استضافت دار أوبرا بكين اليوم الاثنين، المؤتمر الصحفى الخاص بالعام الثقافى المصرى الصينى 2016، وذلك بحضور السفير مجدى عامر سفير مصر لدى الصين، ولو يان فى رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة الصينية.
وقال السفير مجدى عامر- فى كلمته أثناء المؤتمر- إن حضارة نهر اليانجتسى والنهر الأصفر الصينية ونهر النيل تمثل مهد الحضارة الإنسانية، مضيفا أنه منذ أكثر من 2000 عام تحقق اللقاء بين الدولتين عبر أقدم ممر للحضارة عرفه التاريخ وهو طريق الحرير الذى لم يكن مسارا للقوافل التجارية ولتبادل السلع والبضائع فحسب، بل كان كذلك شريانا يحمل الخير والنماء على طول مساره.
وأوضح مجدى عامر أن مصر كانت أول دولة عربية وأفريقية تعترف بالصين الجديدة وتقيم العلاقات الدبلوماسية الكاملة معها منذ 60عاما، مشيرا إلى أن الصداقة تعمقت بين شعبى البلدين على مدى العقود الستة من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وعبر التشابه التاريخى والمصالح والأهداف المشتركة.
وأشاد السفير المصرى بالتطور المطرد والقوى للعلاقات بين البلدين حتى وصلت اليوم إلى مستوى غير مسبوق من القرب والصداقة الوثيقة- بحسب تعبيره- قائلا: “خلال السنوات الطويلة والممتدة من العلاقات تبادلت الوفود المصرية والصينية الزيارات بين البلدين ليلعبوا دورا كبيرا فى تعميق التفاهم بين شعبيهما ولجعلهما أكثر إطلاعا على الحضارة الغنية والتقاليد الرائعة لكلاهما”.
وأعرب السفير عن ثقته فى أن مبادرة “حزام واحد وطريق واحد” لإحياء طريق الحرير القديم التى قام الرئيس الصينى شى جين بينج بطرحها فى الآونة الأخيرة ستعطى فرصة تاريخية للتنمية والرخاء المشترك للدولتين، مشيرا إلى أنه مع انطلاق العام الثقافى المصرى الصينى سيقيم الجانب المصرى بالتعاون مع الجهات الصينية المختلفة عروضا فنية وموسيقية وندوات للفنانين وعروضا لشتى الفنون المصرية لدفع التبادل الثقافى بين شعبى البلدين.
ومن جانبه، قال رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة الصينية- فى كلمة أثناء المؤتمر- إن مصر والصين صاحبتا أقدم حضارتين عرفتهما البشرية، منوها بإسهامات شعبى البلدين الثقافية والفنية الوافرة والقيمة، ومعربا عن أمله فى أن يكون للعام الثقافى المصرى الصينى دورا كبيرا فى دفع الصداقة التقليدية بين شعبى البلدين وفى تحقيق المزيد من التقدم والتعاون للدولتين العريقتين.
وأوضح أن أواخر الشهر الجارى سيكون حفل الافتتاح الرسمى للعام الثقافى المصرى الصينى 2016 فى مدينة الأقصر بمصر، وسيقدم خلاله عروضا فنية للدولتين بما فيها عرض لعازف البيانو الصينى الشهير لانج لانج، وعرض لفرقة البالية المصرية وعروض أخرى متعددة حيث سيقوم أكثر من 200 من الفنانين بتقديم حفلة فنية تجسد الحوار الحضارى.
وأضاف أنه سيتم تنظيم أنشطة ثقافية تتجاوز الأربعين فعالية فى القاهرة والأقصر وأسوان تشمل عددا كبيرا من الفنون من بينها العروض السينمائية والتليفزيونية وإقامة معارض للصناعات الثقافية، ومعارض للفنون التشكيلية الحديثة ومعارض للكتب وغيرها من الفعاليات الخاصة بالتبادل الثقافى بين الجهات والمدن المصرية والصينية.
وتخلل الحدث عروض فيديو قصيرة عن الحضارة العريقة للبلدين أولهم كان عنوانه “الحوار بين حضارتين عظيمتين”، وحضر المؤتمر مسئولون من الجهات المعنية من مجلس الوزراء الصينى ومن وزارة الخارجية والهيئات الاجتماعية وأعضاء السفارة المصرية بالصين ومندوب عن الطلاب الدارسين المصريين فى الصين وممثلو وسائل الإعلام الصينية والمصرية والأجنبية.
وفى نهاية المؤتمر الصحفى قام الجانبان بإزاحة الستار عن شعار العام الثقافى المصرى الصينى 2016 والذى تظهر فيه الأهرامات المصرية، ويتخلله 3 ألوان هى الأحمر والأصفر والأزرق التى ترمز إلى المعبد السماوى الصينى، حيث يرمز الشعار إلى التمازج والتناغم بين البلدين ويعبر عن التطلع إلى تعزيز الروابط الحضارية والثقافية بين شعبيهما.
ووقع البلدان عقب زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للصين فى شهر ديسمبر 2014، على البيان المشترك بشأن ترقية العلاقات الثقافية بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة وبمناسبة احتفال الجانبين فى عام 2016 بالذكرى الـ60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، فقد تم الاتفاق على أن تقيم مصر فعاليات عام ثقافى مصرى فى الصين وتقيم الصين عاما ثقافيا صينيا فى مصر.