ذكرت صحيفة (ذا هيل) الأمريكية أن الولايات المتحدة تحاول منذ عقد من الزمان إعادة موازنة علاقاتها مع منطقة الشرق الأوسط وذلك من خلال الابتعاد عن المنطقة بعد أن سئمت من إهدار الدماء والأموال في منطقة دائمة المشاكل وسوف تفقد أهميتها الاقتصادية بالنسبة لاقتصاد العالم بلا شك، ومن ثم تحولت وجهة الولايات المتحدة نحو منطقة شرق آسيا.
وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة لا تزال تحتفظ بتواجدها في المنطقة ليس بسبب الحلفاء أو الشركاء التاريخيين ولكن بسبب أن المنطقة لا تزال جزء لا يتجزأ من الاقتصاد العالمي، مضيفة أنه بسبب العنف أيضاً – سواء من قبل دول أو عناصر بالوكالة – لا تزال الولايات المتحدة تحتفظ بتواجد عشرات الآلاف من قواتها وعدد من القواعد العسكرية، بالإضافة إلى انتشار عدد من الخبراء في المجال المالي والاستخباراتي والعسكري.
كما أشارت الصحيفة أنه على الرغم من هذا التواجد تواجه الولايات المتحدة تحديات في كيفية حماية مصالحها في المنطقة في وقت ينظر العالم للولايات المتحدة على أنها في منتصف الطريق نحو الخروج من المنطقة، مضيفة أنه بينما سوف تستحوذ منطقة شرق آسيا على مزيد من التركيز الأمريكي خلال السنوات القادمة، ستجد الولايات المتحدة أنها لا يزال لديها مصالح كبرى في منطقة الشرق الأوسط، لكن في ظل قدرة آخذة في الانخفاض لتطوير تلك المصالح.
وأوضحت أن هناك نهجين جاذبين في هذا السياق، الأول: هو ببساطة الخروج من المنطقة وترك الشركاء يتعلمون بأنفسهم ماهية حدودهم، ومن ثم ستقل التكلفة المباشرة للتدخل الأمريكي في المنطقة من خلال الخروج من سلسلة من الصراعات، بينما النهج الثاني: ربما يكون من خلال تسليم المسئولية لقوى أخرى مثلما فعلت المملكة المتحدة في السابق عندما تنازلت عن مسئوليتها في تأمين منطقة الخليج للولايات المتحدة في عام 1970، لكن لا يوجد حالياً قوى أخرى ترغب أو تستطيع تحمل المسئولية.
كما ذكرت الصحيفة أن ذلك يعني أنه لا يزال هناك المزيد من العمل بالنسبة للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، مشيرة إلى أنه يجب على الولايات المتحدة في الوقت الذي تزيد فيه من اهتمامها بمنطقة شرق آسيا أن تحافظ على الحضور في ملفات مختارة في منطقة الشرق الأوسط