على مدى عقود ربطت العديد من الدراسات بين تحسن العلاقة الزوجية وانعكاس ذلك على الصحة الجسدية والنفسية على حد سواء.
دراسة حديثة عززت هذا الطرح، وتوصلت إلى نتائج قد تدفع الكثيرين إلى بذل مجهود إضافي؛ من أجل علاقة زوجية جيدة، خلصت دراسة حديثة إلى أن الرجال المتزوجين، الذين يطرأ تحسن على علاقتهم بزوجاتهم على مر السنين، قد يرون أيضا تغيرا إيجابيا في حالتهم الصحية، من شأنه أن يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب، وفق ما أشارت إليه دورية علم الأوبئة وصحة المجتمع.
واعتمدت النتائج على دراسة شملت فحص بيانات أكثر من 620 زوجا؛ لمعرفة رأيهم في علاقتهم بأطفالهم، وهم في الثالثة من العمر تقريبا، ثم معرفة رأيهم عندما بلغ الأطفال سن التاسعة، بالإضافة إلى ذلك، قيم الخبراء أيضا عوامل الخطر التي قد تؤدي لأمراض القلب، مثل ضغط الدم والكوليسترول والوزن ومستوى السكر في الدم.
وأوضح المشرف على الدراسة الدكتور، إيان بينيت بريتون، من جامعة “بريستول” أن الخبراء وجدوا تغيرا ضئيلا في عوامل الخطر بالنسبة للقلب والأوعية فيمن كانت علاقتهم جيدة أو سيئة بشكل ثابت. وأفادت الدراسة أن هناك ارتباطا بين التحولات في مستوى العلاقة الزوجية والتغيرات في صحة القلب.
وقال الدكتور بريتون: «وجدنا تحسنا بين تحسن صحة العلاقات وبين تراجع مستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة (الكولسترول الضار) وانخفاض الوزن نسبيا، مقارنة بمن ينعمون بعلاقات جيدة على الدوام»، وأضاف: «تدهور العلاقات مرتبط من جهة أخرى بسوء حالة ضغط الدم».
وفي سياق متصل، شارك جميع الرجال الذين خضعوا للبحث في دراسة عن الآباء والأبناء، بدأت عام 1991، حيث قيم الباحثون ضغط دم الآباء، ومعدل نبضات القلب، وكذلك الوزن والكولسترول ومستويات السكر في الدم بين عامي 2011 و2013 عندما أصبح أباؤهم في التاسعة عشر تقريبا.
وأفادت الدراسة أن رصد التغير في عوامل الخطر قد يستغرق وقتا طويلا، وأن التغيرات التي حددتها الدراسة كانت محدودة. وربطت الدراسة كذلك بين تحسن العلاقة الزوجية وانخفاض الوزن. فيما تابعت نفس الدراسة تقول إن العلاقات المتدهورة قد ارتبطت بسوء حالة ضغط الدم.
من جهته، أكد برايان تشين، وهو باحث في علم النفس بجامعة كارنيغي مليون في بيتسبرغ، أن النتائج تزيد من الدلائل على أن الحالة الزوجية يمكن أن تؤثر على الحالة الصحية.