عملاء سابقون بالمخابرات الأمريكية والروسية يكشفون تفاصيل لقاء ترامب وبوتين المغلق
التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، للمرة الأولى منذ تولى ترامب منصبه، وجاء اللقاء على هامش قمة العشرين التي تعقد في مدينة هامبورج الألمانية.
ونشر موقع "ذا ديلي بيست" الأمريكي، تقريرًا عن توقعات العملاء السابقين للمخابرات الأمريكية ونظرائهم الروس عن عما دار وراء الأبواب المغلقة في لقاء ترامب وبوتين.
وأشار الموقع إلى أن بوتين -العميل السابق في جهاز المخابرات الروسي "كي جي بي"- لن يكتفي باستخدام بممارسة الدبلوماسية في التعامل مع ترامب، ولكنه سيستخدم قدراته السابقة كجاسوس لاستهداف احساس ترامب المتضخم بالأنا والنرجسية.
وأكد أحد المحققين السابقين في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، أن بوتين سيعتمد على والإطراء والمجاملات كأسلوب معروف للجواسيس في التعامل مع الشخصيات النرجسية كترامب -على حد وصفه-، مضيفًا أن بوتين سيغذي غضب ترامب، وسيعمل على إمالة رأي ترامب والذي بدوره يوجه السياسة الأمريكية في الاتجاه الذي يرغبه الروس.
ويري السياسيين الروس في هذا اللقاء فرصة لاستعادة التوازن في العلاقات بين موسكو وواشنطن، حيث قال أوليج كالوجين أحد المدراء السابقين لبوتين في المخابرات الروسية إن "بوتين بقي في سدة الحكم لفترة طويلة، ولديه من الخبرة مايكفي للتعامل مع تلك المواقف، وكذا التفوق على الآخرين، بما فيهم رئيس الولايات المتحدة".
وأشار الموقع، إلى أن ترامب وبوتين ليسوا على قدم المساواة دبلوماسيًا، فالتدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية الأخيرة تسبب في عاصفة سياسية لإدارة الرئيس الأمريكي، فكل ما سيتمخض عنه الإجتماع سيخضع للتدقيق في واشنطن، خاصة من معارضي ترامب.
وسيتمكن بوتين بصفته جاسوس سابق من السيطرة على مجريات الاجتماع، سواء إذا كان يريد الحصول على تعهدات من ترامب على بعض الأمور، أو جعله مجرد لقاء عابر، حيث تعد فرصة جيدة لبوتين ليحصل على مايريد من ترامب.
وقال جلين كارل المحقق السابق في وكالة الاستخبارات المركزية، إن "ترامب شخص نرجسي ومعتل إجتماعيًا، فبعض من الإطراء الملئ بالتراهات، هو ثمن بخس سيدفعه بوتين ليحصل على ما يريد منه"، وأضاف " إن مدح الأشخاص مثل ترامب وإثارة غضبهم في الوقت نفسه، يتسبب في إثارتهم وعمل أشياء بشكل عكسي عن إرادتهم".
وأكد نفيد جمالي -عميل سابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي- أن" الأمر المخيف فعلًا أن بوتين ليس عليه سوى أن يقول لترامب 'أنت على صواب، وأعداؤك هم المخطئون'، ليتلاعب به، فالروس خبراء في التلاعب بالآخرين، ليقوموا بأعمال في مصلحتهم دون معرفة ذلك".
ففي المرة الأخيرة التي التقى فيها ترامب بمسؤولين روس، سرب لهم معلومات استخباراتية عن "داعش" حصلت عليها أمريكا من إسرائيل، وأشار بول بيلر المحلل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية، أنه من الممكن أن تحافظ التقارير الاستخباراتية المقدمة لترامب قبل القمة على سرية مصادرها، الأمر الذي قد يؤثر على أهداف بوتين من اللقاء.
وأضاف بيلر" أعتقد أن بوتين لن يستغل اللقاء للحصول على معلومات من ترامب، ولكنه سيكون فرصة للتأثير على السياسات الأمريكية المتعلقة بأوكرانيا، أو العقوبات الأمريكية على روسيا، أو الوضع في سوريا، لذا سيعتمد بوتين على 'تقنيات الإطراء'".
وأشار جمالي إلى أن الروس يمكنهم استخلاص الدروس من زيارة ترامب للسعودية، حيث أقامت السعودية حفل كبيرة لترامب مفعم بالتملق المستمر، وأشركوه في رقصة تقليدية بالسيوف وصورة أمام كرة غريبة، والتي انتشرت في كل أنحاء العالم، وبعدها بأسابيع اندلع الخلاف بين السعودية وقطر، والذي ساند فيه ترامب السعودية بقوة.
ويرى "ذا ديلي بيست" أنه وسط غياب رؤية واضحة عن سياسة إدارة ترامب تجاه روسيا، إن بوتين يهدف خلال هذا اللقاء المناورة لتوجيه السياسة الأمريكية في صالحه، أو في حالة الإخفاق في هذا الهدف تشجيع حالة الفوضى التي تتسم بها السياسة الخارجية لإدارة ترامب.
وقالت إيفلين فاركاس -مسؤولة السياسة الروسية في وزارة الدفاع الأمريكية في إدارة أوباما- "إن بوتين يهدف خلال اللقاء على الأقل إلى إثبات أن روسيا قوة مساوية للولايات المتحدة، الأمر الذي يمكن تحقيقه بصورة بسيطة لإبتسامة ومصافحة باليد"، ومن الممكن أن يحصل على وعود شفهية من ترامب لإعادة افتتاح منشأتين تابعتين للمخابرات الروسية على الأراضي الأمريكية أغلقت في عهد أوباما، أو تعهد بالنظر في العقوبات الأمريكية على روسيا.
وقدم جينادي جودكوف -الضابط السابق في المخابرات الروسية والمعارض للنظام الروسي- نصائحه لترامب "بأن يكون هادئًا ويستمع جيدًا لحجج بوتين، ويتجنب اتخاذ قرارت عفوية"، مضيفًا "أن بوتين سيكون ساحرًا، فترامب بالنسبة له أهم من جميع المقربين له، فالكرملين يعتمد على العلاقات المستقبلية مع الولايات المتحدة".
وغرد أليكس بوشكوف عضو الكرملين على تويتر قائلًا "أن الولايات المتحدة لا تستطيع حل القضايا العالمية بمفردها".