علوم وتكنولوجيا

دراسة فرنسية تؤكد تأثر نصف محيطات كوكب الأرض بالتغير المناخى

تحولت محيطات العالم إلى إسفنج يمتص انبعاثاتنا، إذ تشير النماذج المناخية الجديدة إلى أننا أوصلناها إلى مرحلة الإشباع، مع امتصاص المسطحات المائية الشاسعة لكوكبنا منذ خمسينيات القرن الماضى نحو 93% من الطاقة الداخلة إلى النظام المناخي، ومع أن معظم الحرارة أثرت بالقرب من سطح المحيط، فإن درجات الحرارة المرتفعة وصلت الآن إلى الأعماق.

وعلى الرغم من صعوبة الحصول على بيانات دقيقة عن أعماق المحيطات، فإن فريقًا بحثيًا من جامعة السوربون الفرنسية نشر دراسة حديثة تعتمد على قياسات ونماذج مناخية عديدة، فأظهرت أن تغير المناخ أثّر بالفعل من ناحية الحرارة والملوحة على 20 إلى 55% من مياه المحيط الأطلسى وأحواض المحيط الهادئ والمحيط الهندى، مع احتمال ارتفاع النسبة إلى 80% خلال العقود الستة المقبلة.

وقالت يونا سيلفى، عالمة المناخ فى السوربون، “أردنا معرفة إن كانت مستويات درجات الحرارة والملوحة مرتفعة إلى درجة تؤثر على التباين الطبيعى فى المناطق العميقة، ومعرفة إن كان ارتفاعها وهبوطها يزيد عن المعدلات الطبيعية”، وفقًا لموقع ساينس أليرت.

وباستخدام قياسات لدرجات الحرارة والملوحة من أعماق المحيطات ودمجها فى 11 نموذجًا مناخيًا حديثًا، حاكى الفريق دوران المحيطات والغلاف الجوى على مر الأعوام، مع الانبعاثات البشرية ودونها، وتوصلت يونا وزملاؤها إلى أن الاحترار الذى سببه الإنسان خلال النصف الثانى من القرن العشرين، هو المسؤول عن معظم التغيرات الملحوظة فى المحيطات بشكل إحصائى لا لبس فيه، ولأن الحرارة والملوحة تؤثران على كثافة المحيطات ودورانها، فقد يكون للتغيرات آثار واسعة.

ولأننا لا نفهم تمامًا العلاقة بين التغييرات الكبيرة فى الملوحة والحرارة واحترار السطح، أو كيف تؤثر التغييرات على دوران المياه فى المحيطات، فإن الأمر يتطلب مزيدًا من البحث، خاصة فى نصف الكرة الجنوبى، حيث تكون بيانات أعماق المحيطات قليلة وملتقطة فى أماكن متباعدة.

زر الذهاب إلى الأعلى