قال الدكتور هانى سويلم، الخبير الدولى فى إدارة المياه والتنمية المستدامة بجامعه أخن الألمانية، إنه لا جدال فى أن مصر تعانى من الفقر المائى، وأن العجز يفوق ثلث كمية المياه المتاحة، موضحا أن الخروج من الأزمة المائية، أو الحفاظ على حصة الفرد منها على أقل تقدير، فى ظل التزايد المستمر فى تعداد السكان، أمر لن يتحقق عن طريق الحل الأحادى.
وأضاف “سويلم”، فى تصريحات صحفية، اليوم الاثنين، أنه لا بد من دراسة أفكار زيادة حصة مصر عن طريق زيادة إيراد نهر النيل بعدة طرق، وبالتعاون مع الأشقاء فى دول حوض النيل، واتباعا لمبدأ الشراكة والخير للجميع، لا بد من أن يتم ذلك فى أسرع وقت، لأن مشكلة المياه ليست من نوع المشكلات التى يمكن حلها في آخر لحظة.
وأوضح خبير إدارة المياه الدولى، أن أى اقتراح لزيادة الموارد المائية وإيرادات النهر سيحتاج سنوات من البحث والدراسة والمفاوضات السياسية، وصولا إلى مرحلة التنفيذ، ولا بد من أن نتذكر دائما أن حصة مصر الحالية حوالى 3% فقط من الأمطار التى تسقط على حوض نهر النيل، التى تصل إلى 2000 مليار متر مكعب، أى أن هناك كثيرا من المياه المهدرة، وتوجيه جزء من هذه الكميات لمجرى النهر يمكن أن يحقق الخير للجميع.
وأكد الدكتور هانى سويلم، أن هناك عددا من المحاور التى يجب اتباعها لتحقيق الأمن المائى لمصر، أبرزها ترشيد استهلاك المياه فى الزراعة والرى، وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعى والصحى المعالج، والبحث عن موارد مائية جديدة تعتمد على البحث العلمى، موضحا أن ترشيد استخدام المياه، خاصة فى مجال الزراعة والرى، لا يعنى فقط استخدام طرق الرى الموفرة للمياه، ولكن استخدام سلالات وبذور أقل استهلاكا للمياه، متابعا: “التحكم فى التركيب المحصولى لا يكون بالقوة والإجبار، ولكن بتحفيز الفلاح على زراعة محاصيل موفرة للمياه، عبر دعمه فنيا وماديا لجعل المحاصيل المستهدفة أكثر إنتاجية وربحية”، مشيرا إلى أن هناك عددا من الطرق والأفكار لترشيد الاستهلاك.
وشدد “سويلم”، على أن من المهم المقارنة دائما بين طرق الترشيد عبر حساب إنتاجية كل متر مكعب من المياه، سواء من ناحية إنتاجية المحصول (يالكيلو جرام لكل متر مكعب من المياه)، أو العائد الاقتصادى للمحصول (بالجنيه لكل متر مكعب مياه)، مشيرا إلى أهمية إعادة استخدام مياه الصرف الزراعى والصحى بعد معالجتها للمستوى الصحى والبيئى المطلوب.
واستطرد خبير المياه الدولى فى تصريحه، قائلا: “لا بد من إدراك أن قطرة مياه الصرف هى قطرة مياه، لها نفس الأهمية كالمياه العذبة، وعلينا أيضا إدراك أنه لا يجوز للدول التى تعانى فقرا مائيا التفكير فى تحويل المياه لوقود سيارات بدلا من تحويله لغذاء، من خلال استخدام المياه لزراعة نباتات أو محاصيل بغرض إنتاج الوقود الحيوى، وهو ما تتجنبه مصر فعليا، وعلينا الاهتمام بمعالجة مياه الصرف بشكل متكامل لاستخدامات الرى، واستخدام مخلفات المعالجة لأغراض التسميد وتوليد الغاز بشكل آمن وصديق للبيئة”.