صدر حديثا عن دار الآداب للنشر والتوزيع بالقاهرة، كتاب “المصنفات فى الشعر العربى.. من الجاهلية حتى العصر الأموى”، للدكتور أحمد فرحات، استاذ النقد الأدبى بكلية الفارابى بجدة .
ويؤكد الكاتب فى كتابه، أن المستشرق الإسبانى “هنرى بيريس” يشير إلى أن الأدب المشرقى يخلو تماما من الأفكار الإنسانية الراقية كالتى يتميز بها أدب الغرب، وذلك يعد إجحافا لأدب المشرق العربى، فالشعر الجاهلى زاخر بنماذج من الأدب الإنسانى الفريد، فما بالنا بالشعر العربى كله؟! وشعر المنصفات فى الجاهلية يرد على إدعاءات المستشرقين وأكاذيبهم.
وأهمية موضوع “المصنفات” تأتى فى أمرين الأول: أن لهذا الموضوع قيمة تاريخية وأدبية عظيمة؛ لأن قصائده ترجع إلى عصر من أزهى عصور الأدب العربى، ويكشف تحليل هذه القصائد عن قيمة أدبية زاخرة بعناصر الإبداع الفنى، وتفرد ملامحه وخصوصيته. الثانى: هو حاجة مكتبة الدراسات الأدبية إلى دراسات جادة حول هذا الموضوع، فعلى الرغم من أهميته الإ أن الكتب المستقلة التى تتناول دراسة هذه الظاهرة نادرة، ومعظم ما يوجد لا يتعدى الإشارات والتعليقات ومقالات قصيرة غير شاملة لدراسة جوانب الموضوع المختلفة.
وجاء الفصل الأول للكتاب بمثابة التأسيس للدراسة؛ فتناولت شعر المنصفات فى الجاهلية والإسلام؛ بداية من العصر الجاهلى، ومرورا بصدر الإسلام، حتى وصلت إلى العصر الأموى.
وجاء الفصل الثانى تحت عنوان: هيكل القصيدة المنصفة؛ وبناؤها الفنى؛ وفيه تحدث الكاتب عن القصائد ذات المقدمة الطللية والغزلية، والقصائد البتراء، وحسن التخلص من غرض إلى آخر، واختتمه بدراسة عن مراحل ختام القصيدة المنصفة.
أما الفصل الثالث جاء تحت عنوان: اللغة والأسلوب متضمنا لغة القصيدة المنصفة، وبعض الأساليب ذات الأثر الفاعل فى تكوين هذه اللغة، وتم اختتامه بالمعجم الشعرى الخاص بالقصيدة المنصفة.
وفى الفصل الرابع تناول الكاتب تشكيل المعنى الشعرى بواسطة التشكيل الزمانى للقصيدة المنصفة، بدءا من الوزن والقافية حتى التصريع والترديد والتضمين ورد الأعجاز على الصدور.
وجاء بالفصل الخامس تشكيل المعنى الشعرى بواسطة التشكيل المكانى للقصيدة المنصفة، واحتوى هذا الفصل على الصورة العقلية والمباشرة، وخصائص الصورة الشعرية الإيحايئة والواقعية والقصصية والحركية، واختتمه بدراسة عن مصادر الصورة.