أكد رئيس جمهورية أرمينيا فاهاجن خاتشاتوريان، أن مصر بصفتها رئيسة الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP 27)، تمتلك الفرصة لتوحيد الدول المتقدمة والنامية حول المصالح المشتركة، وخلق مناخ أكثر ملاءمة لمواجهة التحديات الرئيسية لتغير المناخ.
وقال خاتشاتوريان – في حوار خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم السبت، إن المؤتمر يشكل فرصة للعالم أجمع لتقييم الأحداث المناخية في السنوات الماضية والسعي نحو تعاون أوثق للتغلب على أزمة المناخ، مع مراعاة الظروف والقدرات الوطنية المختلفة للدول، موضحا أن المؤتمر يعد منصة لتشجيع التمويل من أجل الانتقال إلى نظام اقتصادي أخضر والتكيف مع تغير المناخ، وزيادة وعي الدول حول تكنولوجيات المناخ، فضلاً عن زيادة الطموحات العالمية المتعلقة بالمناخ.
وشدد على أهمية مؤتمر المناخ لأنه يوفر فرصة سانحة لإحراز التقدم في تمويل المناخ، ولا سيما فيما يخص كفاية التمويل المتعلق بالمناخ وإمكانية التنبؤ به، واللذين يعتبران أمرا أساسيا لتحقيق أهداف اتفاق باريس، معربا عن أمله في أن تتوصل الدول إلى اتخاذ قرارات لضمان مضاعفة الدعم المالي الذي يستهدف التكيف.
وحول تأثير تغير المناخ على الهجرة، أوضح رئيس أرمينيا أن الأرصاد الجوية الخطيرة التي أصبحت أكثر تواترًا واستمرارية، مثل البرد والصقيع المبكر والفيضانات والانهيارات الطينية والأرضية والجفاف تترك بصماتها السلبية على الزراعة كل عام، وكل هذا يؤثر أيضًا على تدفقات الهجرة، التي لا تحدث فقط بين الدول المجاورة، ولكن أيضًا بين القارات.
وأكد أن الدول، خاصة التي تقع في المناطق الشمالية وتعيش ظروفا مناخية أكثر ملاءمة، سوف تستوعب الملايين من المهاجرين بينما تعمل على التكيف مع متطلبات الأزمة المناخية، مشددا على ضرورة أن تبتكر الدول آليات جديدة لتطوير اقتصاد مرن للمناخ.
وأفاد بأن النزاعات تؤثر بشكل كبير على البيئة وذلك في ضوء التداعيات الناجمة عن الصراعات في المنطقة، والتي نتج عنها تلوث التربة والهواء والأراضي الزراعية والمساحات الخضراء والغابات، مشيرا إلى اندلاع حرائق الغابات على نطاق واسع بسبب العمليات العسكرية، وزيادة تلوث التربة والهواء بسبب انفجارات القذائف.
وطالب خاتشاتوريان المجتمع الدولي بحشد الجهود لمواجهة التأثيرات السلبية التي تؤثر على الظروف البيئية والمناخية التي لها تداعيات على مناطق جغرافية واسعة تتجاوز مناطق الصراع وبالتأكيد على السكان المدنيين.
ولفت إلى أن الهجرة الجماعية لا تحدث في وقت تغير المناخ غير المسبوق، ولكن في وقت التغير الديموغرافي البشري، حيث من المتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى نحو 10 مليارات نسمة في عام 2060، وسوف تعاني المناطق الاستوائية التي ستشهد معظم النمو السكاني أكثر من غيرها من المناطق الأخرى من تأثير تغير المناخ.
وأضاف أن سياسات وتدابير التكيف مع تغير المناخ تعتبر مهمة لقدرة أرمينيا على بلوغ أهداف التنمية الاجتماعية والاقتصادية خاصة في ضوء تصديق الحكومة الأرمينية على برنامج “العمل الوطني للتكيف مع تغير المناخ في عام 2021″، الذي يستهدف دمج سياسات التكيف في برامج التنمية على مستوى القطاعات والأقاليم، فضلا عن الموافقة على “المساهمات المحددة وطنيا خلال الفترة من عام 2021 إلى 2030 في إطار اتفاق باريس“.
وأفاد بأن الحكومة الأرمينية سوف تعلن عن أولوياتها لحل مشاكل المناخ في نهاية المؤتمر، والتي ترتكز على خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 40% بحلول عام 2030 مقارنة بعام 1990 واستراتيجية التنمية طويلة الأجل لخفض الانبعاثات في أرمينيا والتي يتم إعدادها حاليا؛ بهدف تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، بشرط توفير الدعم المالي والتكنولوجي وبناء القدرات.
وعن العلاقات مع مصر، أكد خاتشاتوريان أن العلاقات مع مصر تقوم على أسس متينة من الصداقة منذ قرون عديدة بين الشعبين الأرميني والمصري، وبالتالي سوف تكون العلاقات الثنائية أوثق وأكثر دفئا لعدة قرون قادمة.. وقال “إننا احتفلنا هذا العام بذكرى مرور 30 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين“.
وأعرب عن ثقته أن العلاقات بين أرمينيا ومصر سوف تستمر في التطور وتتعمق أكثر وسوف تشهد دفعة جديدة للتوسع في مجالات التعاون في السنوات المقبلة، مشيرا إلى استمرار الحوار السياسي رفيع المستوى وإحراز تقدم في المجال الاقتصادي، حيث شهدت التجارة الثنائية زيادة تقدر بخمس مرات في الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام، مقارنة عن نفس الفترة من عام 2021.