِّعِبَادِى يَقُولُوا الَّتِى هِى أَحْسَنُ ” ، كما جعل القرآن الكريم الكلمة الطيبة من صفات المؤمنين ، يقول جل وعلا : ” وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ” ، قال كثير من أهل العلم ومن المفسرين : الكلمة الطيبة للرجل الطيب وللمرأة الطيبة ، فالطيب من الكلام للطيب من الناس ، فالطيب لا يقول إلا طيبا ، وهذا فضل من الله تعالى ومنة ، يقول تعالى : ” وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ ” ،وقد كان الصحابة (رضوان الله عليهم ) دائما ما يتخيرون الألفاظ والكلمات الطيبة ، حيث مر سيدنا عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) على قوم يوقدون النار بالليل ، فقال : ” السلام عليكم يا أهل الضوء ” ، ولم ينادهم (رضى الله عنه) بأهل النار ، كما أمر الإسلام من خلال الكلمة الطيبة بالصلح بين الناس ، يقول تعالى : ” لَّا خَيْرَ فِى كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا” .
كما بين وزير الأوقاف، أن القرآن الكريم كما تحدث عن الصفح الجميل ، والصبر الجميل ، والدفع الجميل ، والقول الجميل ؛ تحدث عن “اللباس الجميل” ، حيث يقول تبارك وتعالى : ” وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ” ، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم ) : ” إِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ “، فالعبرة بالتقوى والجوهر وليس بالشكل والمظهر ، ولما مر رجل من فقراء المسلمين على النبى ( صلى الله عليه وسلم ) يومًا فقال النبى ( صلى الله عليه وسلم ) لأصحابه :” ( ما تقولون فى هذا ؟ ) ، فقالوا : رجل من فقراء المسلمين ، هذا والله حرى إن خطب ألا يزوج ، وإن شفع ألا يشفع ، ثم مر رجل آخر من الأشراف ، فقال ( صلى الله عليه وسلم ) : ( ما تقولون فى هذا ؟ ) ، قالوا: رجل من أشراف القوم ، هذا والله حرى إن خطب أن ينكح ، وإن شفع أن يشفع ، فأشار النبى (صلى الله عليه وسلم ) على الرجل الفقير الأول فقال : ( والله هذا خير من ملء الأرض من مثل هذا )” ، ويقول (صلى الله عليه وسلم) : “رب أشعث أغبر ذى طمرين لا يؤبه له ، لو أقسم على الله لأبره”.