مع وصول الجيش السوري إلى الحدود الإدارية لمحافظة الرقة ودخوله لأول مرة بعض المناطق في المحافظة منذ 2014 وفقًا لما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان.
أكد مصدر جهادي في سوريا أن «هذا الأمر ليس بالمفاجأة»، لافتًا إلى أن «داعش يهرب مقاتليه، وبينهم خليجيون، منذ أشهر إلى الولايات التي أعلنها في ليبيا خصوصا ولاية سرت التي استقبلت أكبر عدد من الدواعش وأسرهم القادمين من سوريا» حسبما أفادت صحيفة “الراي” الكويتية.
وذكر المصدر أن «الناطق باسم تنظيم “داعش” أبو محمد العدناني أعطى إشارة البدء للتخلي عن الرقة عندما أعلن عن عودة التنظيم للصحراء في خطابه الأخير، وهو أمر يعني عودة التنظيم للعمل السري والتخلي عن دواوينه التي كانت تمارس عملها بشكل علني كديوان الزكاة والحسبة والتعليم وغيرها، كما أشار في الخطاب قبل الأخير إلى أن الهجرة مفتوحة أمام المناصرين لداعش في كل البلدان وليس لسورية والعراق فقط».
وأضاف: «هناك دواعش تحركوا من الرقة ووصلوا ليبيا، ولعل أشهر الأمثلة كان وصول المسئول الشرعي في “داعش” البحريني تركي البنعلي لليبيا، وساعد في ذلك أنه ليس كل الدواعش، خصوصًا الجنود منهم، معروفين لدى الأجهزة الأمنية».
من جهته، أكد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن في تصريحات صحفية، أن دخول القوات السورية لمحافظة الرقة لا يعني انكسار التنظيم، وإنما يعني أن الحرب ضده من قبل القوات الأمريكية والروسية والسورية دخلت في مرحلة الجدية، لافتًا إلى أن المناطق التي دخلتها القوات السورية في الرقة ليست مناطق مأهولة وإنما مناطق بادية صحراوية.
وعما إذا كان تنظيم (داعش) ينقل مقاتليه لليبيا أجاب بالقول: «الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو الوحيد الذي يمكن أن يجيبنا على هذا السؤال لأنه لا يوجد أمام “داعش” طريق لنقل عوائل مقاتليه سوى تركيا فهي المنفذ الوحيد»، لافتًا في الوقت ذاته إلى أن التنظيم نقل عوائله من الرقة لدير الزور.
وتابع: «نعم منذ أشهر وتنظيم داعش ينقل مقاتليه عبر البحر لليبيا، ولكن قيادة التنظيم لا تزال موجودة في سورية والعراق (وليس الرقة تحديدًا)، شيوخ التنظيم قالوا لطلابهم إذا هاجرنا من هنا فتمسكوا بدينكم، التنظيم مهيّأ لهذه المرحلة».
وعن الجهة التي قد تسيطر على الرقة حال سقوطها أجاب بالقول: «روسيا لن تسمح بسيطرة الأكراد على الرقة وسيكون هناك تقاسم للسيطرة عليها بين الأطراف المحسوبة على أمريكا وتلك المحسوبة على موسكو، ولا أتوقع انهيارًا سريعًا للتنظيم في الرقة».