أكد رئيس الحكومة الجزائرية عبد المالك سلال ،أنه من واجب إفريقيا أن تمتلك زمام قدرتها على النمو إذا أرادت أن تنجز قفزة نوعية وتتوصل إلى تحقيق تحول هيكلى.
وقال سلال – فى كلمته خلال المنتدى الإفريقى للاستثمارات والأعمال – ( حان الوقت بالنسبة لإفريقيا لتأكيد موقفها على الساحة الدولية، كمجموعة قوية وديناميكية لا غنى عنها سواء على الصعيد السياسى أو الاقتصادي، ومتقدمة فى المعركة ضد العوامل الجديدة للهشاشة) .
وأعرب عن ترحيب الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة بالمنتدى، وتشجيعه نحو مزيد من العمل من أجل التنمية الاجتماعية الاقتصادية والاندماج القاري، مؤكدا أنه من المهم الخروج من الصور النمطية والأفكار المسبقة، مضيفا أن اعتبار القارة الإفريقية مجرد خزان للمواد الأولية يعتبر (خطأ فادحا) .
وتابع: ( تعرف القارة يوم حركة دؤوبة فى العديد من المجالات من شأنها أن ترسم مستقبل العالم بما يتوفر بها من قدرات بشرية وطبيعية واستراتيجية)، معتبرا أنها (قارة المستقبل والفرص) ، ومؤكدا ضرورة أن يعمل أبناء القارة على تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لاستئصال أعراض الإرهاب والهجرة والجريمة والفقر وجعلها (مهمة أولوية وحيوية) قبل التأمل فى دعم المجموعات الدولية.
وتعليقا على المنتدى الذى يُعقد تحت شعار ( البحث عن ديناميكيات جديدة ) ، شدد على أن الأمر لا يتعلق بتظاهرة مؤسساتية أو بروتوكولية أو منتدى اقتصادى ( جزائري- أفريقي )، بل هو اجتماع يضم المستثمرين ورجال أعمال القارة الذين تعهدوا بالعمل معا من أجل تعظيم ثرواتها.
وأضاف أن اللقاء يجب أن يوفر فرصة ثمينة لتقاسم وتبادل الآراء بغرض التركيز بشكل أفضل على الترابط المستدام والمثمر بين مختلف المتعاملين الاقتصاديين فى البلدان الإفريقية ، وإنشاء أسباب التآزر المبتكرة بين الاقتصادات الوطنية للدول الإفريقية، مؤكدا أن أحد أوجه القصور التى تفسر ضعف التجارة فى القارة هى أن ( إفريقيا لا تستهلك مما تنتج، بل تستهلك مما لا تنتج ) فى إشارة إلى استيراد معظم استهلاكها ؛ فلا تمثل التجارة بين دول القارة إلا نسبة 12% من التجارة الإجمالية لها، مقارنة بنسبة 40% فى أمريكا الشمالية و60% فى أوروبا الغربية.
وأكد أن تبسيط وتوافق المعايير والتنظيمات وكذا تنمية المنشآت الأساسية قد حددت من طرف قادة القارة كورشات ذات أولوية بالنسبة للاتحاد الإفريقى وآلياته الخاصة بالتعاون، ولا سيما ( المبادرة الجديدة للتنمية فى إفريقيا -النيباد-).. وأردف قائلا: (تم الشروع فى مسعى تضامنى وجماعى من أجل ترقية ووضع أشكال جديدة لشراكة ديناميكية تقوم على توازن المصالح، والمزايا المتبادلة والتكامل) .