الركن الإسلامي

دعوة أمريكية لكل امرأة: استسلمي فوراً لزوجك

“الزوجة المستسلمة” هي آخر صيحة اجتماعية، دعت إليها الكاتبة الأمريكية لورا دويل، في كتابها الذي يحمل العنوان ذاته، والذي صدر مؤخرًا في الولايات المتحدة الأمريكية.

كل كلمة في هذا الكتاب “التعليمي” تدعوا بجلاء إلى تحرير الرجل، وتقييد المرأة، بل تحرض النساء على العودة إلى عصر غسل أقدام الرجال والسهر على راحتهم، وعدم استثارة غضبهم، وعمل كل شيء لجعلهم كائنات لطيفة لأن الرجل حين يكون لطيفًا فإنه ” أحن ” من المرأة و ” أنعم ” في مشاعره!

الزوجة المستسلمة ليست بالضرورة هي الزوجة المقهورة، بل أن تعبير الاستسلام سوف يقضي عليه ويقهر معنى القهر، إذ كيف يكون هناك قهر بعد استسلام ؟! … لقد انتهى الموقف بالرضوخ وبالاستجابة الكاملة لآراء الطرف الآخر، ومعنى هذا أنه لاقهر ولاضغط بل حب وتفان، ورغبة في إسعاد الزوج بكلمة ” حاضر ” وعيوني … و” طبعا طبعا يا حبيبي “.

الزوجة المستسلمة لا تتأفف ولا تتبرم ولا تشخط ولا تزعق ولا تصرخ ولا تتذكر أيام العيش الجميلة في بيت أمها و أبيها .

والزوجة المستسلمة في المفهوم الأمريكي الجديد هي التي لا تحاسب زوجها عند الرجوع متأخراً وهي التي لا تسأله كم صرف وكم ادخر، وعلى من صرف، ولماذا أسرف في الصرف، ولا تطارده بأسئلة من نوع:

ـ ذهبت لأمك؟!

ـ ماذا أخذت لأخوتك؟

ـ لماذا كل هذا البذخ على أهلك والتقتير على أهلي؟!

ـ لماذا تشتري أغلى الملابس لك .. وتضن على بتايير شيك؟!

هي لا تسأله ولا تطارده ولا تحقق معه، بل تتركه يفعل ما يشاء … وسوف ترى العوائد والفوائد التي سوف تجنيها من سياسة الحرية كل الحرية للرجل والاستسلام كل الاستلام من المرأة !

المؤلفة لورا دويل لا تمانع من أن تعبر المرأة المستسلمة عن رأيها لزوجها :

ولكن في هذه الحالة عليها أن تستخدم لفظة ” أشعر وأحس.. وعندي كلام ” بدلا من أعتقد أو في الواقع …

فتلك البدايات ليست ألفاظًا بل ألغاما تنفجر عند بدء النقاش أو فتح حوار بين طرفين هما بطبيعة الموقف لا ينقصهما التحفز والتورم الداخلي، ثم إن استعمال هذه المفردات يعطي الشعور للرجل بأنه في مواجهة مع رجل آخر، وليس مع امرأة، مما يجعله في حالة استنفار داخلي لكل قواته وحشوده وأسلحته، وهكذا تشتعل معركة غير متكافئة، تنتهي بدموع المرأة، وباعتذار الرجل إذا كان عنده بقية من ذوق ورومانسية، أو يهجر الاثنين للبيت وسط صراخ الأطفال .

يثير الكتاب حتى الوقت الحاضر جدلا واسعًا في بيئة متحررة بالغريزة مثل المجتمع الأمريكي، وتتناوله وسائل الإعلام بالعرض والنقد، وقد احتل الكتاب رأس قائمة أحسن عشرة كتب، وقد تباينت وجهات النظر حوله فبينما وصفه البعض بأنه كتاب “عملي وقيم” وصمته جامعة أوكلا بأنه “مدمر، ومتخلف ولا يحمي النساء”.

والمؤلفة لورا دويل تبلغ من العمر 33 عاما وقد نشأت في بيت يضرب فيه الأبوان بعضهما البعض، وكان كل منهما يقول لها من وراء الآخر :

ـ الزواج شركة متكافئة .. متعادلة .. أي يريد كل من الأب والأم أن يؤكد لابنته :

ـ رأسي برأسها … أو رأسي برأسه .

وبالطبع لا يصلح بيت فيه رأسان !

والظاهر أن لورا تشربت بأفكار والديها فهدمت زواجها هي الأخرى من رجل يزيد عنها بـ 11 عاما فقد دأبت على محاسبته وضبط أفكاره الداخلية والتفتيش في مشاعره وحتى محاصرة خيالاته التي لو تولد بعد …

وبعد خراب بيتها لجأت إلى استشارة صديقات مخلصات سعيدات وظهر لها أنهن مستسلمات تماما، وأن أية واحدة منهن لم تظهر قط نقدًا أو سخرية للزوج أو استهتارًا أو تهوينا من شأنه وقالت واحدة : أعطه حرية التصرف في النقود!

ومن مجموع هذه المقابلات الموسعة، ومع تراكم خبرة “النقار” في حياتها مع زوجها أسست لورا مفهوم “المرأة المستسلمة لبناء البيت السعيد” … وهي تشرح هذا المفهوم:

مهمتي هي تعليم النساء قوة الاستسلام ! إنني أشن حملة سلام عالمية داخل بيوت تشتعل فيها الحروب الزوجية.

تنصح لورا المرأة التي ترى أنها زعيمة في مكتبها وفي مشروعها التجاري وفي أية شركة عمل بأن تنسى تماما هذا الدور، أن تخلع حذاء الزعامة بمجرد دخولها منزلها، فليس البيت هو الشركة، وليس هو المكان الذي يتصارع فيه الزوجان.

وعليها ألا تسفه رأيه ولاتحقر من أفعاله، وأن تظهر الاهتمام بآرائه ومشاعره، وبعمله وبحروبه الصغيرة الخارجية مع زملاء عمله.

  • سياسات عملية لإرساء السلام في بيوت الأزواج المتحاربين:

وقد حددت لورا سياسات عملية لإرساء السلام عن طريق الاستسلام في بيوت الأزواج المتحاربين :

1ـ إعلان الاعتذار الفوري عن أي خطأ صغير، تكدرت معه أو بعده صفحة وجه الزوج أو مشاعره.

2ـ ترك الموقف وإعلان الرغبة في الانسحاب من المكان ومغادرة البيت أو الغرفة.

3ـ تجنب التصعيد المتبادل.

4 أن تركز المرأة على بناء اهتمامات موازية وبديلة من التركيز على الرجل وجعله محور حياتها، الأمر الذي يخنق الرجل ويجعله يفكر في الفرار.

زر الذهاب إلى الأعلى