تترقب دول البحر الأحمر، كارثة بيئية تنذر بتدمير الحياة البحرية، تتمثل في تسرب بترولي خطير من “خزان صافر ” النفطي العملاق، الواقع داخل الحدود البحرية اليمنية، ويسيطر عليه جماعة الحوثي.
هذه الكارثة وصفها وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي، يوم الأربعاء، بأنها قنبلة موقوتة تهدد المنطقة والعالم بكارثة بيئية خطيرة، مفسرا أن التسرب نتج بسبب منع مليشيات جماعة الحوثي صيانة وتفريغ الخزان النفطي منذ عام 2015.
#صافر لم تخضع لأي صيانة منذ خمس سنوات بسبب سيطرة الحوثيين وتعنتهم وكما في الصور الموضحة ترون صدأ الحديد وانتهاءه وعدم صيانة الخزان سيؤدي الى انفجار وكارثة بيئية عالمية ندعو الأمم المتحدة بسرعة ارغام الحوثيين على تسليم الخزان لقيادة الشرعيةللعمل بواجبها.
* أين يقع خزان صافر النفطي؟
يقع خزان صافر النفطي أو “سفينة صافر” العملاقة، في ميناء رأس عيسى، بمحافظة الحديدة باليمن، وهي يابانية الصنع وكانت مخصصة لنقل البترول الخام اليمني، أما الآن فتقع في قبضة الحوثيين الذي رفضوا في وقت سابق وصول بعثات أممية لصيانتها؛ ما أدى لحدوث تآكل في أحد الأنابيب؛ ومن ثم تسرب النفط الخام الى مياه البحر الأحمر، ووقوع كارثة بيئية قد تستمر آثارها لـ 30 عام، حسبما أوضحته فضائية “العربية الحدث”، يوم الأربعاء.
تحمل السفينة المهجورة مليون و140 ألف برميل من النفط الخام، ومنذ اجتياح المليشيات الانقلابية لمدينة رأس العين، على البحر الأحمر، لم تحصل على أي صيانة دورية، وتحديدا منذ أواخر العام 2014.
* ما الدول التي ستتأثر بالكارثة المحتملة؟
قالت فضائية العربية في تقريرها إنه من بين الدول التي ستتأثر بالكارثة في حال استمرارها، هي اليمن والسعودية وإريتريا والسودان.
* لماذا ينذر الخزان بكارثة دولية؟
تتخوف الحكومة اليمنية والأمم المتحدة من بدء تسرب النفط الخام المتواجد بالخزان، الى مياه البحر الأحمر، بما يبلغ مليون و100 ألف برميل؛ ما يتسبب في كارثة بيئية غير مسبوقة.
وأكد أمين عام الهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن، الدكتور زياد أبو غرارة، أنه في حال حدوث تسرب أو غرق للخزان قبالة سواحل محافظة الحديدة، فستوجد خطورة كارثية محدقة وضرر غير مسبوق على الجوانب الإنسانية والبيئية والاقتصادية.
وعبر قائلا: “ذلك سيتسبب في انقراض أنواع بحرية لا توجد إلا في البحر الأحمر، مما يعني فقدانها إلى الأبد كجزء مهم من التراث الطبيعي الحي والثروة الجينية الهامة للعالم بالإضافة إلى التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الأخرى”.
الى ذلك أكدت مصادر حكومية يمنية لـ”العين الإخبارية”، أن هيكل الناقلة والذي يحتوي على أكثر من مليون برميل من النفط الخام، بدأ يتعرض للتآكل، وهو ما يهدد بكارثة نفطية غير مسبوقة.
وأفادت فضائية العربية الى أن آلاف الصيادين في اليمن سيفقدون مهنتهم في حل وقعت الكارثة الكبرى، بالإضافة لاختناق أعداد هائلة من الشعاب المرجانية في قاع البحر الأحمر نتيجة تسرب البقع الزيتية.
* ما سر تمسك الحوثيين بالناقلة؟
لفت الحضرمي إلى أن المليشيات الحوثية قابلت طلب الحكومة اليمنية لتنفيذ الصيانة منذ سنوات بالتعنت والرفض في محاولة لاختطاف الخزان لتحقيق مكاسب سياسية.
فيما ذكرت “العين” الإخبارية، أن جماعة الحوثي استخدمت الخزان للضغط على الدولة لبيعه لصالحها فقط بما يزيد على 50 مليون دولار، من أجل الحصول على تمويلات جديدة لنزاعاتها.
* على طاولة مجلس الأمن
بعد مرور 11 يوما من مطالبة الحكومة اليمنية تدخل مجلس الأمن لحل أزمة الخزان الممتدة لسنوات، قرر المجلس طرحها على طاولة البحث، يوم الأربعاء، مع مطالبة الحكومة اليمنية بضرورة اتخاذه قرارات حازمة إزاء استمرار تلاعب الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران ومراوغتها دون اتخاذ معالجات حقيقية تنهي مخاطر تسرب أو غرق أو انفجار الناقلة، بما يمثل تهديدا كارثيا على اليمن ودول الإقليم والعالم أجمع.
وعلى الرغم من موافقة جماعة الحوثي على السماح لفريق أممي للوصول إلى الخزان لمنع وقوع الكارثة، إلا أن الحكومة اليمنية وصفت تلك الخطوة بالمراوغة السياسية المعتادة والدعاية الإعلامية بسبب الضغط الدولي وجلسة مجلس الأمن حول القضية، حسبما قاله وزير الخارجية اليمني.