أجرت وكالة أسوشيتد برس حواراً مع المحامي الحقوقي ” خالد علي ” أوضح خلاله أنه يفكر في الترشح لخوض انتخابات الرئاسة العام المقبل ، مشيراً إلى أن الأجواء في مصر ربما تكون مؤدية للتغيير في ظل الطاقة الجديدة التي نتجت عن إصدار محكمة مصرية حكماً بمصرية جزيرتين ( تيران / صنافير ) ، والاستياء من الإصلاحات التي قدمها الرئيس ” السيسي ” التي تهدف إلى إنقاذ الاقتصاد المتردي ولكنها أضرت المصريين بشدة بسبب ارتفاع الأسعار ، وفيما يلي نص الحوار:–
ذكرت الوكالة أن قرار المحكمة المصرية الأخير الخاص بمصرية جزيرتي ( تيران / صنافير ) جعل المحامي الحقوقي ” خالد علي ” متصدراً المشهد ، موضحة أن ” علي ” كان لاعباً رئيسياً في ثورة يناير عام 2011 ولم يكن معروفاً إلا داخل وسطه اليساري عندما ترشح للرئاسة عام 2012 ، مضيفة أن الدعوى القضائية التي رفعها ” علي ” وغيره من المحامين الآخرين نجحت في عرقلة خطة الحكومة الخاصة بتسليم جزيرتين بالبحر الأحمر للسعودية ، مشيرة إلى أن قرار المحكمة بمصرية الجزيرتين كان بمثابة انتكاسة مفاجئة للرئيس ” السيسي ” ، ولكن هذا الحكم أظهر ” على ” بالمدافع عن سيادة الدولة من بين العديد ممن عارضوا اتفاقية تسليم الجزيرتين للسعودية.
أوضحت الوكالة أن ” خالد علي ” يفكر الآن في الترشح مرة أخرى لخوض انتخابات الرئاسة العام المقبل لتحدي ” السيسي “ – الجنرال السابق الذي تولى السلطة بأغلبية ساحقة عام 2014 – ، مشيرة إلى أن فرصة ترشح ” علي ” ستكون أمراً شاقاً ولكن ينظر لها ” علي ” على أنها وسيلة لبث الحياة في القوى الثورية واليسارية والموالية للديمقراطية بعد سنوات من الهزيمة والفوضى في ظل الحملة القمعية لـ ( النظام ).
أجرت الوكالة حواراً مع ” خالد علي ” وتمثلت أبرز النقاط في الآتي:
- ذكر “خالد علي” أنه بالطبع مرشح محتمل للرئاسة ولكن حتى الآن لم يتخذ القرار النهائي بعد في هذا الموضوع.
- أوضح أنه يُجرى عقد مشاورات بين القوى الديمقراطية والاجتماعية ( أولئك الذين كانوا وراء ثورة يناير والموالين لهم ) لتشكيل جبهة مشتركة والتفكير إما في الدفع بمرشح لخوض الانتخابات أو مقاطعتها.
- أشار “علي” إلى أن قلقه الرئيسي يتمثل في البيئة القانونية والدستورية التي سيُجرى خلالها الانتخابات والمقرر إجرائها في صيف عام 2018.
- كما أضاف أن الأجواء ربما تكون مؤدية للتغيير ، مشيراً إلى الطاقة الجديدة التي نتجت عن انتصار المحكمة في موضوع الجزيرتين والاستياء من الإصلاحات التي قدمها ” السيسي ” التي تهدف إلى إنقاذ الاقتصاد المتردي ولكنها أضرت المصريين بشدة بسبب ارتفاع الأسعار.
- كما قال “علي” أمامنا الان (18) شهراً يتعين علينا أن نعمل سوياً ونعيد تنظيم قواعدنا ونستعد للمعركة – في الإشارة إلى الانتخابات الرئاسية – التي أعتقد أنها ستكون مهمة بغض النظر عن نتائجها.
- كما أوضح أنه يتعين على الحركات الديمقراطية والاجتماعية العمل بجدية لإصلاح علاقتهم بالشارع المصري ، وعليهم تقديم أنفسهم على أنهم الخيار الأفضل وستكون الانتخابات المقبلة علامة بارزة في هذا الاتجاه.
- أشار “خالد علي” إلى أن الثوريين هم من فازوا في قضية ( تيران / صنافير ) التي تُعد مفترق طرق في السياسة المصرية ، موضحاً أن هذه القضية وضعت النقيضين أمام المصريين – بين الذين يريدون التخلي عن ملكية الجزيرتين متمثلين في النظام ، وبين الذين يدافعون عن هذه الملكية في المحكمة متمثلين في شباب الثورة – .
- أوضح أن الشباب المصري يحاولون تقديم أنفسهم كبديل ومساراً للديمقراطية الحقيقية ، مضيفاً ” نحن نبحث عن أمة يكون فيها الحوار أحد أدوات التنافس السياسي وليس السجن والسلاح والعنف والطغيان “.
ذكرت الوكالة أن السياسة المصرية قد شهدت حالة من الركود منذ وصول ” السيسي ” للسلطة ، فالأحزاب السياسية ضعيفة ، ويسيطر على البرلمان أغلبية ساحقة من الموالين لـ ” السيسي ” ، وبالكاد ما يوجد أي شخصية معارضة بارزة ، مضيفة أن جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من الإسلاميين تم سحقهم بقوة ومنعهم من المشاركة السياسية ، موضحة أن الثوار لديهم القليل من الاهتمام للعمل مع بقايا الإخوان.
أشارت الوكالة إلى أن الرئيس ” السيسي ” لم يُعلن بعد ترشحه بشكل رسمي لخوض الانتخابات الرئاسية ، ولكن من المرجح أن يسعى للحصول على فترة ولاية ثانية لمدة (4) سنوات في منصبه عام 2018 ، موضحة أنه بالرغم من ظهور علامات استياء ، إلا أن ” السيسي ” يتمتع بدعم شعبي كبير ، فقد قام بتنفيذ عدد من المشروعات العملاقة ، فضلاً عن انه يُنظر له من قبل البعض على أنه ( منقذ ) للبلاد من الإسلاميين ، وهو القوة الوحيدة التي تستطيع تحقيق الاستقرار ، مضيفة أنه في حال خوضه الانتخابات المقبلة ، من المحتمل أن يتلقى ” السيسي ” دعم مؤسسات الدولة والإعلام.