المطبخ

«ذا برايم ريب»… فيه الصمت من ذهب

«ذا برايم ريب»… فيه الصمت من ذهب

A A مطعم «برايم ريب» الأنيق – أطباق شهية يمكن تقسيم مطاعم واشنطن الراقية اعتمادا على مناطقها، فعلى سبيل المثال منطقة البيت الأبيض («داون تاون»)، ومنطقة الكونغرس («كابيتول هيل»)، ومنطقة جورج تاون (جامعة جورجتاون)، ومنطقة باليسيدز (الجامعة الأميركية)، ومنطقة آدامز مورغان (مطاعم عرقية وإثنية)، والشارع «كي» (شارع اللوبيات)، فهذه هي خريطة محيط المناطق في واشنطن وبحسبها تتوزع المطاعم وتحدد مستوياتها.
مطعم «ذا برايم ريب»، (The Prime Rib)، واحد من أشهر وأقدم المطاعم على شارع «كي» الذي تنتشر فيه مكاتب المحامين واللوبيات. يأتون إليه بملابس أنيقة. والأجواء العامة في هذا المطعم تتسم بالخصوصية، فتسمع همسات بدلا من الدردشات عالية الوتيرة، رواد المطعم يتميزون بأحاديثهم الخافتة وكأنهم يخشون من أن يسمع الآخرون أسرارهم. ويدفعون ببطاقات ائتمان خاصة بشركاتهم، وهذا سبب إضافي لطلباتهم المتزايدة على المأكولات باهظة الثمن لأن هناك من سيتولى دفع الفاتورة في نهاية المطاف.
وتسمية «برايم ريب» أو (الضلع الرئيسي)، تعني أحد 7 ضلوع في الجزء الأمامي من البقرة. وهذا الضلع يطبخ عادة في الفرن. ويختلف عن الاستيك؛ شريحة لحم من الجزء الخلفي للبقرة، وتلتصق بها أحيانا قطعة عظم، وتطبخ، عادة مشوية.
يقدم المطعم النوعين، ويركز عليهما.
ويؤكد باز بيلار، صاحب المطعم على أن اسم المطعم «ذا برايم ريب» (مع حرف التعريف) وعلى أنه ليس «ضلعاً رئيسياً»، ولكنه «الضلع الرئيسي».
لحسن حظ المطعم، يعطيه موقع «ييلب»، (Yelp)، لتقييم أماكن الأكل والشراب 4 نجوم من أصل 5 نجوم.
ويشاهد الذي يدخل المطعم اللافتة الرئيسية التي تقول: «ذا سيفيلايزد استيك هاوس»؛ (بيت لحم الاستيك المتحضر).
ويشاهد الجدران وقد امتلأت بشهادات التفوق والتميز من مؤسسات تعنى بتقييم الطعام والمطاعم مثل منظمة «زاغات» العالمية التي تقول عن المطعم: «هذا أحسن مطعم استيك في واشنطن».
أما شبكة تلفزيون «فود»؛ «استيك غودفاذر»، فأطلقت عليه لقب «عراب الاستيك».
ومجلة «فود آند واين» تقول إنه واحد من أحسن 5 مطاعم رومانسية في الولايات المتحدة.
واتحاد المطاعم الأميركية منحته «جائزة الصحن الفضي». أما صحيفة «واشنطن بوست» فتقول: «توجد في واشنطن مطاعم استيك وبرايم ريب أكبر، وأحسن. لكن، يظل مطعم (ذا برايم ريب) هو الأكثر تميزا».
وعلقت أيضا على الجدران لوحات فنية نادرة تناغمت مع لونها الأسود الداكن والكراسي من الجلد والأرضية بنقشة جلد النمر، وتنتشر الزهور هنا وهناك، والموظفون بلباس رسمي موحد يرتدون الـ«تاكسيدو»، وعازف البيانو يجلس عند مدخل المطعم.
يشترط المطعم، أثناء النهار، ملابس أنيقة ومحتشمة، وأثناء الليل بدلات رسمية للرجال، وفساتين للنساء. وأهم ما يلفت في المطعم هو السكون غير العادي.
عن هذا كتب توم سيتسيما، ناقد المطاعم في صحيفة «واشنطن بوست»، تقريرا عن المطعم عنوانه: «الصمت من ذهب». وقال: «عبر السنوات، لم تتغير قائمة الطعام، ولم ينقطع الهدوء». حمل معه جهازا لقياس الأصوات. وسجل الجهاز رقم 68 درجة ديسبلز (التنفس 10، الهمس 20، سيارات 80، إقلاع طائرة 130).
ربما يسود الهدوء بسبب وجود أعداد كبيرة من الزبائن العاملين في مكاتب اللوبيات في الشارع «كي»، وهم يتحدثون، بأصوات خافتة، عن الصفقات، والمناورات، والمخططات، والمؤامرات. يأتي إلى هنا النوعان في عالم اللوبيات: الذين يريدون محامين يدافعون عنهم في الكونغرس والوزارات والإدارات. والمحامون الذين يريدون كسب هؤلاء.
لكن، قال تيم كاردمان؛ أيضا ناقد مطاعم في الصحيفة نفسها، إن الجيل الجديد يتحاشى هذا النوع من المطاعم؛ للأسباب التالية: أولا: الابتعاد عن اللحوم. ثانيا: الابتعاد عن الدهنيات والشحوم. ثالثا: قطع اللحم الكبيرة (رطل ونصف رطل، أو رطلان). رابعا: ارتفاع السعر (من 50 دولارا إلى 100 دولار).
لكن، قال بيتر بيلار، صاحب المطعم: «خلال 40 سنة هنا، شاهدت عدد الزبائن يرتفع وينخفض. أنا شخص صبور جدا». وأضاف: «زبائني من المقتدرين، والقادر ماديا يأتي إلى مطعمي».
وقال «أحمد»، مقدم طعام، ومهاجر من باكستان: «ليست كل لحومنا غالية. يعتمد السعر على نوع قطعة اللحم، وعلى وزنها. تقدر أن تطلب استيك وزنه 8 أوقيات (نصف رطل)، ولا تدفع كثيرا». وأضاف: «انضم عضوا في المطعم، وستجد أسعارا معتدلة، وصحن حلوى مجانا يوم عيد ميلادك». ونصح: «اذهب إلى موقعنا على الإنترنت. توجد تخفيضات خلال شهر أغسطس (آب). توجد قطعة استيك وزنها 15 أوقية (رطل تقريبا)، وقيمتها 25 دولارا فقط. عادة، قيمتها 50 دولارا». مذاقات

زر الذهاب إلى الأعلى