«داعش» يستعد للمعركة النهائية في غرب الموصل
صبي عراقي يحمل مروحة لدى فراره مع عائلته من حي الزنجيلي غرب الموصل أمس (أ.ف.ب) قال سكان إن تنظيم داعش أغلق الشوارع المحيطة بجامع النوري الكبير في الموصل، استعداداً على ما يبدو للمواجهة النهائية في المعركة من أجل آخر أكبر معاقلهم في العراق.
وشاهد سكان عشرات المسلحين يتخذون مواقعهم في الساعات الثماني والأربعين الماضية حول المسجد الأثري الذي خطب من منبره زعيم التنظيم «أبو بكر البغدادي» في يوليو (تموز) 2014، بحسب وكالة «رويترز». وترفرف راية «داعش» السوداء فوق المسجد منذ سيطر على الموصل واستولى على مساحات من الأراضي في العراق وسوريا قبل ثلاث سنوات.
وأصبح جامع النوري الكبير محوراً رمزياً للحملة التي تشنها القوات العراقية لاستعادة غرب الموصل التي تدنو من نهايتها مع حصار «داعش» في البلدة القديمة بعد طرده من غالبية الأحياء. ويقول قادة عراقيون في أحاديث خاصة، إنهم يأملون في استعادته خلال شهر رمضان. وقال هشام الهاشمي، وهو مستشار لحكومات عدة، بينها الحكومة العراقية، في شؤون «داعش»، إن مسلحي التنظيم يعلمون أن المسجد هو الهدف الأهم ويعدون لمعركة كبرى هناك.
لكن خبراء قالوا إن معركة في المسجد أو قربه ستعرض المبنى ومئذنته المائلة الشهيرة للخطر. والمئذنة ليست عمودية على المبنى المقام فوق تربة رطبة وهي معرضة لخطر شديد لأنها لم تجدد منذ عام 1970، وتوصف المئذنة بالحدباء.
وأشار ساكن إلى أن المسلحين أمروا عشرات الأسر بمغادرة منطقة الزنجيلي في الأيام الماضية لينتقلوا إلى المدينة القديمة حتى لا يفروا صوب القوات العراقية التي تحاول التقدم من الجانب الشرقي، بهدف استخدامهم دروعاً بشرية لاحقاً، على ما يبدو.
وتسقط القوات الحكومية منشورات على الأحياء تنصح فيها العائلات بالفرار. لكن كثافة القتال حالت دون هرب السكان. وتصدى المسلحون لتقدم القوات بالهجمات الانتحارية بسيارات ودراجات نارية ملغومة إلى جانب القناصة والألغام وقذائف المورتر.