عبر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية عن تضامنه الكامل مع المصور الصحفى معاذ عمارنة، مضيفا “إذا كان الاحتلال يريد اطفاء #عين_معاذ اليسرى فإن عيوننا جميعا عين له“.
وأكد اشتية فى بيان صحفى له عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن إسرائيل تستهدف الصحفيين لإسكات صوت فلسطين وصوت الحقيقة ولم تكتف باغتيال عين معاذ عمارنة، بل اعتدت بوحشية على الصحفيين المتضامنين معه أمس في بيت لحم، مشيدا بحالة التضامن الشعبي الواسعة مع الصحفي عمارنة، مضيفا “ندعمها ونريد لها الاتساع لتوصل صوت فلسطين للعالم“.
وأوضح اشتية، أن هذا الضوء يجب أن يسلط أيضا على كل ضحايا الاحتلال الإسرائيلي، وآخرهم عائلة السواركة التي أودى قصف الاحتلال لمنزلها بحياة 8 افراد من العائلة، بينهم 5 أطفال وسيدتين، إلى جانب 26 شهيدا وشهيدة آخرين سقطوا جراء العدوان على غزة.
وأصيب معاذ عمارنة (32 عاما) يوم الجمعة الماضية في عينه اليسرى خلال توثيق عدسته مواجهات اندلعت بين عناصر حرس الحدود الإسرائيلي وفلسطينيين في بلدة صوريف إلى الشمال الغربي من مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية المحتلة.
ويحتج عشرات الفلسطينيين منذ أكثر من أسبوعين على قيام السلطات الإسرائيلية بمصادرة أراض تابعة للبلدة.
ويقول معاذ خلال مكوثه في المستشفى وقد غطت عينه المصابة بضمادة جروح وشريط لاصق أبيض “بعدما بدأت المواجهات، كنت أقف جانبا متحصنا وأرتدي السترة الواقية المكتوب عليها “صحافة” بالإضافة إلى الخوذة“.
ويضيف، وقد بدا متعبا “فجأة شعرت بشيء أصاب عيني، ظننت أنه رصاصة مطاطية، وضعت يدي على عيني ونظرت من حولي فلم ار شيئا، فأيقنت أن رصاصة أطلقت نحوي وأنني فقدت النظر“.
وبحسب عمارنة فإن الأطباء أخبروه بأن شظية معدنية كبيرة بطول حوالى سنتيمترين اخترقت العين واستقرت خلفها على بعد مليمترات من الدماغ. ويرافق معاذ في علاجه والدته وابن عمه طارق.
يقول طارق “أجريت له عملية بالأمس، كان يفترض أن يستخرج الأطباء ما يسمونه طبيا “جسما دخيلا” من خلف العين“.، ويضيف “ولكن تبين للأطباء أن إزالة الجسم قد تشكل خطرا أكبر يتعلق بإصابة العين اليمنى بأضرار أو حدوث نزف في الدماغ“.
أطلق صحفيون فلسطينيون حملة إلكترونية وميدانية تضامنا مع زميلهم عبر وسم “عين_معاذ”، ونشروا صورهم وقد غطوا أعينهم اليسرى باللاصق في إشارة إلى إصابته.
ونظم صحفيون الأحد اعتصامات عدة في عدد من المدن الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.
وفي مدينة بيت لحم، قمعت القوات الإسرائيلية اعتصاما لصحفيين عند الحاجز العسكري شمال المدينة، وأطلق الجنود قنابل الغاز المسيل للدموع في اتجاههم.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، “تعامل مستشفى بيت جالا الحكومي مع 7 إصابات في صفوف الصحفيين جميعها طفيفة“.
ويؤكد معاذ عمارنة الذي يتحدر من مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين جنوب شرق بيت لحم “أنه كان مستهدفا كصحفي”.ويقول الأب لطفلين “هناك استهداف غير طبيعي وبشع للصحفيين“.
ويشير معاذ الذي يتعاون مع وسائل إعلام عدة إلى أن “جنود الاحتلال عرقلوا وصولي إلى موقع الاحتجاجات الجمعة، لكن أحدهم كان منبطحا أرضا قال لهم بسخرية “دعوه“.
ويعتقد معاذ أن الجندي نفسه هو من أطلق النار باتجاهه.
وقالت لجنة الحريات في نقابة الصحفيين الفلسطينيين “منذ بداية العام 2019 وحتى الأول من الشهر الحالي تم تسجيل 600 انتهاك للاحتلال بحق الصحفيين الفلسطينيين، بينها 60 إصابة خطيرة بالرصاص الحي“.
وفي مدينة طولكرم، شارك نحو 250 صحفيا في الاعتصام التضامني مع المصور معاذ عمارنة.
وقال الصحفي معين شديد “نطالب بتحقيق دولي في جميع الجرائم بحق الصحفيين الفلسطينيين وليس في الجريمة ضد معاذ فقط“.
ووصفت وزارة الإعلام الفلسطينية ما تعرض له عمارنة بانه “ملاحقة لحراس الحقيقة … إسرائيل تتنكر لكل القوانين الدولية“.
وانتشر مقطع فيديو وصور يظهر فيها عمارنة بعد اصابته مباشرة، فيما يحاول صحفيون نقله والدماء تسيل من عينه اليسرى.